مصر تعترض على خطوة إثيوبيا الأحاديّة وتؤكد متابعة التفاوض.. والإثيوبيون يحتشدون لإكمال السدّ من دون دعم خارجيّ
أكدت مصر اعتراضها ضدّ الإجراء الأحادي الإثيوبي لملء سد النهضة من دون التشاور مع دول المصب، معتبرة إياه «دلالة سلبية توضح رغبة اثيوبيا في عدم التوصل لاتفاق»، بحسب وزارة الري المصرية.
وانعقد أمس، الاجتماع الثاني للجولة الثانية للتفاوض بين مصر والسودان وإثيوبيا برعاية الاتحاد الأفريقي وبحضور المراقبين من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وخبراء مفوضية الاتحاد الأفريقي استكمالاَ للمفاوضات للوصول إلى اتفاق ملزم بخصوص ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي.
وأوضح الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري، أن «ملء سد النهضة إجراء يتعارض مع اتفاق إعلان المبادئ»، مؤكداً على «أهمية سرعة التوصل لاتفاق حول ملء وتشغيل سد النهضة بحيث يتم التوافق حول كل نقطة من النقاط الخلافية».
وأشار عبد العاطي إلى «اقتراح مصر لآلية العمل خلال الاجتماعات الحالية التي ستعقد لمدة أسبوعين»، وأكد أنه «بناء على القمة المصغرة التفاوض سيكون حول ملء وتشغيل سد النهضة فقط، وأن التفاوض حول المشروعات المستقبلية سيكون في مرحلة لاحقة بعد التوصل لاتفاق سد النهضة».
وتم في نهاية الاجتماع التوافق بين الوزراء على «قيام اللجان الفنية والقانونية بمناقشة النقاط الخلافية خلال يومي الرابع والخامس من آب في مسارين متوازيين وعرض المخرجات في الاجتماع الوزاري يوم الخميس السادس من الشهر ذاته».
فيما أظهر الشعب الإثيوبي تضامنه ودعمه الكامل لبناء سد النهضة، أول أمس، تحت شعار «صوتنا لسدّنا»، كما احتشد الآلاف بساحات وشوارع أديس أبابا لإظهار دعمهم لبناء سد النهضة.
وقال نائب رئيس الوزراء، ديميك ميكونين، إن «الإثيوبيين من جميع فئات المجتمع ساهموا بشكل كبير في بناء مشروع سد النهضة».
وذكر المسؤول، بحسب وكالة الأنباء الإثيوبية، أن «حملة التضامن تهدف إلى حشد الشعب لإكمال السد ودعم الدبلوماسية في استكمال بناء السد، والاحتفال بملء سد النهضة للمرحلة الأولية».
وتابع «أظهرنا للعالم أننا قادرون على تحقيق رغباتنا من دون أي دعم من الخارج. هذا السد هو دليلنا على الوحدة والعمل الجماعي. نحن نسعى جاهدين لإكمال ما بدأناه معاً من دون إلحاق الضرر بالأخرين».
وذكرت الوكالة أنه «منذ بدء بناء السد، ساهم الشعب الإثيوبي بأكثر من 13.6 مليار بر لسد النهضة».
ونقلت الوكالة عن المدير التنفيذي لجمعية «المغتربين الإثيوبيين»، أبراهام سيوم، القول إن «المجتمع الإثيوبي يعمل بنشاط في الدفاع وتوضيح أهمية السد التنموية في للبلاد».
وأوضح المسؤول أنه «منذ بدء بناء السد ساهمت الجاليات الإثيوبية بأكثر من مليار بر في عملية بناء سد النهضة».
ولم تسفر المفاوضات التي جرت في بداية الشهر بين مصر وإثيوبيا والسودان، عن التوصل لاتفاق حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة حول ملف سد النهضة في وقت سابق بناء على طلب مصر لم يصدر عنها أية قرارات.
وبدأت إثيوبيا في بناء سد النهضة على النيل الأزرق، بهدف توليد الكهرباء عام 2011، وتخشى مصر من أثر السد على حصتها من المياه البالغة أكثر من 55 مليار متر مكعب، تحصل على أغلبها من النيل الأزرق.
وفي تموز الماضي، أعلنت إثيوبيا أنها أتمّت المرحلة الأولى من ملء السد لهذا العام بفعل مياه الفيضان.