إيران تستبعد نجاح أميركا في تمديد الحظر المفروض عليها
روحاني: لا نسعى إلى حوار استعراضيّ بل إلى حل حقيقيّ ظريف: النظام العالميّ الجديد لن يكون غربيّاً تماماً بعد الآن
قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن «إيران لا ترفض التفاوض مع واشنطن، لكنها لا تسعى إلى حوار استعراضي».
وأضاف روحاني في تصريحات صحافية أمس: «أميركا طلبت منا اللقاء والتفاوض نحو 23 مرة خلال العامين والثلاثة أشهر الماضية»، مؤكداً أنه «على الولايات المتحدة رفع العقوبات قبل أي مفاوضات»، موضحاً أن «أيّ حوار مع أميركا ينبغي أن يكون قائماً على رفع العقوبات أولاً عن طهران».
وتابع روحاني: «الأميركيون أرسلوا لنا رقم هاتف للاتصال بهم وظنوا أننا لن نصمد أمام العقوبات سوى بضعة شهور وسنبادر بالاتصال بهم».
ولفت الرئيس الإيراني إلى أن «أميركا لا تزال تمارس الضغوط علينا وأعاقت حصولنا على قرض من صندوق النقد الدولي لمكافحة كورونا».
وأوضح أن «إيران لا تسعى إلى حوار استعراضي بل إلى حل حقيقي».
من جهة أخرى، صرح وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، أن «الأعوام الثلاثين الماضية كانت واحدة من أكثر الحقب اضطراباً في العالم، شهدنا خلالها حروباً وتغيرات شديدة وحديثة وكوارث عديدة على صعيد المجتمع الدولي»، مؤكداً أن «النظام العالمي الجديد بعد كورونا لن يكون غربياً تماماً».
جاء ذلك في حوار مباشر باللغة الإنكليزية، من كلية دراسات العالم في جامعة طهران، تحدّث فيه ظريف أمس إلى جمهوره الدولي العريض عبر الإنستغرام.
وأضاف ظريف: «بعد نهاية الحرب الباردة، حاول البعض بناء مستقبل جديد ولم يكتفوا فقط بالتكهنات بل أخذوا يقدمون وصفات مسبقة للتطورات المستقبلية».
وتابع وزير الخارجية أن «القوى العظمى قد ارتكبت أخطاء في الحسابات وأن الإعلان عن نظام عالمي جديد قبل 30 عاماً أو نحو ذلك من قبل الرئيس الأميركي آنذاك، وطرح قضية الحوكمة العالمية والقرن الأميركي الجديد وإعلان النصر على متن السفينة الحربية الأميركية في ذلك الحين، كانت كلها جهوداً لتقديم وصفات بشأن المستقبل».
وصرّح ظريف: «إذا ما أردنا أن نعرف ماذا يحدث في العالم وأن نحول دون وقوع الأحداث السيئة، فعلينا أن نعرف أين نحن وإلى أين ذاهبون».
وذكّر بأن، علينا ألا ننسى أن «الرئيس ترامب قال: إننا أنفقنا 7 تريليون دولار لبناء نظام عالمي جديد وفشلنا».
وأشار إلى الخلفية التاريخية للتحول العالمي، وقال: « لقد انهار النظام القديم على مر التاريخ، وحل النظام الجديد محله بعد إراقة الكثير من الدماء»، مضيفاً، «انني أعتقد أن التوجهات الغربية قد فشلت بالكامل في تقديم صورة صحيحة لنا عن الأحداث العالمية»، مؤكداً «ان النظام العالمي الجديد لن يكون غربياً تماماً بعد الآن».
في سياق منفصل، استبعدت إيران، أمس، أن «تتمكن الولايات المتحدة الأميركية من تمديد حظر التسليح المفروض عليها، من خلال الضغط الذي تمارسه على أعضاء مجلس الأمن».
ورد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، على تصريحات وزير الخارجية الأميركي التي زعم فيها أنه «يضمن تمديد الحظر التسليحي على إيران»، قائلاً «الأميركيون لن يتخلوا عن أية محاولة في هذا المجال، وهم يمارسون الضغوط على جميع الدول سواء في مجلس الأمن على الأعضاء الدائمين وغير الدائمين أو على الدول الإقليمية».
وتابع «لكننا أبلغنا الأصدقاء وأعضاء مجلس الأمن أن من غير المقبول أن تحرم إيران بسبب الضغوط الأميركية من حقها القانوني المكفول في القرار الأممي 2231».
واستبعد موسوي أن تصل أميركا إلى هدفها في تمديد الحظر التسليحي على إيران، نظراً للمشاورات التي أجرتها وتجريها إيران مع الأصدقاء، كما أنه من المحتمل ألا تخضع الدول الأخرى للغطرسة الأميركية ومطالبها اللامشروعة.