انفجار ضخم في مرفأ بيروت يهزّ العاصمة وجوارها مئات القتلى والجرحى وأضرار جسيمة.. ودياب يعلن الحداد الوطني اليوم
هزّ انفجار ضخم مساء أمس العاصمة بيروت ومناطق عدة مجاورة وأسفر عن سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى وأضرار هائلة في عشرات المؤسسات العامة والخاصة ومبان وزارية إضافة إلى القصر الجمهوري في بعبدا.
وتبين أن الإنفجار ناجم عن حريق كبير اندلع في العنبر رقم 12 بالقرب من إهراءات القمح في مرفأ بيروت، تردد أنه في مستودع للمفرقعات، وسمع دوي انفجارات قوية في المكان، ترددت أصداؤها في العاصمة والضواحي. وهرعت إلى المكان فرق الإطفاء التي عملت على إخماد النيران .
وأفيد عن إصابات وأضرار كبيرة في المنازل والسيارات على أوتوستراد الكرنتينا وفي مناطق كثيرة في بيروت، كما أفيد عن تضرر كبير لحق مبنى صحيفة «النهار» ومحيطها وصولاً إلى الأشرفية والدورة جراء الانفجار الذي وقع، ومناشدات لفرق الاسعاف للتوجه إلى المكان.
كما أفيد أن شركة كهرباء لبنان اصابها دمار كبير وأن مدير عام مؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك موجود في مكتبه في المؤسسة وإصابته حرجة، كما خلّف الانفجار أضراراً هائلة في مطار بيروت الدولي.
وعملت فرق الجيش والقوى الأمنية على تسهيل حركة السير لافساح المجال امام سيارات الاسعاف والدفاع المدني للتحرك. وتحدث الصليب الأحمر عن مئات الإصابات منها ما يتم إسعافه على الأرض ومنها ما ينقل إلى المستشفيات۔
وأكد أمين عام الصليب الأحمر جورج كتّانة ان المصابين في إنفجار بيروت بالمئات وكل شوارع الأشرفية فيها مصابون.
وأوعز وزير الصحة الدكتور حمد حسن لجميع المستشفيات بإستقبال الجرحى على حساب وزارة الصحة العامة فيما طلب رؤساء العديد من الأحزاب مناصريهم التبرّع بالدم.
وتابع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تفاصيل الانفجار الكبير وأعطى توجيهاته إلى كل القوى المسلحة بالعمل على معالجة تداعيات الإنفجار وتسيير دوريات في الأحياء المنكوبة من العاصمة والضواحي لضبط الأمن.
كما طلب الرئيس عون تقديم الاسعافات إلى الجرحى والمصابين على نفقة وزارة الصحة، وتأمين الإيواء للعائلات التي تشردت نتيجة الأضرار الهائلة التي لحقت بالممتلكات.
وتفقد رئيس مجلس الوزراء حسان دياب يرافقه وزيرا الداخلية والبلديات محمد فهمي والأشغال ميشال نجار، موقع الانفجار في مرفأ بيروت.
وأعلن دياب اليوم الأربعاء يوم حداد وطني على ضحايا الإنفجار.
وأكد دياب في كلمة ألقاها مساء أمس، أنها «نكبة لا نستطيع تجاوزها إلاّ بعزيمة وإصرار، وما حصل اليوم لن يمر من دون حساب وسيدفع المسؤولون عن هذه الكارثة الثمن وهذا وعد للشهداء والجرحى». وناشد الدول «الصديقة الوقوف إلى جانب لبنان لتبلسم جراج شعبه».
وتلقى وزير الخارجية والمغتربين شربل وهبة، سلسلة اتصالات هاتفية من نظرائه في عدد من الدول، الذين أعربوا عن تضامن بلادهم مع لبنان بعد الاإفجار الهائل.
وكان وهبة قد تفقد مبنى وزارة الخارجية في قصر بسترس، وعاين الأضرار الجسيمة التي لحقت به والتي دمّرت أجزاء كبيرة من أقسامه بما فيها مكتب الوزير والأمين العام.
وتابع وهبة عبر السفارة اللبنانية في باريس الاتصالات مع السلطات الفرنسية لطلب إرسال المساعدات من فرق طبية ومن الدفاع المدني. كما أجرى اتصالاته مع عدد من الدول الصديقة والشقيقة لتنسيق الجهود من أجل تنظيم عملية الإغاثة.
كما تفقدت وزيرة الإعلام الدكتورة منال عبد الصمد النجد العاملين في «الوكالة الوطنية للاعلام» وإذاعة لبنان إثر الانفجار وأدى تطاير الزجاج في مكاتب «الوكالة» إلى اصابة بعض الزملاء إصابات طفيفة وحالة من الهلع، جراء تناثر الزجاج في مبنى وزارتي الإعلام والسياحة ومكاتب «الوكالة الوطنية للإعلام» وإذاعة لبنان .
من جهته، أعلن نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي أن «مبنى جريدة النهار أصيب بأضرار جسيمة، وفادحة جراء الانفجار، واتصل بالزميل غسان حجار مستفسراً عما حصل، فأفاده أنّ هناك 15 جريحاً بين الزملاء والعاملين تمّ نقلهم إلى المستشفيات، وأن بعضها لم يستقبل عدداً منهم، وتجري الاتصالات لإدخالهم اليها».
وناشد القصيفي «المستشفيات تسهيل شؤون الزملاء المصابين»، كما دعا «الأجهزة الأمنية المعنية إلى مساعدة الإعلاميين على القيام بمهامهم في هذا الظرف الاستثنائي المأساوي».
وتفقد محافظ بيروت مروان عبود مكان وقوع الانفجار في المرفأ، كاشفاً عن فقدان الاتصال بعناصر من فوج أطفاء بيروت كانوا توجهوا إلى المكان لإخماد الحريق.
وأشار عبود إلى أن بيروت منكوبة وهناك دمار كبير وما حصل غير مسبوق. وتابع «فقدنا فريق إطفاء ولا ندري أين هم عناصره».
كما تفقد المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم موقع الانفجار وأكد أنه «لا يمكننا استباق التحقيقات في ما خص الإنفجار». وقال «نحن لا نقــول إن انفجاراً ناجماً عن اشتعال مفرقعات وهــذا كلام مثير للسخريّة بل هي مواد شديدة الإنفجار».
وأوضح المكتب الإعلامي لوزير الداخلية والبلديات محمد فهمي، أنه نظراً للحادث الخطير الذي شهدته العاصمة بيروت مساء أمس، ومواكبة لتداعياته والأضرار الكبيرة التي خلّفها، يلغى العمل بمضمون القرار رقم 946 الصادر عن وزير الداخلية والبلديات والمتعلق بالإقفال العام ضمن إجراءات التعبئة العامة لمواجهة انتشار فيروس كورونا خلال الفترة الممتدة من نهار الخميس6 آب ولغاية الثلاثاء 11 آب.
إلى ذلك، أعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إرسال مساعدات إلى لبنان بعد الانفجار وقال عبر حسابه على «تويتر» «أعبر عن تضامني الأخوي مع اللبنانيين بعد الانفجار الذي أسفر عن قدر كبير من الضحايا والأضرار هذا المساء في بيروت. إن فرنسا تقف إلى جانب لبنان دائماً».
بدوره، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان أن «فرنسا تقف إلى جانب لبنان ومستعدة لتقديم المساعدة له بعد الانفجار الضخم الذي وقع في مرفأ بيروت وأسفر عن قتلى ومئات الجرحى».
وغرد رئيس تيار «المردة» النائب السابق سليمان فرنجية عبر تويتر قائلاً «لبنان مصدوم لبنان منكوب».
وتابع «لم يكن ينقصنا إلاّ ما حصل. كبوة فوق الكبوات. عساها تكون على قسوتها فرصة للانتصار لوحدة لبنان. وكل الشفاء للجرحى والمصابين».