لبنان المنكوب سينهض ويعرف أصدقاءه
إضافة للحاجة للمحاسبة القاسية لكل من له يد في ترك المواد المتفجّرة في مرفأ بيروت تتسبّب بما جرى من كارثة، هناك حاجة ماسّة ليعرف لبنان عبر هذه الكارثة من هم أصدقاؤه الحقيقيون الذين يهبون للنجدة والمعونة عندما تقع الكارثة.
لبنان رغم هول الكارثة وحجم الخسائر البشرية والمادية سينهض من الكارثة ويلملم جراحاته ويقف على قدميه، لكنه سيفعل ذلك بسرعة كلما كانت يد العون المدودة سريعة وسخية، وهذه فرصة ليعرف اللبنانيون كيف سيتعامل معه كل الذين يتحدثون عن حرصهم على لبنان ويجدون أعذاراً في السياسة لعدم مد يدهم للحكومة في مواجهة الأزمة المالية والاقتصادية، لكن الكارثة التي حلّت بالأمس تفتح الباب لكشف مدى صدق أعذار هؤلاء لأن أي صديق لن يتوانى عن القيام بمد اليد لمعونة لبنان في أزمة كارثيّة لا علاقة لها بالسياسة.
لبنان منكوب يحتاج المساعدة العاجلة لإعمار وترميم البيوت والمحال التجارية التي تضرّرت وهي بالآلاف والسيارات التي تضرّرت وهي بالمئات والحاجات الصحية لمداواة آلاف الجرحى لا تحتاج إلى الشرح.
بمستطاع أي دولة ترغب بالمساعدة أن تقرّر الآلية التي تضمن عدم استخدام مساعدتها في أي شأن سياسي فتقرّر أن تحمل ملفاً من ملفات الخسائر أو جزءاً منه وتقوم بتقديم مساعدتها مباشرة لأصحابها.
لا عذر للذين سيتهرّبون من مد يد العون. وبعد هذه الكارثة من واجب اللبنانيين أن يضعوا لائحة شرف لأصدقائهم ولائحة عار للذين باعوهم أقوالاً بلا أفعال.