بيروت…
} سرجون كرم
الطيّبون الذين يخرجون من المحابر العتيقة يمرّون علينا ولا يلقون السلام،
لأنّهم غاضبون… لأنّهم ناقمون… لأنّهم يعرفون ما معنى الموت حين تنزلق ركبة الموت عن أعناق الطغاة.
ها أنا أنعى وطنًا قفز من شرفته إلى البحر وغاب في أرخبيل الذاكرة حين أخبرته المرآة أنّ أبناءه الميّتين كانوا أجمل منه لو لم يموتوا.
الغربان تتداعى إلى الاجتماع
فتتداعى فيه.
***
في يدي البرهان
حين يخرج ظلّي في مظاهرة خلفي
كي يمسك يديك فوق علبة سجائري
تشعلان لينطفئ الكون
فأرى…
***
في بيروت
أحبّ الناس وأكره جثّة القصيدة
التي تفوح بي ومنّي،
وأصلّي أن يعود الله غدًا من حيث جاء
وثغره الباسم
وردة ملء يديه.
في بيروت
الجندب على خطّ الاستواء…
والقلب „يَتَبَوصَلُ« جنوبًا أو شمالاً…
شيء ما يندلع في مكان ما
وبيروت مدينة الشعر اليبابْ
تبرش لحم رجليها ببطولات من فتحوا أبواب السراب
لا التراب
وغابوا.
***
في البلاد التي يعمل ثلاثة أرباع سكّانها أحذيةً
ينتعلها رجال المخابرات
لا تولدُ قصيدة…
ولا يُسمّى بدرًا
هذا القمر المكتَمِل.
***
يا ماروشكا…
موردخاي سيذهب في رحلة
ولن يأتي
في هذه الحياة
القصيرة حين يتشابه ناسُها
والطويلة حين لا أشبه أحدًا
سواي.
ففي بيروت تعمل المخيّلة حجر رحى
يطحن الدروبَ إلى جنّة
لا مومسٌ فيها نعتليها
ولا نبيّ يعتلينا
ولا إلهٌ نتّقيه.