هموم لبنانية…
} عمر عبد القادر غندور*
مع مطلع الأسبوع الحالي، ويمكن ان نسمّيه أسبوع عيد الأضحى المبارك، يبدو أنّ عناوين أزماتنا الاقتصادية والمعيشية والامنية اكبر من قدرتنا على الاستيعاب.
ولعلّ أبشعها ما كشفته التحقيقات عن بيع السلع الغذائية من دجاج ولحوم فاسدة انتهت صلاحيتها وجرى إضافة البهارات إليها لإخفاء روائحها المنتنة، وتوقيف عدد من مروّجيها، ونرجو رفع الغطاء عنهم وإنزال أشدّ العقوبات الرادعة بحقهم والتشهير بكلّ من يطلب الرحمة لهم.
أما المتاعب المنتظرة الأخرى، يتصدّرها مطمر الكوستابرافا الذي يرفض بنهاية الشهر الحالي استقبال نفايات العاصمة وأقضية بعبدا والشوف وعاليه لا لضيقة عينه بل لأنه لم يعد يستطيع استقبال ما يزيد عن نفايات الضاحية الجنوبية والشويفات، ولا يختصر مطمر الكوستابرافا معضلة بقية المطامر بل هو جزء منها، وسبق أن برزت أزمة النفايات في لبنان منذ خمس سنوات ولم تجد حلاً لها حتى اليوم؟
وكيف يتوفر لحكومة الرئيس حسان دياب وريثة نفايات 30 سنة للحكومات السابقة ان تجد حلاً للكثير من «التركات» المعقدة والعصية عن المعالجة، كمعضلة الأرقام المتباينة وغير الموحدة التي تحول دون تجاوب صندوق النقد الدولي، وهو ما تعجّب له وزير خارجية فرنسا بعد زيارته للبنان!
وماذا عن تفشي وباء كورونا وبلوغه حافة الخطر الشديد بعد فتح أجوائنا للطائرات القادمة وارتفاع الإصابات بالعشرات لا بل المئات منذ بداية الشهر الحالي، واستهتار الكثير من المواطنين بالإجراءات الوقائية ما يهدّد اليوم قدرة المستشفيات على استقبال الحالات وتعريض نظامنا الصحي للانهيار؟
وبسبب هذه الجائحة، فثمة خطر حقيقي على السنة الدراسية التي من المفترض تبدأ بنهاية أيلول المقبل، ونعتقد انّ وزارة التربية بصدد ما يجب أن ترى له حلاً لمستقبل العام الدراسي.
ولا نغفل في هذه العجالة المناورات «الإسرائيلية» في شمال فلسطين وعلى حدودنا الجنوبية، وتكثر حولها التعليقات والتأويلات… وقد أجاب عليها الشيخ نعيم قاسم في حديثه ليلة أول أمس الى تلفزيون «الميادين» حيث قال: «ليس عندي ما أقوله في هذا الشأن، أما الحديث عن (مقترح) الحياد الذي أطلقه غبطة البطريرك الماروني، يبقى وجهة نظر ورؤية ونقاش ولا بأس أن يكون محطة إجماع لا يساوي بين الظالم والمظلوم».
هذا غيض من فيض ما تضجّ به الساحة اللبنانية وقد نشهد في الأيام المقبلة فتنة يجري التحضير لها عبر قرار المحكمة الدولية بدأنا نرصد إرهاصاتها من بعض وسائل الإعلام، وعيد بأيّ حال عدت يا عيد.
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي