«إضاءات، مقاربات وقراءات نقديّة» لعبد المجيد زراقط.. بستان معرفة نقديَّة
} د. أحمد نزال
«إضاءات، قراءات ومقاربات نقديَّة» كتاب لعبد المجيد زراقط، صدر مؤخَّراً عن «مركز ليفانت للدراسات الثقافيَّة والنَّشر» في الاسكندرية.
يتألَّف الكتاب من أربعة أقسام:
أوَّلها «كتَّابٌ أعلام»، يقدِّم معرفة بثمانية عشر كاتباً علَماً، منهم: الياس أبو شبكة وخليل حاوي ومحمد علي شمس الدين وأمل دنقل وحنا مينه ويوسف إدريس وعبد الرحمن منيف وزكريَّا تامر…
وثانيها «كتب: شعر»، يقدِّم مقاربات وقراءات في ستٍّ وعشرين مجموعة شعرية لكبار شعراء العربية، منهم: محمود درويش وسعدي يوسف وغسان مطر وجرجي طربيه…
وثالثها «كتب: قصص وروايات»، يقدّم قراءات ومقاربات في سبعة عشر مؤلَّفاً قصصياً وروائياً لعدد من كتاب القصة والرواية العرب، منهم إبراهيم الكوني ورشاد أبي شاور وشكري المبخوت ومروان عبد العال وهدى عيد…
ورابعها «كتب: نقد أدبي وتاريخ»، يقدِّم قراءات ومقاربات في ثمانية عشر كتاباً تبحث في النقد الأدبي والتاريخ لعدد من النقاد والباحثين العرب، منهم شاكر النابلسي وعبد الله غانم وغادة السمان وحبيب صادق وأحمد علبي…
يتضمَّن هذا الكتاب، كما يبدو، حصاداً نقدياً امتدَّ سنوات (أواخر القرن الماضي وأوائل القرن الحالي)، أي ما يزيد على ثلاثة عقود من الزمن.
ويمكن القول: إن هذا الكتاب يقدِّم معرفة نقدية تسهم في إغناء الحركة النقدية العربية، فتعرِّف بأعلام كبار من أعلامها، وبكتب من كتبها تتنوَّع بين شعر وقصة ورواية ونقد وتاريخ.
كما يمكن القول: إن هذه المعرفة النقدية تمثِّل وثيقة نقدية تاريخية، تؤرِّخ لإنتاج ثقافي عربي ولنقد هذا الإنتاج، فتشكل رافداً نقدياً يصبُّ في مجرى نهر النقد العربي، ولعله من الصواب القول: إن هذه المعرفة النقدية المتنوعة تمثل بستان معرفة نقدية يتنقل القارئ فيه بين علمٍ وكتاب شعر وقصة ورواية ونقد وتاريخ.
يصدر هذا الكتاب بعد صدور كتب عدة لزراقط تصبُّ في مجرى نهر الثقافة النقدية نفسه، منها: «مضادات وسجالات ثقافية» و«مسارات في الطريق» و«في السرد العربي…».
وفي هذا الكتاب الأخير، حرص المؤلف، إضافة الى تضمين ما كُتب وقُدِّم في هذا المؤتمر أو تلك الندوة من دراسات، على كتابة دراسة عن ملامح السرد اللبناني في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين تقدم معرفة نقدية بخصائص السرد اللبناني لدى عشرين من كتاب القصة والرواية اللبنانيين.
يلاحظ، في هذه الكتب، إضافة الى ما ذكرناه اَنفاً، ثلاثة أمور:
أولها سعي زراقط الى أن يتيح للقارئ العادي، وليس المتخصص فحسب، الوصول الى المعرفة النقدية التي يقدمها، إذ إن كتابته تتميز بالسهولة والبساطة والمنهجية
والعمق في اَن.
وثانيها حرصه، في كثير، من مقالاته ودراساته، على الاهتمام بما أُقصي الى هامش الحياة الثقافية، لأسباب لا علاقة لها بالجودة، وإعادته الى متنها ووضعه في الموقع الذي يستحقه.
وثالثها تفكيكه الكثير مما يعدُّه بعضهم مسلِّمات، اذ انه يعيد النظر فيها، ويوقد شعلة النقد، ويضيء…
وإذ تكثر إضاءات هذه الشعلات يتكوَّن فضاء القراءات والمقاربات، فيكون فضاء إضاءات تُقدَّم فيه المعرفة النقدية بسيطة وعميقة وممتعة في اَن…