معرض نحت مشترك في المركز الوطنيّ للفنون البصريّة… خاماتٌ استنسابيّة بأبعادٍ إنسانيّة غبر متكلفة
لورا محمود
أعمال نحتية تحمل غنى بصرياً ورؤية تجريدية وتعبيرية بتنوع المواضيع المقدمة والخامات المستخدمة كالخشب والبولستير والمعدن حملت إحساس وإبداع فنانين شابين تشاركا الدراسة والمعرض فكانت المنحوتات متشابهة بالروح كما لو أنها من ابداع يدٍ واحدة أنتجت 34 عملاً تنوّع بين شكل الطائر الحرّ والمرأة في أعمال الفنانة فاطمة عثمان إضافة إلى الأبعاد الإنسانية الحاضرة بانسيابية غير متكلفة في أعمال الفنان تمام أبو عساف هذا كلّه في معرض أقيم لهما في المركز الوطني للفنون البصرية في دمشق.
«البناء» كان لها لقاء مع الفنانة فاطمة عثمان التي تحدثت عن أعمالها قائلة: ان اغلب الأعمال عبارة عن ايحاء لطائر إضافة لوجود المرأة، فأنا أرى أن هناك وجه شبه بين المرأة والطائر لذلك أربطهما ببعض في منحوتاتي وأعمالي اليوم هي أعمال تجريدية تعبيرية استخدمت فيها الخشب بأحجام متنوّعة إضافة الى المعدن وعدد المنحوتات 17 منحوتة لي و17 منحوتة للفنان تمام ابوعساف.
ولفتت عثمان هناك أوجه شبه بين اعمالي وأعمالي الفنان أبو عساف. فالأسلوب وطريقة العمل متشابهة لذلك قررنا ان يكون المعرض مشتركاً.
وتابعت عثمان: المركز الوطني مكان مهم جداً وفرصة مهمة لنا لنعرض أعمالنا بمكان يخدم الأعمال النحتية. وفي الفترة الأخيرة أصبح لا بدّ من الخروج لنقدّم أعمالنا رغم وجود فيروس كورونا، فنحن علينا أن نتعايش معه مع أخذ الاحتياطات اللازمة لذا يجب العمل على إقامة المعارض ليراها الناس ولنتعلم نحن الفنانين من تجارب بعضنا.
ومن بين الحضور تحدثت «البناء» مع النحاتة لجين حمدان التي كانت برفقة الفنانين فاطمة وتمام اثناء عملهما لذا تفهم تماماً رؤية كل منهما ومدى الصعوبة التي يتطلبها العمل خاصة مع التقنيات المستخدمة كالدمج بين تقنيات الخشب والريزين والبوليستروالمعدن، فالنحت على الخشب يتطلب وقتاً وجهداً كبيرين.
وعن المواضيع المستخدمة في الأعمال لفتت حمدان أن كلّ من يرى منحوتات الفنانة فاطمة يدرك سريعاً أنها لها فهي لديها بصمتها التي تعرّفك عليها وتعمل بطريقة تجريدية بدون تفاصيل اضافة الى الحركات الانسيابية سواء بمنحوتات الطائر او المرأة لكن ايضا هناك لمسة تعبيرية نوعاً ما.
وأضافت حمدان: الفنان ابوعساف أعماله تمتاز بحركات انسيابية خاصة في منحوتات الريزين اكثر من منحوتات الخشب فأعماله على الخشب فيها تعبير أكثر.
ونوّهت حمدان يجب أن تقام مثل هذه المعارض بشكل دائم خاصة للشباب لتشجيعهم وأيضاً ليكون هناك حركة فنية ونحتية خاصة. فالنحت فنّ مهم يعبّرعن مكنونات كل فنان.
والد الفنان تمام ابوعساف بدوره قال لـ»البناء» إن هناك ظروفاً منعت تمام من حضور المعرض لكن موهبته وفنه حاضران في معرضه وقد نمت موهبته منذ الطفولة وتطورت بعد دخوله الجامعة وهذا المعرض مهم ومميز وهو معرضه الثالث فقد كان له معرض سابق أقيم هنا في المركز الوطني وأيضاً معرض في وزارة الثقافة وله مشاركات في معارض جماعية.
وتحدثت «البناء» مع أستاذ النحت في كلية الفنون الجميلة عيسى قزح الذي عبّرعن اعجابه بالمعرض خاصة أنه كان متابعاً للفنانين وهو دَرّسهم مادة النحت لمدة سنتين في الجامعة وقال: كنا نتشارك دائماً بالأفكار وتمام وفاطمة تطورا بشكل سريع فالطالب خلال سنوات الدراسة في الجامعة يكون جل همّه التخرج قبل أي شي آخر لكن هما استطاعا استيعاب الخامات بشكل جيد قبل التخرج واستطاعا ان يقدما أعمالاً نحتية غير متكلفة فكانت أعمالهم وأفكارهم حرة من دون أي تأثير عليهم وعلى ما يفكرون به بالعكس. كانت هناك مشاركة بالأفكار لذا قدموا فناً وفكراً جميلاً. فهناك حركات لعب في الفراغ بأعمالهم وأنا كنت دائماً أؤكد على فكرة أن الفن هو فكر لا نريد أن نقدم أي شيء مبتذل بل نريد ان نقدم فكراً ليصبح اسمه فناً بكل معنى الكلمة.
ونوّه قزح انه من الصعب ان تعرض الاعمال في المركز الوطني. فصحيح ان المكان والاضاءة والمساحة الكافية جيدة الا انه في بعض الاحيان يؤثر على العمل النحتي لذا كنت دائماً أنصحهم بأن يتخيلوا انهم يقدمون معرضاً في اي صالة عرض. فالمركز له خصوصيته المختلفة عن أي صالة عرض اخرى. فمن الممكن ان تترك أعمالاً معينة لتعرض بصالات أخرى غير المركز. فالمركز فيه مساحة واسعة من الممكن أن تظهر العمل بطريقة ضعيفة لذا كنا نتحدث دائماً عن الأعمال التي تنفذ في ورشات العمل والتي ستعرض في المركز دون غيره، لذا هذه الأمور تحتاج لدراسة. فالمركز مكان جميل جداً لكن من الصعب عرض كل الأعمال فيه.
يذكر ان الفنانة فاطمة عثمان خريجة فنون جميلة لعام 2015 قسم النحت شاركت بما يقارب عن عشرين معرضاً جماعياً وهذا معرضها الاول الذي يقام في المركز الوطني كما شاركت بملتقيات عدة كملتقى الرمل وملتقى الخشب في محافظة اللاذقية.