وجّهوا تحية إجلال لـ«البطولات العظيمة لجيشنا السوريّ.. وعشائر ريف الرقة تدعم بقوة أي مقاومة لتحرير الأرض من كل أشكال الاحتلال»
قبيلة «العكيدات» تعلن تشكيل مجلس عسكريّ لمواجهة المحتل الأميركيّ ومرتزقته
لم تغب محافظة دير الزور خلال الأيام القليلة الماضية عن النشرات الإخباريّة بعد الانتفاضة العشائرية التي أطلقتها قبيلة العكيدات العربية ضد جيش الاحتلال الأميركيّ والميليشيات العميلة له في ريف المحافظة.
واندلعت على مدار الأسبوع صدامات عنيفة في العديد من مدن وبلدات دير الزور، بين أبناء القبيلة وعناصر الميليشيات مدعومين بما يُسمّى «التحالف الدولي» الذي يقوده الاحتلال الأميركي.
وأعلنت قبيلة العكيدات، في بيان صادر عن شيوخها ووجهائها في مدينة ديرالزور السورية، «تشكيل مجلس عسكري للقبيلة، وبدء مقاومة شعبية ضد المحتل الأميركي وأدواته ومرتزقته، واعتبارهم هدفاً مشروعاً للمقاومة»، في ما اعتبر أنه اتهام مباشر من القبيلة للقوات الأميركيّة، بالوقوف خلف حادثة اغتيال الشيخ مطشر الهفل، أحد أبرز وجهاء القبيلة.
واتهم بيان القبيلة «قسد» بالاعتداء على «حرمات الوطن والمجتمع، ونهب خيراته، وتصفية الرموز الوطنيّة».
ووفق البيان فإن «شيوخ ووجهاء العكيدات اجتمعوا لاتخاذ ما يلزم للرد على المحتل الأميركي وأدواته وعصاباته الإرهابية، وتحرير كافة الأراضي السورية، وعدم المساومة على ذرة تراب واحدة منها».
وأعلن البيان «تشكيل مجلس سياسيّ وجيش عشائري للقبيلة كجناح عسكري، لإدارة شؤونها بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة».
وتابع: «المجلس بدأ تنفيذ الخطوات العملية والمباشرة فوراً لجيش العكيدات، لتحقيق التحرير الشامل للأراضي السورية، بالتنسيق مع الجيش السوري».
واعتبر البيان أن قبيلة العكيدات ترى أن «المحتل الأميركي وأدواته ومرتزقته هدف مشروع للمقاومة»، داعياً «شيوخ ووجهاء العشائر ممن ارتبطوا بالمحتل الأميركي للعودة إلى حضن الوطن السوري».
ويُعدّ هذا البيان بمثابة إعلان حرب شعبية على الوجود الأميركي و»قسد» في ديرالزور، مدعومة بشكل غير مباشر من الحكومة السورية، من خلال التأكيد على التنسيق مع الجيش السوري في أي عمليات عسكرية ضد الأميركيين.
وكان شيوخ ووجهاء قبيلة العكيدات قد حيوا في بيانهم ما وصفوه بـ»البطولات العظيمة لجيشنا العربي السوري وتضحيات الشهداء والمواقف البطولية لحلفاء وأصدقاء سورية، ووقوفهم إلى جانب الحق ودعم سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد وأكدوا على الوحدة الوطنية أرضاً وشعباً».
يُشار إلى أن الجيش الأميركي ومسلحي تنظيم «قسد» الخاضع له يفرضون حصاراً على بلدات تمركز قبيلة «العكيدات» العربية في مدينة الشحيل، وبلدات ذيبان والحوايج والطيّانة منذ خمسة أيام بعد الاحتجاجات العارمة التي خرج بها أبناء القبيلة ضد ممارسات «قسد» واغتيال أحد شيوخها ونجاة آخر.
وتعوّل دمشق على أبناء العشائر، في إطلاق مقاومة شعبية، لطرد الأميركيين من المناطق التي يحتلونها، واستعادة سيادتها على مناطق انتشار آبار النفط والغاز.
وفي هذا السياق، قال أحد وجهاء قبيلة العكيدات الشيخ عبدالكريم، في تصريح، إن «المقاومة الشعبية التي أطلقت اليوم ستكون البداية لطرد المحتل الأميركي من أراضينا».
وأكد أن «التاريخ يقول إن المحتل لم يصمد أمام إرادة الشعوب، التي تريد اليوم إنهاء الاحتلال الأميركي وسرقته لموارد وخيرات البلاد».
فيما توقع الشيخ الهفل أن «تؤدي المقاومة لطرد المحتلين، واستعادة الجيش السوري وأبناء العشائر للسيادة الوطنية على كامل المناطق التي يحتلها الأميركيون».
وأكد أبناء العشائر القاطنة في منطقة السبخة بريف الرقة وقوفهم إلى جانب أي مقاومة ترمي إلى تحرير الأراضي السورية من الاحتلال وأدواته ووقوفهم التام مع انتفاضة أبناء عشيرة العكيدات والعشائر الأخرى في دير الزور في وجه غدر وغطرسة ميليشيات «قسد» المدعومة أميركياً.
وأعلن أبناء عشائر السبخة في بيان لهم خلال وقفة تضامنية مع عشائر دير الزور دعمهم بكل قوة وصلابة وحزم أي مقاومة ترمي إلى تحرير كل شبر من أرض سورية من أي شكل من أشكال الاحتلال وعودة هذه الأرض بأهلها الشرفاء وخيراتها إلى حضن الوطن سورية.
واستنكر أبناء العشائر في بيانهم جرائم استهداف واغتيال شيوخ عشائر ورموز وطنية واجتماعية لها دور وحضور اجتماعي وانساني في خدمة أبناء تلك المناطق مؤكدين خلال اللقاء أن وجود عصابات «قسد» المدعومة من المحتل الأميركي هو احتلال وأن أي بيان أو سلوك لأي شخص مهما كانت صفته لا يحمل هاجس الولاء التام للدولة السورية هو ولاء مأجور ومنقوص وطنياً نقف ضده ونحن منه براء، فهو لا يمثلنا ولا يمثل توجهاتنا الوطنية الواضحة.
وفي هذا السياق، وحول هذه الانتفاضة العشائرية ومستقبلها، تحدث عضو المصالحة الوطنية في سورية عمر رحمون، مؤكداً أن هذه التحركات كانت متوقعة منذ اللحظة الأولى التي دخلت فيها قوات ما يسمّى بـ «التحالف الدولي» الذي يقوده الجيش الأميركي وغزو مناطق في شمال شرق سورية بشكل غير قانوني والمراهنة على المكوّن (الكردي) للاستيلاء على النفوذ والأرض والسلطة خلف نهر الفرات.
وأوضح رحمون، أن واشنطن سعت من خلال تحالفها إلى تزويد الفصائل المسلحة التي تمّ تشكيلها في تلك المنطقة بالأسلحة والعتاد والمال، إضافة إلى إعدادها من قبل مدربين في جيوش دول تحالف «الناتو» وذلك على الأرض السورية.
وتابع بالقول، «من الواضح الآن أن الأميركيين والمتواطئين معهم لا يحتاجون إلى الأكراد كما يزعمون لتدمير إرهابيي داعش (المحظور في روسيا وعدد من دول العالم) والذين لا يزالون يختبئون ويرتكبون أعمال تخريب في الأراضي التي يسيطرون عليها»، مشيراً إلى أن ما تسمّى «الإدارة الذاتية» والميليشيات التابعة لها هي عبارة عن أداة تستخدمها واشنطن لحماية البنية التحتية التي أنشأتها في الأراضي السورية بهدف سرقة الموارد الطبيعية.
وقال عضو المصالحة الوطنية، «لقد عمل الأكراد على تثبيت سلطتهم بالقوة في جميع أنحاء منطقة خلف الفرات متجاهلين المكوّن العربي، حيث تمّ إنشاء مقار إدارية وعسكرية في جميع المناطق السكنية وأقيمت نقاط تفتيش على الحدود مع المناطق الحكومية».