تركيا تعلّق مشروع التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط واليونان تعلن استعدادها للحوار معها دون ضغوط
أعلنت اليونان، أمس، استعدادها للحوار مع تركيا من دون أية ضغوط أو تهديدات.
وقال وزير خارجية اليونان إن بلاده «مستعدّة للحوار مع تركيا دون ضغوط أو تهديدات»، وذلك بعد أن ذكرت، في وقت سابق، أنه «على الرغم من تراجع تركيا عن التصعيد في المتوسط، سنبقي على حالة تأهب قواتنا هناك، ولن نقبل المساس بحقوقنا في التفاوض».
وكان المتحدث باسم الخارجية التركية، إبراهيم قالن، أكد في وقت سابق أمس، «استعداد تركيا لإجراء حوار مع اليونان يتضمن جميع القضايا من دون شروط مسبقة»، معرباً عن قناعته بـ»إمكانية توقيع اتفاقية مع أثينا».
وشدد قالن، في تصريحات مع شبكة «سي إن إن ترك»، على «عدم إمكانية رسم أية خريطة طاقة في البحر المتوسط من خلال تجاهل تركيا»، مؤكداً «وجود إمكانية لإجراء أعمال مشتركة في المناطق المتنازع عليها في البحر المتوسط».
كما أشار الناطق باسم الرئاسة التركية إلى أن «الرئيس رجب طيب أردوغان قرر تأجيل أعمال سفينة التنقيب أوروتش رئيس في شرق البحر المتوسط طالما المباحثات مع الجانب اليوناني مستمرة».
وأعلنت تركيا أمس، تعليق مشروعها لاستكشاف المحروقات في منطقة متنازع عليها في شرق المتوسط، في بادرة ترمي إلى تهدئة التوتر الشديد مع اليونان.
يأتي ذلك بعدما ذكرت أنقرة الأسبوع الماضي أن سفينة «أورج ريس» سترسو قرب جزيرة كاستيلوريزو اليونانية الواقعة قبالة السواحل التركية.
وبدأت تركيا التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في البحر الأسود للمرة الأولى في 20 تموز الحالي. فيما كانت تواصل سفينة حفر تركية أخرى عمليات تنقيب حول جزيرة قبرص. ومن المتوقع أن تبدأ سفينة حفر ثالثة اشترتها تركيا العمل هذا العام أيضاً.
وقال ابراهيم قالن المتحدث باسم الرئيس رجب طيب إردوغان «أعلن رئيسنا أنه طالما المفاوضات جارية سنتريث قليلاً لاعتماد موقف بناء».
وأضاف قالن في حديث لقناة «سي إن إن ترك» أن «اليونان بلد مجاور مهم بالنسبة لنا، ونحن على استعداد للتحاور مع اليونان».
وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قد أكد في 4 حزيران الماضي أنه اتفق مع رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج، على متابعة وتطوير البحث والتنقيب على الموارد الطبيعية قبالة السواحل الليبية.
وتأتي تصريحات المتحدث التركي، في وقت تصاعدت فيه حدة التوتر في شرق المتوسط الأسبوع الماضي، بعد أن نشرت أثينا سفنها العسكرية في بحر إيجه.
هذا ورحّب وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس بالقرار التركي. وقال في تصريحات صحافية بمناسبة زيارة وزيرة الخارجية الإسبانية أرانتشا غونزاليس لايا التي زارت أنقرة أول أمس «إنها خطوة نحو نزع فتيل الأزمة.. لنكن واضحين، خلافاتنا تتعلق بترسيم الهضبة القارية والمناطق البحرية الخالصة». وأكد ديندياس أن «اليونان مستعدّة دائماً للحوار لكن ليس تحت التهديد».
وساهم اكتشاف حقول غاز ضخمة في السنوات الماضية في شرق المتوسط في تأجيج طموح الدول المطلة كاليونان وقبرص وتركيا ومصر و»إسرائيل».
وكثّفت تركيا عمليات التنقيب قبالة قبرص ما أثار استياء معظم دول المنطقة والاتحاد الأوروبي. ولدعم مطالبها وقعت أنقرة العام الماضي اتفاقاً عسكرياً مثيراً للجدل مع حكومة الوفاق الليبية يوسع منطقتها البحرية في شرق المتوسط.
فيما دان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون «انتهاك تركيا لسيادة كل من اليونان وقبرص في شرق المتوسط»، ودعا إلى «معاقبة أنقرة».