نصر الله: لا شيء لحزب الله في المرفأ والساعون إلى الحرب الأهلية سيفشلون
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، تعليقاً على انفجار مرفأ بيروت «أننا أمام فاجعة كبرى بكل المعايير وأمام حادث له نتائج انسانية كبيرة وتداعيات اجتماعية وصحية واقتصادية تحتاج إلى تعاط استثنائي على كل الصعد».
وفي كلمة متلفزة عصر أمس، تقدّم السيد نصر الله بمشاعر المواساة والعزاء لكل عوائل الشهداء، مؤكداً «أن هذا الانفجار كان عابراً للطوائف والمناطق، حيث لحق الأذى بكل الأحياء والمناطق، وأن بيروت هي مدينة كل اللبنانيين، وأهلها يختصرون كل اللبنانيين».
وأوضح أنه «منذ الساعات الأولى برز الحضور السريع لمختلف الهيئات الشعبية والمدنية لمساعدة الدولة واستمر لرفع الانقاض وتنظيف الطرقات، كما كانت لافتة حالة التعاضد الجماعي من تبرعات ومبادرات وتعاطف رغم كل ما يعيشه البلد من أزمات»، مضيفاً أن «هذا المشهد هو دليل الأخلاق والحس الانساني والوطني الموجود لدى شعبنا في كل المناطق والساحات».
ولفــت إلى «حضــور مؤسســات حزب الله وأطره واتحاد وبلديات الضاحــية الذين لم يقصروا بشــيء»، مجدداً التأكــيد «أن كل قدرات وإمكانات حــزب الله هــي بتصرف الدولة والشعب»، ومعلناً استعداد حزب الله للمساهمة في مشروع إيواء العائلات المشردة وتأمين مساكن بديلة لها.
واعتبر السيد نصر الله «أن كل مساعدة وتعاطف وكل زيارة إلى لبنان هي ايجابية خصوصاً إذا كانت تأتي في إطار مساندة لبنان أو الدعوة إلى لمّ الشمل بين اللبنانيين، الأمر الذي يفتح الباب للخروج من حالة الحصار والشدة».
وأسف الســيد نصر الله «لخــروج بعض وسائل الإعلام المحلية والعربية وبعض القوى السياسية منذ الساعة الأولى للفاجعة لحسم روايتهم مــسبقاً وأن ما انفجر في مرفأ بيروت هو عبــارة عن مخزن لصواريخ حزب الله»، مشيراً إلى «أن هذه المواقف المســبقة هدفت إلى تحريض الشعب اللبناني على حزب الله وهذا مستوى عالٍ جداً من الظلم والتجنّي، لأننا جزء من الشـعب المنكوب بهذه الفاجعة».
ونفى بشكل قاطع وحازم وحاسم «وجود أي شيء لحزب الله في المرفأ سابقاً وفي الوقــت الحــالي، كما أنه لا يدير المرفأ ولا يتــدخل فــيه ولا يعــرف ما هو موجــود بداخــله»، مؤكــداً «أن التحقيقات ستؤكــد موقــفنا بعــدم وجــود أي مــواد لنا في المرفأ وأن ما جــرى هو تضليل ظالم».
وفي السياق، لفت إلى أن حزب الله يمكنه معرفة ما هو موجود بمرفأ حيفا أكثر من بيروت لأن هذا الأمر هو جزء من معادلة الردع.
ورأى «أن هناك استغلالاً سياسياً للحادثة»، لكنه أوضح «أن اللحظة الحالية ليست للمحاسبات السياسية والحزبية بل للملمة الجراح، وأنه لدى حزب الله القدرة لاحقاً على الرد وإثبات أن هناك من يعيش في سراب وأوهام».
ودعا السيد نصر الله الشعب اللبناني عند ظهور الحقائق إلى محاكمة ومحاسبة المحطات التي ضلّلته، وحرّضت وسعت الى دفع البلد الى حرب أهلية.
وحول التحقيقات في الإنفجار، اعتبر أنه «يجب ألاّ يُسمح خلال التحقيق بحماية أحد أو إخفاء الحقائق عن أحد، وأنه يجب إنزال العقاب العادل بكل من يثبت تورّطه بعيداً عن أي حسابات أو انتماءات»، مشدداً على أن الحقيقة والعدالة يجب أن تسيطرا على التحقيق والمحاكمة.
وأشار إلى أنه «في حال عجزت الدولة اللبنانية بكل سلطاتها في الوصول إلى نتيجة في التحقيق والمحاكمة، فهذا يعني أنه لا يوجد أمل ببنــاء دولة»، مؤكداً أن «هذه الحادثة لا يمكن أن تُنسى أو يتم التغافل عنها ويجب أن تُعرف فيها الحقيقة ويُحاكم المسؤول عنها من دون أي حمايات».
ودعا الدولة إلى أقصــى جدية وحزم «حتى تعطي الطبقة الســياسية أملاً للشعب بأن تقــوم دولة علــى قاعدة الحقــيقة»، موضحاً أن «التعــاطي الدولــي مع الحادثة هــو فرصة ولا يجــوز تضيــيعها ويجــب البحــث عــن الفــرص التي ولّدتــها».
وللذين فتحوا معركة مع حزب الله ومحور المقاومة انطلاقاً من هذه الحادثة، قال السيد نصرالله «لن تحصلوا على أي نتيجة»، مشدداً على أن هذه المقاومة بصدقيتها وبثقة الشعب اللبناني بها وبأدائها وبقوتها وبموقعها القومي والإقليمي هي أعظم من أن ينالها بعض الظالمين والكذّابين والساعين للحرب الأهلية الذين طالما سعوا لذلك وفشلوا وسيفشلون».
وختم مؤكداً أنه «يمكننا الخروج من هذه الأزمة أقوى وأشدّ وأكثر عزماً على الانتصار».