عيد الجيش… عيد العزة والكرامة
} اياد موصللي
تحية لك أرسلها يا جندياً من بلادي في تاريخ نعتز به ونزهو هو تاريخ عيد تأسيس المؤسسة العسكرية التي تنتمي اليها والتي كانت عنوان السيادة والحرية..
المؤسسة العسكرية عمرها اليوم 75 عاماً. مارس فيها الجيش دوره الوطني الكبير. فمنذ الأول من آب 1945 الى يومنا هذا والجيش سياج الأمان ورمز الوطن وسيبقى كذلك. هو الرمز وهو الأمان هو الأب والأم والحياة ووقفة العز. ثبّت سلامة الوطن ورسخ أمنه وصان حريته. شارك في حرب فلسطين عام 1948 وخاض معارك هامة أبرزها معركة المالكية ضدّ “إسرائيل” وجيشها وقاد المعارك النقيب الشهيد محمد زغيب وكافح الفتن والمؤامرات وطهّر الحدود من التسلل والدخلاء.
ورفع شعاره “شرف تضحية وفاء”. هذا الشعار هو منبت الأخلاق العسكرية التي مهمتها الأولى والأساسية الدفاع عن البلاد والمواطنين ضدّ أيّ اعتداء خارجي وخاصة الاعتداءات الإسرائيلية وضبط الأمن الداخلي.. تسلل الإرهابيون والمتآمرون وعبروا الحدود. فجعل جرود عرسال وسهول القاع مقابرهم.
اليوم نحتفل في الأول من آب 2020 بعيد الجيش، نحييه وهو الذي سقى الأرض من دمه ولا زال يسقيها كلما دعت الحاجة. فهو مؤمن بأنّ الدماء التي تجري في عروقنا هي وديعة الأمة والوطن متى طلبتها وجدتها.
يا جندياً في جيش بلادي.
سرّ في دربك، فأنت لا تعرف سواه درباً. الصبر والثبات، الشجاعة في الهجوم كما خلف المتراس، شجاعة المقاتل وشجاعة المواطن المتخلق بالعفة والنخوة والنجدة وعشق الأرض والعطاء من أجلها سلماً وحرباً. المنتصر على أهواء النفس ومذلة الولاء للساسة والزعماء، المترفع على مغريات العيش المؤمن انّ مغانم الحياة هي التضحية حتى الشهادة وسحق للأنانية وحب الذات.
كم أنت عظيم يهتف باسمك أطفالنا وتهفو نحوك قلوبنا وتدمع العين بإبتسامة الفرح لرؤياك… نصلي لك بترانيم الحب:
ربّ حققت أمانينا
جمالاً وجـلال
ونثرت الخير فيهم
يميناً وشمالاً
وتجليــــت عليهم
صليباً وهـلالا
فأحفظهــــم ربـــي
للوطن رجالاً
لقد غيّرت الكثير من الصور وبدّدت الكثير من رواسب النفوس، رسمت أمامنا أفقاً جديداً لمستقبل نبتسم له وهو يلقانا بإشراقة فجره، صنعت ملحمة ليس وأنت تقابل عصابة بل بتقديم دمك لحماية طفل وامرأة وشيخ كان بإمكانك الهدم والتدمير والسحق والقتل للقضاء على حفنة مجرمة ولكنك كنت جندياً انساناً تحمي شرفك ومواطنيك واللائذون بحماك ولو دفعت الثمن غالياً.
ما أعظمك يا جندياً من بلادي ستكون مثلاً ومدرسة وكتاباً، ستكون غرسة باسقة لجيل جديد…
ما تصنعه اليوم هو من خصال العظماء لأنه صبر على جراح وكظم لغيظ وعفو عند مقدرة، أخلاق تعلمتها في مدرسة الرجولة مدرسة الجيش.
لقد انتصرت على النفس فسيطرت على الزناد ولم تطلق إلا حيث هدفك واضح لئلا يسقط ضحايا وأبرياء، أنت بطل نشأنا ونشأت وسينشأ أولادنا وهم يغنون:
بيّي راح مع العسكر
حارب وانتصر وعمّر
هكذا كان في كلّ ميدان لجيشنا وجود عبر الحاضر والماضي وجود فرضه بعطائه وتضحياته، على الحدود كما في المدن وحيث يتطلب الآمن.
فحميت الحدود ووقفت في وجه عدو عات وتركت صدى وعنفواناً في نفوس مواطنيك وشعروا بجانبك بالدفئ والطمأنينة.
ستبقى أنت أنشودتنا وأملنا وحلم الغد لمستقبل واعد لا طائفية تفرّق ولا مذهبية تزلزل وحدتنا ولا إقطاعية سياسية او مالية تدمّر مستقبلنا وعزتنا وكرامتنا سنصنع وحدتنا كما صنعت منكم هذه المؤسسة الشامخة وحدة صامدة مؤمنة واعية سترسمون خطى أولادنا.
ما ذنب فتية اذا شبّت ولـم
تلمح بتربته خطى أحراره
تركت لها آباؤها الإرث الذي
يبقـــى مطوّقاً بلعنة عــاره
الجيش اللبناني هو صورة الوطن هو الرمز والشعار، هو الدرع والحصن والسور، هو تاج الرأس والعلاج لكلّ آفاتنا وعللنا ودائنا.
واليوم في الأول من شهر آب تحتفل الدولة بذكرى الجيش وآملنا ان يحتفل الشعب اللبناني بأسره هذه السنة وفي كلّ سنة بهذا العيد، وان يكون العيد القادم عيدنا الأول ويضاهي أعيادنا الكبيرة ويلتفّ اللبنانيون جميع اللبنانيين دون استثناء او قيد او شرط على اختلاف مناطقهم وطوائفهم وطبقاتهم حول الجيش اللبناني دون غيره.
لأنه لا حياة للشعب بدون وطن.
ولا وطن لأمة بدون جيش.
أنتم الذين ستورثون أجيالنا ما يباهون ويفاخرون به.
إنّ الدماء التي قدمتموها هي أذكى شهادة في الحياة. بكم تحققت وحدة الشعب والجيش والمقاومة.