ضحايا الإنفجار: 113 شهيداً و4000 جريح وعشرات المفقودين والأضرار في بيروت بين 3 و5 مليارات دولار وبدء عمليات المسح
فيما تواصلت عمليات البحث عن المفقودين جرّاء الإنفجار الهائل في مرفأ بيروت عصر أول من أمس بالتوازي مع مسح الأضرار التي خلفها الحادث، أفاد وزير الصحة العامة الدكتور حمد حسن بأن «عدد الشهداء حتى الساعة بلغ 113 والجرحى نحو 4000 وهناك عشرات المفقودين».
وأعلن حسن أن «هناك اتفاقاً على تحديد آلية لوضع المستشفيات الميدانية في الخدمة بمعالجة الجرحى بسرعة وطلبنا هو أن تُحدد وزارة الصحة الأماكن المناسبة لوضعها وكلنا ثقة بإدارة الجيش». وأكد «أننا لسنا ضد الإدارة المشتركة للهبات وإنما موضوع استلام المستشفيات الميدانية هو من اختصاص وزارة الصحة لإنقاذ الجرحى والمصابين» لافتاً إلى أن «المساعدات يجب أن تتوجه من المطار إلى وزارة الصحة تحت إشراف الجيش».
من جهته، أكد المكتب الإعلامي لوزير الأشغال العامة والنقل الدكتور ميشال نجار أنه بناء لتوجهياته «تم وضع إمكانات الوزارة بتصرف عمليات إنقاذ المواطنين المحجوزين داخل الأبنية وفتح الطرق بالآليات وإزالة الأنقاض الناجمة عن الإنفجار».
بدوره، أكد الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتانة أن 75 سيارة إسعاف تدخلت لإجلاء المصابين أول من أمس، لافتاً إلى أن «الكارثة غير مسبوقة وكبيرة جداً، وهناك 100 شهيد وأكثر من 4000 جريح حتى الآن».
وأوضح أنه «تم مسح منطقة مار مخايل والجميزة بالكامل، أما المسح الثاني الذي يتم في هذه الأثناء فهو لمنطقة المرفأ»، مؤكداً أن «القاعدة البحرية للجيش نسقت معنا عندما سحبنا 11 إصابة من يونيفيل كانوا على متن سفينة عبر طرادات بحرية».
في الأثناء، أرسل نقيب المستشفيات الخاصة سليمان هارون تعميماً إلى كل المستشفيات في المناطق لمعرفة عدد الأسرة الفارغة لديها من أجل نقل المصابين اليها.
ولفت في تصريح إلى أن «مخزون المستلزمات الطبية للمستشفيات استنفد، ونحن لسنا بحاجة إلى مستشفيات ميدانية بل إلى الأدوات والمستلزمات طبية». فيما توجه نقيب الأطباء شرف أبو شرف في بيان ، بالتعزية للشهداء، وشكر الطاقم الطبي الاستشفائي الذي ساعد الاف الجرحى، مؤكداً «أن مستشفيات بيروت امتلأت والكل تأهب للمساعدة، وتبقى العلاجات الطويلة الأمد، والكارثة لا توصف. وتمنى وضع خطة طوارئ صحية وايجاد مستشفيات الميدانية».
ووصف التنسيق الذي تم بين المستشفيات بـ»الجيد جداً». واشار إلى أن «عدد الجرحى بلغ نحو 4 آلاف جريح، والأكثرية الساحقة عادوا إلى منازلهم». ولفت إلى أن «هناك حاجة المعدات الطبية للعمليات، بالإضافة إلى الأدوية للامراض التي تلفت بسبب الحادث في الكرنتينا كالأدوية السرطانية»، آملاً في «الحصول عليها من المساعدات التي ستأتي في القريب العاجل».
أما بالنسبة للأضرار المادية للإنفجار فقد أعلن محافظ بيروت مروان عبود في تصريح أن «حجم الأضرار في بيروت يتراوح بين 3 و5 مليارات دولار».
في غضون ذلك، صرحت وزارة الطوارئ الروسية عن إرسال 5 طائرات إلى لبنان للمساعدة في إزالة أنقاض الانفجار وإرسال متخصصين من هيئة حماية المستهلك الروسية إلى بيروت ومختبرات للكشف عن فيروس «كورونا» وملابس ووسائل للوقاية.
إلى ذلك، تفقدت وزيرة الإعلام الدكتورة منال عبد الصمد مستشفيي جبل لبنان ورفيق الحريري الحكومي، قبل التوجه إلى وسط بيروت وضواحيها لتفقد الأضرار، حيث جالت على المحال المتضررة في مار مخايل والجميزة وتحدثت إلى مواطنين.
وشددت عبد الصمد على أن «المسؤول والمقصر سيحاسبان»، داعيةً إلى «التضامن في ما بيننا في هذه الكارثة التي حلت بنا».
بدوره، تفقّد قائد الجيش العماد جوزاف عون المستشفى العسكري المركزي حيث عاد الجرحى ومصابي الإنفجار، متمنياً لهم الشفاء العاجل.
واطلع العماد عون من رئيس الطبابة العميد الركن جورج يوسف على الإجراءات الاستثنائية التي قامت بها الطبابة العسكرية لجهة المساهمة بعمليات نقل الجرحى العسكريين والمدنيين وإسعافهم.
وأعطى توجيهاته لوضع الجهاز الطبي العسكري برمته في حال استنفار لمواكبة عمليات الإسعاف وتقديم المساعدة الطبية اللازمة واستيعاب ما يمكن من الإصابات ومعالجتهم.
بعد ذلك انتقل قائد الجيش إلى منطقة المرفأ حيث تفقد قاعدة بيروت البحرية ومبنى موسيقى الجيش ومبنى مديرية التوجيه وفوج المدفعية الأول في الكرنتينا، والتي كانت تضررت نتيجة الإنفجار، متفقداً الضباط والعسكريين الذين أصيبوا أول من أمس.
وفي إطار مسح الأضرار، عُقد اجتماع في مقر الهيئة العليا للاغاثة ضم الأمين العام للهيئة اللواء الركن محمد خير، ممثل عن قيادة الجيش العميد كميل فيصل والاستشاري في «شركة خطيب وعلمي» سمير الخطيب.
وأعلن المجتمعون أن «شركة خطيب وعلمي ستقوم مع المؤسسات والأجهزة المختصة بتقويم الأضرار عبر إرسال فرق فنية، بالإضافة إلى مساهمات من شركة استشارات فنية وهندسية مجانية لتسريع عملية الترميم والإعمار، ستقوم باستخدام أحدث التقنيات والتطبيقات في مجال إدارة الكوارث للمساعدة في وضع الحلول اللازمة بأسرع وقت».
ثم تفقد المجتمعون موقع الانفجار للبدء بتنفيذ المهام. وأشرف خير على أعمال رفع الانقاض وتفقد الأضرار في منطقة الجميزة مار مخايل وشركة الكهرباء، تمهيداً لإعادة بناء ما تدمر، وكانت مكاتب الهيئة العليا للاغاثة أصيبت باضرار كبيرة.
وقال خير «باشرنا العمل من لحظة وقوع الانفجار وتوصلنا لفتح كل الطرقات الداخلية والرئيسية بواسطة شركة الجهاد وكل البلديات والجمعيات مشكورة نزلت وقدمت الدعم لمنطقة بيروت وخاصة المنطقة المحيطة بسنتر بيروت خصوصاص الجميزة وشركة الكهرباء والأشرفية والكرنتينا».
أضاف «بالنسبة للمسح عندنا مجلس وزراء ومجلس دفاع وقيادة الجيش ونحن ننسق معهم ليكون مسحاً سريعاً لإرجاع الناس الى منازلهم بخير وسلامة وبدأنا بالمسح من ساحة الشهداء إلى خط الرينغ للأشرفية وخط الجميزة للدورة والكرنتينا ومحيطها وسيكون هناك ثلاثون لجنة موجودة على الأرض منذ الصباح وسيكون كشف مادي وكشف تقني الذي كلفت فيه شركة خطيب وعلمي».
وتابع «أما بالنسبة للإيواء فعلى كل عائلة لا تستطيع السكن في بيتها اللجوء إلى المختار لإعطائها ورقة موقعة منه للذهاب إلى أي فندق أو منتجع للسكن فيه على نفقة الهيئة. أما المواد الغذائية فباشرت كل السفارات والدول العربية تتصل والمغتربون ونوجه لهم كل الشكر، وهناك طائرات بدأت تصل منها طائرة قطرية وتبلغت أن هناك باخرة تركية من مؤسسة «التيكا» وسترسل بعد ثلاثة أيام باخرة قمح تحمل حوالى ثلاثمائة ألف طن».
من ناحيتها، أعلنت اللجنة المركزية للإعلام في «التيار الوطني الحر» في بيان، أن «التيار يقوم بتقديم أماكن إيواء للمواطنين الذين تضررت منازلهم نتيجة انفجار بيروت، وهو نجح حتى الآن في تأمين عدد كبير من الأماكن الموزعة بين فنادق وشقق سكنية وأماكن دينية ومدارس. لمن يرغب بتقديم أماكن إيواء أو لمن يحتاج إليها الاتصال بفريق الاستجابة لنكبة بيروت في التيار على الارقام: 81/300768 -81/300539 – 70/117215».
وتسبّب الإنفجار بغرق الباخرة السياحية «أورينت كوين» التابعة لمجموعة «أبو مرعي لاينز» لصاحبها رجل الأعمال مرعي أبو مرعي، بالكامل في مرفأ بيروت وسقط شهيدان وسبعة جرحى من طاقمها من ضمن الضحايا والجرحى الذين قضوا في هذا الإنفجار.