الوطن

القلق يدفع «إسرائيل» إلى حرب من جانب واحد على الجنوب

«المقاومة»: لم يحصل أيّ اشتباك أو إطلاق نار من طرفنا والردّ على استشهاد محسن آت حتماً ولينتظر العدو العقاب على جرائمه

حالة الإضطراب والقلق والهلع التي تسيطر على الكيان الصهيوني منذ استشهاد المقاوم علي كامل محسن في غارة «إسرائيلية» على سورية الأسبوع الفائت، انعكست هستيريا واضحة على جنود العدو الذين خاضوا، بذريعة وهمية، حرباً من جانب واحد مع الجنوب في مزارع شبعا المحتلة وأدت إلى شلل تام في شمال فلسطين المحتلة التي قبع مستوطنوه الصهاينة في المنازل. فيما تعرّضت بلدات عدة في الجنوب اللبناني لقصف مدفعي عشوائي من مدفعية العدو.

فنتيجة للأنباء التي تواترت بسرعة هائلة بعد ظهر أمس، عن معركة ضارية بين رجال المقاومة والجنود الصهاينة في المزارع، أصدرت المقاومة الإسلامية بياناً، تعليقاً «على الأحداث التي جرت اليوم بتاريخ 27-7-2020 في منطقة مزارع شبعا المحتلة وعند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، وعلى ما تم تداوله من أخبار وتصريحات حول هذه الأحداث»، جاء فيه «يبدو أنّ حالة الرعب التي يعيشها جيش الاحتلال الصهيوني ومستوطنوه عند الحدود اللبنانية، وحالة الاستنفار العالية والقلق الشديد من ردّ فعل المقاومة على جريمة العدو التي أدت إلى استشهاد الأخ المجاهد علي كامل محسن، وكذلك عجز العدو الكامل عن معرفة نوايا المقاومة، كل هذه العوامل جعلت العدو يتحرك بشكل متوتر ميدانياً وإعلامياً على قاعدة «يحسبون كل صيحة عليهم».

وأضافت «إنّ كلذ ما تدّعيه وسائل إعلام العدو عن إحباط عملية تسلّل من الأراضي اللبنانية إلى داخل فلسطين المحتلة وكذلك الحديث عن سقوط شهداء وجرحى للمقاومة في عمليات القصف التي جرت في محيط مواقع الاحتلال في مزارع شبعا هو غير صحيح على الإطلاق، وهو محاولة لاختراع انتصارات وهمية كاذبة».

وأشارت المقاومة إلى أنه «لم يحصل أي اشتباك أو إطلاق نار من طرفها في أحداث اليوم (أمس) حتى الآن، وإنما كان من طرف واحد فقط هو العدو الخائف والقلق والمتوتر»، مؤكدةً  أنّ ردّها على استشهاد محسن في العدوان الصهيوني على محيط مطار دمشق الدولي «آت حتماً، وما على الصهاينة إلا أن يبقوا في انتظار العقاب على جرائمهم. كما أنّ القصف الذي حصل اليوم (أمس) على قرية الهبارية وإصابة منزل أحد المدنيين لن يتمّ السكوت عنه على الإطلاق. وإن غداً لناظره قريب».

وكانت تردّدت أنباء مصدرها وسائل إعلام العدو وجيشه، عن تبادل لإطلاق النار بين حزب الله والجيش «الإسرائيلي» عند المناطق الحدودية الجنوبي وأن مجموعة من المقاومة استهدفت دبابة «إسرائيلية» بصاروخي كورنيت من دون الإعلان عن سقوط ضحايا وفرض الجيش «الإسرائيلي» إغلاقاً في مرتفعات الجولان المحتل بسبب الحادث.

وأفيد عن قصفت المدفعية «الإسرائيلية» المرتفعات الشرقية لبلدة كفرشوبا ومحيط موقع رويسات العلم. كما سقطت قذيفة مدفعية «إسرائيلية» على منزل فوزي أبو علوان في بلدة الهبارية.

وذكرت وسائل إعلام «إسرائيلية»، أن لا معلومات عن أيّ إصابات في صفوف الجيش «الإسرائيلي»، وأشارت إلى أنّ العملية استهدفت دبابة «إسرائيلية».

وأفادت «وكالة الصحافة الفرنسية»، أن  الجيش «الإسرائيلي»، فرض أمس الإغلاق على طول الحدود الشمالية مع لبنان وأمر السكان بـ»البقاء في منازلهم»، بسبب ما وصفه بـ»حادث أمني» في مرتفعات الجولان المحتلة.

وقال في بيان «عقب الحادث الأمني في منطقة جبل الروس، يطلب من السكان البقاء في منازلهم. ممنوع أي نشاط في المناطق المفتوحة»، مضيفاً أن القيود تنطبق على «سكان المنطقة على طول الجانب الإسرائيلي من الخط الأزرق».

وقال رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو «إننا نتابع باستمرار ما يجري على حدودنا الشمالية وجيش الدفاع مستعد لجميع السيناريوهات».

وأكد المتحدث باسم الجيش «الإسرائيلي» أفيخاي أدرعي، على «تويتر»، وقوع حادث أمني في منطقة جبل روس (في مزارع شبعا)، موضحاً أن التفاصيل قيد الفحص.

ولاحقاً قال أدرعي «لقد تم فتح النيران نحو عناصر حزب الله وتشويش مخططاتهم».

وقال الجيش «الإسرائيلي» أن خلية حزب الله تضم من 3 إلى 4 عناصر تسللت أمتاراً معدودة داخل الخط الأزرق.

وأعلن لاحقاً عن  «إحباط عملية تخريبية في منطقة جبل روس ويسمح بعودة الأمور إلى طبيعتها في المستوطنات الشمالية».

وأعلن الناطق باسم «يونيفيل» اندريا تيننتي أن «رئيس بعثة يونيفيل وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول على اتصال مع الطرفين لتقييم الوضع ولجم التوتر، ويواصل حث الأطراف على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس».

 وقرابة الخامسة عصراً، أعلن الجيش «الإسرائيلي» أن الاشتباكات انتهت عند الحدود مع لبنان. وذكرت وسائل إعلام «إسرائيلية» أن  نتنياهو يعقد اجتماعاً أمنياً بمقر قيادة الجيش.

وقال المتحدّث باسم جيش العدو «أمامنا أيام معقدة ومتوترة».

زنقلت وسائل إعلام عبرية عن وزير الحرب «الإسرائيلي» الأسبق رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان قوله «إن الأمين العام لحزب الله (السيد حسن) نصر الله أثبت مع الأسف أن الكلمة عنده كلمة، والعين بالعين، والسن بالسن».

وأضاف «قُتل عنصر واحد من حزب الله في دمشق والآن الشمال كله مشلول».

إلى ذلك، حيّا عضو كتلة التنمية والتحرير النائب الدكتور قاسم هاشم، في تصريح «المقاومة ورجالها على تنفيذهم عملية على أرض مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وذلك تأكيداً على هوية مزارع شبعا اللبنانية وإصرار المقاومة على استعادتها مهما طال زمن الاحتلال».

وقال»اليوم تؤكد المقاومة أن معادلة توازن الرعب والردع مع العدو ستبقى هي هي ولن يستطيع العدو الإسرائيلي تغيير قواعد الاشتباك أو فرض إرادته لتغيير آليات عمل قوات يونيفيل وما حصل اليوم هو حق وواجب على المقاومة من أجل وضع حد للعدوانية الإسرائيلية».

أضاف «ما تعرضت له الأجزاء المحررة في العرقوب هو اعتداء سافر وانتهاك للسيادة الوطنية وخرق للقرارات الدولية حيث يتحمل المجتمع الدولي والمنظمات الدولية المسؤولية عن تفلت الكيان الصهيوني بمستوياته السياسية والعسكرية لانه تعاطى مع العدوانية وإرهاب العدو الإسرائيلي بمعايير مزدوجة ولذلك لم ينصع هذا الكيان الغاصب للقرارات والتوجهات الدولية وهذا ما عرّض الأمن والسلم الدوليين للخطر الدائم بسبب الإرهاب الصهيوني منذ احتلال فلسطين واحتلال الأراضي العربية حتى اليوم».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى