أعلى مرجعيّة توحيديّة عالميّة و6 كنائس وجامع تفتح عيونك على بهاء التاريخ حاصبيا فرادة الزمان والمكان وحاضرة الإنسان
سعيد معلاوي
لبلدة حاصبيا وجه روحيّ يميّزها عن معظم البلدات اللبنانيّة الأخرى، فهي من حيث الموقع الجغرافيّ يكفيها أنها تجاور نبع الحاصبانيّ حباها الله بأجمل حوض في لبنان على ضفاف نهر تغطّيه أشجار الشربين والكينا والقصب لأكثر من ثلاثة كيلومترات؛ فجوانبه وضفافه المرصّعة بالبساتين الغناء التي تضج بالحياة وبالفاكهة البلدية من خوخ وتفاح وإجاص وكرز وسفرجل الى الجنائن المزروعة بالمواسم الصيفية المطوّقة بحقول الزيتون.
ولا تكتمل الإضاءة لا بتتويج الميزة الروحية لحاصبيا، فتتلاقى دور العبادة لله تتنوع في طرائقها وطقوسها لكنها تتحد فيه وتنتهي إليه. إذ يومياً يصدح ذكر الله من مئذنة جامع في جوار السرايا الشهابية، ومقام خلوات البياضة يطلّ على المدينة من إحدى التلال المطوّقة بالسنديان منذ أربعمئة سنة وهي أعلى مرجعيّة دينيّة لأبناء طائفة الموحّدين الدروز في العالم.
بالاضافة الى هذه المعالم الطبيعيّة والروحيّة والدينيّة فإن حاصبيا تحتضن منذ أكثر من مئة عام ست كنائس، ثلاثاً منها للروم الأرثوذكس من بينها كاتدرائية حاصبيا والتي كانت عبر التاريخ مقرّاً لمرجعيّات ارثوذكسية ومنها بعثة دائمة من روسيا تجتمع فيها عندما يتطلب الأمر اتخاذ قرارات مصيريّة تتعلق بالطائفة، كما أن هناك كنيسة رابعة للموارنة مفتاح بوابتها الرئيسية كان مؤمناً عليه لدى عائلة درزيّة تقيم في جوارها من آل زويهد، وكنيسة خامسة للبروتستانت مهملة جداً تفقدها منذ سنوات النائب السابق باسم رمزي الشاب مع وفد من الطائفة من أميركا وأوروبا لترميمها وإعادة النبض اليها، إلا أنهم لم يعودوا حتى اليوم، أما الكنيسة السادسة فهي للكاثوليك.
وفي المستجد أيضاً بأن وقف دير صيدنايا في سورية يمتلك العديد من العقارات في حاصبيا منذ فترة بعيدة كما كشف لـ»البناء» أحد مخاتير حاصبيا نعيم اللحام، مضيفاً أن الأوامر أتت من الدير في الأشهر القليلة الماضية بأن يبدأ وقف الأرثوذكس ببناء قاعة ومزار لأحد القديسين فوق أحد هذه العقارات بجوار الكاتدرائية ليكون مقصداً لأبناء الطائفة المسيحية بكل شرائحها ولكل المؤمنين من جميع الطوائف.
هذه هي حاصبيا أيها السادة باختصار، فهل أتيتم بمثلها؟
إنها الحياة الواحدة والإرادة الواحدة لا العيش المشترك ولا الحياة المشتركة لأن المشترك تركيب قابل للفسخ والتجزئة.