«مدخل إلى العلاقات الدوليّة» لمحمد قانصو… لغة مبسّطة لواقع صداميّ!
} جهاد أيوب
قرأت للكاتب الدكتور محمد ابراهيم قانصو العديد من الكتب المعنية بالشؤون الدينية، وكان يعتمد البساطة في إرسال المعلومة دون التنظيرات والتعقيدات التي تميّز بعض الإصدارات الدينيّة، ولكن أن يعتمد هذا الأسلوب في كتاب أكاديمي منهجي فهذا ذكاء منه كي يكون الكتاب في تناول الجميع ممن لا يزال يؤمن بالقراءة!
في كتاب د. محمد قانصو الجديد «مدخل إلى العلاقات الدولية» عن دار منشورات زين الحقوقية حالة جميلة في تبسيط المعلومة الاكاديمية، وتقديمها في قالب لغوي لا يصنع إشكالية عند المتلقي، ولا يعتمد على فزلكات المفردات اللغوية المعقدة، ولا يبعد القراء عن القراءة، أسلوب سهل ممتنع في تقديم المعلومة، سلاسة في الطرح، واختيار مفردات في متناولنا وتستخدم خارج تعقيدات الدراسات التنظيرية، لذلك من السهل أن يتناول الكتاب القارئ العادي، والمعني المتخصص، والمثقف، والتلميذ الجامعي، وهذه قلما نجدها في هذه النوعية من الكتب، خاصة ونحن في زمن السوشال ميديا، حيث نأخذ منه المعلومة من دون عناية، ومن دون أن نتأكد من مصداقيتها، لا بل لا نهتم لقراءتها، نجمعها، نكدسها، والسلام!
الكاتب هنا تعمّد التبسيط في المخاطبة، السلاسة في اللغة، وتكثيف المعلومة بعيداً عن تعمّد تعب المتلقي ليقال عنه من المثقفين، بل قدم نتاجه من باب إدخال الثقافة بهدوء خارج شوشرات التنظير، وهذه شطارة، ومهارة، وبذلك نكسب كاتباً يفقه بمخاطبة الآخر، وبتقديم وجبة فكرية دسمة!
قسم د.محمد كتابه إلى ثلاثة فصول، الأول تطرق فيه إلى العلاقات الدولية المعاصرة بين النظرية الواقعية والتعريف العملي، والعوامل المؤثرة خاصة الجانب الاقتصادي.
والفصل الثاني تحدّث فيه الكاتب عن مجالات العلاقات الدولية والمدارس الفكرية بين الواقعية والليبرالية والمثالية والماركسية، والأهم التطرّق إلى الفاعلين في تلك المدارس.
الفصل الثالت خاض معه الكاتب في دهاليز الأمم المتحدة بين التعريف وتطبيق القانون الدولي، والانتقادات التي توجّه له.
الكتابة عن العلاقات الدولية في هذا الزمن، وفي هذه الظروف تنطوي على خطورة بما تحمله من تداعيات اللا مصداقية، وهنا الصعوبة في أن يتقبل القارئ والمتخصص ما هو تنظير وما هو واقع، لذلك تعمد الكاتب في السرد الواقعي، وقدم حقائق بهدوء المعلومة والصراعات الاجتماعية والدولية.
كتاب «مدخل إلى العلاقات الدولية» يستحق القراءة، والمناقشة، والتعرف على محتواه من باب الثقافة وأهدافها في زمن العلاقات الدولية اصبحت فيه مصالح وعقد وقضاء على شعوب من أجل واقع اقتصاد صدامي!