«عشق الصباح»
–زهر الجلنار يشتعل في كفي جمر..
يربكني صمت الحبر..
نداءات البوح يخربش على سكون الأمكنة في هذا الليل الذي صار نديماً يبادلني نخب كأسك.
صقيع أيامي أعجنه خبز الصابرين لأجلك..
آه.. لو تدري كيف يههس دم شراييني باسمك..؟
وكم حاولت في غيابك أن أرسم بالكلمات لوحة تقارب جمال وجهك..
أتذكر كيف كنا نسهر الليالي الطوال وأنت تغني ويشق صمت الليل صوتك.
وكنت أستيقظ ألملم مع أذان الفجر الندى عن ورقات الحبق..
قطرات الندى تلك صارت ملحاً على جراحي بعدك..!
مَن يعرف وجع روحي الذي أعانيه وأنا أكنكن في محراب عزلتي..
أعيد ترتيب الكلمات في مقام البوح..
وأشرع خيالي يطوف في فضاءات «الله» لعله يلاقي طيفك..؟
قد يتعب الشوق سنين عمري الباقيات..
ولكنني ما زلت متيقناً بأن وميض الضوء لا بد أن يشق جدار الظلام.
وتشرق نهارات شمسك..
صرت غريباً اعتكف البحر..
أرقب السفن القادمات لمرفأ الأمان كيف وجوه المستقبلين تضحك؟
وتلك السفن الراحلات في المدى الأزرق ..تلوّح للقابعين على أرصفة الانتظار
وقد تجهّمت وجوههم كحالي..
كأن موج البحر يقول هي: حياتنا «كومة من الاحتمالات والأسى»
فلا تظن انك تعاني من الانتظارات وحدك..!
تمر الأيام والليالي وتشرق الشمس ويطلع القمر ..
يكاشف حزني صباحات «الأعياد» حيث لا شيء إلا الصدى..
ولم أزل أنتظر رؤية الخضرة في عينيك تضحك؟!
حسن إبراهيم الناصر