شركة «ألفا» تتبرّع بمخزونها من أدوية «كورونا» إلى وزارة الصحة.. وارتفاع الإصابات في ريف إدلب و«النصرة» تسرق الأدوية «الأمميّة»
حميميم»: التمركز الأميركيّ بشرق الفرات سبب رئيس لعرقلة الحوار الوطني في سورية
أعلن المركز الروسي للمصالحة الوطنية في سورية، أن التمركز العسكري غير الشرعي للولايات المتحدة في شرق الفرات أصبح سبباً رئيسياً لعرقلة الحوار بين الأطراف المتحاربة في سورية.
وأضاف المركز التابع لوزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن الوضع في المناطق الواقعة خارج سيطرة السلطات السورية في دير الزور يتأزم.
وجاء في بيان المركز الذي يتخذ قاعدة حميميم الجوية بريف اللاذقية مقراً له، أن روسيا وسورية مستعدتان «لاتخاذ جميع التدابير اللازمة لتسوية الوضع في شرق الفرات واستئناف الحوار الوطني».
كما تطرق بيان المركز إلى الوضع في إدلب، مؤكداً أن روسيا «تحتفظ بحق الرد على المسلحين في حال شكلت أنشطتهم خطراً على المناطق القريبة من منطقة خفض التصعيد في إدلب».
الى ذلك، واصلت ميليشيا «قسد» المدعومة من قوات الاحتلال الأميركي حملة مداهماتها التي بدأتها أمس ضد أهالي مدينة الشحيل ومحيطها في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي واختطفت عدداً منهم اليوم وذلك بعد خروج أهالي البلدة بمظاهرات احتجاجية طالبت بطرد تلك الميليشيا وقوات الاحتلال الأميركي.
وذكر مصدر أن ميليشيات «قسد» داهمت مخيم الكسار على أطراف مدينة الشحيل بريف دير الزور الجنوبي الشرقي واختطفت عدداً من المدنيين واقتادتهم إلى جهة مجهولة.
ولفت إلى أن ميليشيا «قسد» واصلت أيضاً ولليوم الثالث التمركز على مداخل ومخارج مدن وبلدات ذيبان والشحيل والحوايج وفرضت حالة من الحظر، مشيراً إلى قيام هذه الميليشيات بمنع أداء صلاة الجمعة في مسجدي الروضة والتقوى في مدينة الشحيل بعد ما قامت باتخاذهما مقرين لها.
وكانت ميليشيا «قسد» داهمت أول أمس، منازل المواطنين في مدينة الشحيل واختطفت عدداً من المدنيين كما نشرت حواجز عدة داخل المدينة، وذلك في محاولة للسيطرة على الاحتجاجات التي تشهدها قرى وبلدات عديدة من ريف دير الزور للمطالبة بطرد ميليشيا «قسد» وقوات الاحتلال الأميركي من المنطقة.
على صعيد آخر، في خطوة هي الأولى من نوعها في سورية، تبرّعت شركة حلب للصناعات الدوائية «ألفا» بمخزونها من الأدوية المستخدمة ضمن البروتوكول العلاجي الخاص بفيروس كورونا «كوفيد 19» لصالح وزارة الصحة السورية.
وبيّن مالك الشركة المهندس فارس الشهابي في تصريح، أن الشركة قرّرت التّبرع بمخزونها من دواء (أزيتروسين 500 ملغ) والذي يقدّر بآلاف العبوات، لصالح الوزارة، إضافة إلى التّبرع بنصف مخزون الشركة من دواء (فيال بروكسي) الذي يستخدم وريدياً لتخفيض حرارة المرضى بشكل إسعافي، حيث بلغت الكمية المتبرع بها من هذا الدواء /خمسة آلاف/ عبوة.
وأوضح الشهابي الذي يشغل منصب رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية ورئيس غرفة صناعة حلب، أن الكمية المتبرع بها من دواء (أزيتروسين) هي كامل الكمية الموجودة لدى الشركة بما يقارب 17000 عبوة، مشيراً إلى أن شركة «ألفا» تبرعت في وقت سابق بنحو 7000 عبوة من الدواء إلى وزارة الصحة بشكل مجاني.
كما أكد رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية أنه تم وضع أحد المستودعات الخاصة بشركة «ألفا» في حلب تحت تصرف وزارة الصحة، منوهاً إلى إمكانية استخدامه كمشفى أو مركز صحي ميداني خاص بمصابي فايروس كورونا في حال استدعت الحاجة، كما كشف الشهابي أن الشركة كانت ترغب بتقديم المزيد من الدعم، وخاصة لناحية تقديم دواء «فيرافلو» المضاد للفيروسات، إلا أن الأمر تعذّر لكون الشركة متوقفة عن إنتاجه منذ فترة طويلة نتيجة عدم توفر المواد اللازمة لتصنيعه.
وختم مالك شركة «ألفا» حديثه بالإعراب عن أمله في أن تتخذ باقي الشركات الدوائية السورية خطوات مماثلة، والتبرّع بكميّات من الأدوية المستخدمة في البروتوكول العلاجي لفايروس كورونا، والمساهمة في توفير العلاج اللازم للمصابين، مشدداً على ضرورة الوقوف إلى جانب وزارة الصحة السورية ودعمها بكافة الوسائل المتاحة في ظل الظروف الحالية.
يُذكر أن، عدد الإصابات المسجلة في مدينة حلب بفايروس كورونا، بلغ بحسب إحصاءات وزارة الصحة السورية 41 إصابة بينها حالة وفاة، في حين تشهد المدينة نقصاً حاداً على صعيد الأدوية اللازمة لعلاج المرضى وخاصة بالنسبة لدواء «أزيترومايسين 500» وفيتامين «C»، نتيجة الحصار والعقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد بشكل عام.
وكانت الصحة السورية أعلنت الإثنين عن تسجيل 38 إصابة جديدة بفايروس كورونا ووفاةِ حالتين من الإصابات المسجّلة إضافة إلى شفاء 12 حالةً، مبيّنة أن حصيلةَ الإصابات المسجلة في البلاد وصلت إلى 847 إصابة شفيت منها 268 حالة وتوفيت 46 حالة.
وفي سياق متصل، تسجّل عدد الإصابات بفايروس «كورونا» ارتفاعاً متسارعاً في المناطق الخاضعة لسيطرة «جبهة النصرة الإرهابية»، الواجهة الحالية لتنظيم «جبهة النصرة» في ريفي إدلب الشمالي والغربي، حيث بلغ عدد الإصابات المؤكدة 58 إصابة حتى اللحظة.
مصدر طبي محلي أكد في ريف إدلب، أن ارتفاع وتيرة الإصابات جاء بعد هروب عدد من المصابين من مشفى باب الهوى بريف إدلب، ومخالطتهم عدداً كبيراً لا يعرف حجمه من المدنيين بمختلف مناطق المحافظة.
وأضاف المصدر: «من المؤكد أن عدد الإصابات الحقيقي يزيد بكثير عما تم ضبط حالاتهم بعد مراجعتهم المراكز الصحية للتأكد من إصابتهم»، مشيراً إلى أن معظم الإصابات تمّ تسجيلها في مدينة (سرمين) بريف إدلب الشرقي.
وقال المصدر إن الجهاز الأمني التابع لـ «النصرة» منع أذرعه الطبيّة من إعلان الارقام الحقيقيّة خوفاً من احتجاجات الأهالي ضد الأعمال التي تقوم بها «الهيئة»، بما في ذلك مصادرة الأدوية المقدمة من قبل المنظمات الدولية والتي تدخل عن طريق معبر (باب الهوى) على الحدود السورية التركية، والذي يتولى مسلحو «تحرير الشام» إدارته.
وكشف المصدر أن «النصرة»، أقدمت على سرقة معظم شاحنات الأدوية والمعدات الطبية التي ترسلها المنظمات الدولية عبر (باب الهوى)، بعد تقديم بيانات وهمية تفيد بتوزيع هذه الكميات على مراكز طبية ومشافٍ في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، حيث يعمل مسلحو «الهيئة» على الاتجار بهذه الأدوية في السوق السوداء، بما في ذلك الأدوية الخاصة بمرضى السكري والأورام وبعض الأدوية الخاصة بمرضى فايروس «كورونا»، ما يؤمن لمسلحي التنظيم وقادتهم في المناطق التي يسيطرون عليها، مصدر رزق يعوّض تراجع تمويل «تحرير الشام»، وقيامها بتخفيض رواتب مسلحيها.