الأسعد: المطالبة بلجنة تحقيق دولية محاولة للعودة بلبنان إلى سيناريو 2005
وصف الأمين العام لـ «التيار الأسعدي» المحامي معن الأسعد، الإنفجار الضخم في مرفأ بيروت بـ»الكارثي والفاجعي»، معتبراً «أن هذا الإنفجار التدميري والدموي لم يكن ليحصل لولا إستمرار وتراكم سياسة الفساد والمحاصصة والإهمال وعدم المسؤولية والنزاع السلطوي على المصالح التي إعتمدتها الطبقة السياسية».
وأكد في تصريح أمس، أن «هذا الإنفجار ما هو إلاّ حلقة من مسلسل طويل لتفتيت ما تبقى من قطاعات منتجة وهذا ما كان متوقعاً أن يحصل ولكن ليس بمثل هذا الإنفجار القاتل والدموي».
ورأى أن تشكيل لجان تحقيق وتحميل المسؤوليات من دون الإعلان عن المسؤول الحقيقي لن يفيد ولن يؤدي إلى أية نتيجة، لأن معظم من في السلطة الحاكمة إن لم نقل كلها مسؤولة مباشرة وغير مباشرة، وإن أي تحقيق لتحديد المسؤولية عن الفاجعة الكبرى التي حلت بالبلاد والعباد ستطال الرؤوس الصغيرة ولن يصل إلى المسؤولين الكبار الذين هم أساس سياسة الفساد والأزمات والمصائب التي تضرب لبنان، ولأنهم يتلطون خلف مرجعياتهم الطائفية والمذهبية والسياسية».
واعتبر «أن السلطة القضائية تراخت تجاه مما حصل سابقاً وما يحصل الآن، لأن الموقف المغيب والغائب لمجلس القضاء الأعلى يؤكد أن لا وجود لها وإنتهت كسلطة مستقلة تردع وتحاسب و قد انهت نفسها بنفسها واصبحت جزءاً من المشكلة القائمة».
وأشار إلى «أن أميركا ومحورها يستثمران ما تعرض له المرفأ وتوظيفه سياسياً وإستراتيجياً وبغض النظر عما إذا كان الإنفجار بسبب الفساد والإهمال أو بسبب عدوان صهيوني وإرهابي فإن هذا المحور يستخدمه لمصلحته، وهذا يعني أن الوضع ذاهب إلى تصعيد خطير جداً، لأن الأميركي لن يقبل بديلاً عن تنفيذ صفقة القرن وقانون قيصر».
ولفت إلى «أن الحكومة بسرعة تعيين وزير بديل أحبطت جزءاً من المخطط المرسوم لإسقاطها»، معتبراً أن مطالبة البعض بـ»لجنة تحقيق دولية محاولة للعودة بلبنان إلى سيناريو سنة 2005 ومحاولة وضعه تحت الوصاية الدولية ومصادرة سيادته واستقلاله وأن تأجيل صدور قرار المحكمة الدولية يأتي في هذا السياق».
ودعا بعض الأفرقاء إلى»فهم أن أميركا ليست ذاتها كما كانت 2005 ، كما أن محور المقاومة أصبح أكثر قوة وحقق انتصارات وامتد نفوذه»، مخذراً من «توريط لبنان في ما لا قدرة له على تحمله».