يوم ميسلون.. اللبنة الأولى في قلعة الاستقلال القومي
بقرار وزير الحربية السوري لأول وزارة سورية في التاريخ الحديث القائد البطل يوسف العظمة في 24 تموز عام 1920 المواجهة المحسومة النتائج بين جيش سوري تم تشكيله خلال أيّام من مسرحين ومتقاعدين ومتطوعين ومئات الجنود غير المسلحين إلا بأسلحة فردية محدودة العدد، وجيش دولة كبرى ذات خبرة مئات السنوات في الغزو والاحتلال، جيش خارجيّ متسلط ومجهّز بكل ادوات الموت والذبح والقتل والإبادة والهدم، والأهم أدوات الحقد والكره والإلغاء والمحو والاغتصاب.. كانت النتيجة معروفة لعسكري عريق وخبير، وهي انه قرار للتاريخ. لأجل يقظة سورية لذاتها ونفسها وألا يدخل العدو الغازي دمشق على الورود ورشّ الأرز.
أما الملك فيصل فهرب، يبحث عن ملك ضائع، يستجد الدول الكبرى لتستثمره، فهو ليس من أبناء البلاد وما يعنيه ملك ولو كان في كوكب آخر، وبقي أبناء البلاد أصحاب الإرادة الأولى على أرضهم، ليقرروا إما الاستسلام وإما المواجهة الدموية..
فكانت معركة ميسلون بداية المواجهة وأول لبنة في قلعة الاستقلال القوميّ، الذي ما زال يستسقي دماءنا كل يوم!
و»رغم معرفة القائد العظمة بأنه يواجه عشرة آلاف جندي فرنسي مجهزين بأحدث الأسلحة حينذاك إلا أنه أبى الرضوخ لما يسمّى إنذار غورو المشؤوم فخرج بنحو أربعة آلاف جندي إلى جانب كوكبة من المتطوعين الأبطال لم يتجاوز عددهم 1500 مقاتل وتقدموا بشجاعة وخاضوا معركة العزة والكرامة في ميسلون ليسطروا بتضحياتهم أحرفا من نور في فصل مضيء من تاريخ سورية».
لأرواح الشهداء ولدماء الجرحى في معركة ميسلون، قادة ضباطاً جنوداً متطوعين، الخلود والعز، ولجراح ذويهم، كل الافتخار!