دماء لونت الأسفلت ومجسّمات أبطال خارقين وحطام تٍسأل عن أطفالها.. ومنازل تراثية آلية للسقوط
بيروت تجمع ركام المباني ولا يكسرها الموت.. درّة الشرق مدينتي لم ينل منك كيدُ محتل يوماً ولن يكسرك كل هذا الموت
تحقيق ـ عبير حمدان
كيف لمدينة تحترف الحياة والفرح أن تتلقف هول انفجار مزلزل؟ كيف يمكن أن ننقل صورة شوارع بيروت وحطام ابنيتها في سطور؟ وهل من الممكن أن نحترف اللامبالاة لنخط مادة صحافية تؤرشف وجعاً بحجم وطن؟..
بيروت أكبر من أي كلام قد نكتبه أو نقوله، هي مدينة القلب نبضها يلامس تبغ الجنوب وقمح البقاع وزيتون الشمال، وهل يكفي الدمع يا بيروت؟… وهل يكفي الحبر لنكتب النزف الغائر في أرواحنا المنهكة؟… بيروت لأرصفتك وبحرك وشوارعك قدسية الأنبياء ولك فقط رب السماء… رماد البيوت شاهد على وجعك وبين شقوق الدمار حكايا شعب لا ينكسر ولعب الأطفال وكتب ودفاتر وسيل الدماء سيغيّر وجه الكون وستبقين عصيّة وقويّة وصامدة… درة الشرق مدينتي لم ينل منك كيدُ محتل يوماً ولن يكسرك كل هذا الموت.
حين نسير في شوارع بيروت تتحدّث أبنيتها عن نزف يحرق كل التوظيف السياسي للكارثة، وكأنها تلفظ بيانات تجار الدم في كل زمن، نسأل البيوت التراثيّة عن الأمس واليوم ونرى ألعاب الأطفال قرب ما تبقى من «لوح الحلوى» لطفولة متعلقة بالأبطال الخارقين، وصور أطفال ضمن إطار قد تكون ما تبقى من صدى العمر والضحكات…
شبان وشابات من مختلف المناطق حملوا مكانس ورفوشاً لرفع الركام، لم نأخذ أسماءهم، أخبرونا انهم من الشمال والجنوب والبقاع والجبل أتوا من دون دعوة أرادوا أن ينفضوا ركام القهر عن كاهل عاصمتهم التي تختصر جغرافيا حضورهم.
ما بعد انفجار مرفأ بيروت حاول البعض الاستثمار المشبوه في السياسة والتصويب على المقاومة في وقت لم يجمع الناس بعض أشلاء شهدائهم وركام بيوتهم وما تبقى من ذكرياتهم، وجنح بعض الإعلام عن الأصول المهنيّة مستعيداً شعارات التقسيم إلى جانب العالم الافتراضي بما يضمّ من «دعاة» حرية مهللين لانتداب متجدّد وغاب صوت العقل في استباق للتحقيق.
«البناء» جالت في شوارع بيروت لتوثيق النكبة ونقل صورة الناس بعيداً عن منطق الاستعراض الإعلامي الممنتج وفق الخلفية السياسة لكل وسيلة إعلامية.
في جولتها، التقت «البناء» اصحاب منازل ومحال وبيوت متضررة وأشخاص تحدثوا عن قوة الانفجار وعصفه واللحظات الصعبة التي عاشوها، والتقت مجموعات تواجدت على الأرض للمساهمة والمساعدة، انطلاقاً من شعور صادق بالمسؤولية لبلسمة الجراح التي خلفها الانفجار.
قواص: بيروت لكل الناس وعلينا التضامن
نبيل قواص وهو (صاحب متجر البسة) قال: «في البداية سمعت هديراً قوياً وظننته زلزالاً. كنت أقف في باب متجري وما هي الا لحظات حتى بدأ زجاج المباني والمحلات حولي بالتحطم، وكأن السماء تمطر زجاجاً على الناس، ثم دوى الانفجار الثاني ولم يعد لدى أيّ احد مقدرة على استيعاب المشهد الذي من المُحال وصفه. للوهلة الاولى اعتقدت انه قصف طائرات، وتوقفت شبكة الهواتف بالكامل، باختصار يمكن القول أن كل ما عشته من حروب على مدى ثلاثين سنة لكوني من الجيل الذي ولد وعاش في الحرب لا يوازي هذه الدقائق التي ترافقت مع صوت الهدير والانفجار الكارثي في مرفأ بيروت».
وأضاف:» بعد ان استوعب الناس ما حصل بدأوا بتنظيف الشوارع من الزجاج، ومن جهتي قمت بالتصليحات اللازمة في متجري وبيتي حيث إنه من غير المجدي انتظار أي جهة رسمية للتعويض، في شارع بربور حضرت بلدية الغبيري لتنظيف الشوارع.
وختم: «بيروت تضمّ كل الناس من مختلف المناطق اللبنانية، والخاسر الأكبر هو هذا الشعب المنهك والمثقل بكل أسباب الموت الذي يبقى واحداً في النهاية، ولذلك يجب أن نتعلم مفهوم التماسك والتضامن وأن نكون بعيدين عن أي انقسام».
الشرتوني: لمحاسبة كل من هو مسؤول
المنزل التراثي لآل الشرتوني في منطقة الاشرفية يشهد على فظاعة الكارثة، ويقول المحامي ايلي الشرتوني: «لم أكن في منزل العائلة لحظة الانفجار وكذلك والدتي التي سلمت بفضل رعاية الله ولا اريد تصور الأمر لو أنها كانت موجودة في المنزل، الابواب والشبابيك اقتلعت من مكانها ولم يبق أي لوح زجاجي لا يمكن توصيف هول المشهد وكأنه اعصار أخذ كل ما أمكنه وغير معالم منطقة بالكامل. في الشارع المقابل لنا على سبيل المثال لا الحصر هناك صيدلية تناثرت منها الادوية في كل مكان وبيوت كثيرة من المحال أن تعود كما كانت لكونها قديمة وتراثية».
وأضاف:» ما حصل في بيروت مؤلم ولا يمكن محوه من الذاكرة الحديثة بسهولة، وتجب محاسبة كل مسؤول عن هذه الكارثة، يكفي هذا الشعب ما عاشه من ويلات وموت متكرّر، يكفينا استهتار من قبل الجهات المعنيّة بتحمّل مسؤولية مواطنيها ويجب أن ينتهي مسلسل الفساد المتواصل منذ عقود».
الحافي: الذاكرة آلة تصوير لمشهد كارثيّ
الدكتورة سارة الحافي عاشت لحظات الكارثة بتفاصيلها، وقالت: «كنتُ في العيادة وبين يدي مريضة واللحظة مستحيل وصفها وكأنها القيامة قد قامت ولا أظن أنه سيأتي يوم أكثر سوءاً من تاريخ الرابع من آب 2020، بكل صراحة لم اتمكن من لملمة ذاتي الا بعد ايام من الانفجار وحتى الآن لم أباشر بتصليح الاضرار التي طالت العيادة».
وأضافت: «الدقائق القليلة التي عشناها افظع من أي توصيف، ولا أخفي امراً حين اقول إنني اصبت بالانهيار وبدأت بالبكاء وبدل أن أعمد الى تهدئة مرضاي حصل العكس حيث قاموا هم بتهدئتي، تخيّلي أننا نعمل لأننا نحب ما نقوم به ورغم الواقع الاقتصادي الذي أرخى بثقله على الجميع نبقى متمسكين بمهنتنا التي هي إنسانية بالدرجة الاولى ويأتي هذا الانفجار الكارثي ليدمّر جهدنا، انا اليوم اخشى النزول الى عيادتي كي لا أستعيد ذكرى تلك الدقائق، لقد وثقت الانفجار في ذاكرتي لأني رأيته بالعين المجردة ولم أفكر ولو لبرهة أن اصوره فالذاكرة هي آلة التصوير في مواقف كهذه، فقط التقطت صوراً للخراب الذي اصاب العيادة وهذا كان أمراً صعباً عليّ لكن من معي قالوا انه يجب حفظ وتوثيق ما حصل».
بعلبكي: الرابع من آب ترك أثره في النفوس
الانفجار الكارثي لم يميّز بين شارع وآخر والخراب طال كل ما يحيط بالمرفأ، ففي زقاق البلاط نالت المباني حصتها من عصفه، وتقول رانيا بعلبكي: «لم نكن في المنزل لحظة وقوع الانفجار وربما غيابنا عنه جنبنا المصير الأكثر سوءاً، حيث لم يبق أي لوح زجاجي وحجم الخراب فظيع، لكن الاشياء المادية يمكن تعويضها والأهم بقاء الارواح».
وأضافت: «محزن ما اصاب بيروت وموجع مشهد الدماء التي سالت في شوارعها وعلى أرصفتها من الصعب أن تُمحى هذه الصورة من ذاكرة كل اللبنانيين بسهولة، الرابع من آب تاريخ سيترك أثره في النفوس طويلاً والخوف مما سيأتي لاحقاً، العقل يقول إن خلاصنا في التضامن والابتعاد عن تراشق الاتهامات كي نعيد بناء ما تهدم ففي النهاية لبنان لجميع أبنائه وما يصيب أي منطقة فيه ينسحب على كل شبر منه».
الصمت في حضرة الموت
وجوه الناس تروي قصصاً من الصعب أن يحتويها تقرير إخباري، للحظة تسقط كل الصفات المهنية ويبقى سؤال واحد مكرّر «أين كنتم لحظة الانفجار وماذا حصل؟» أحد الشبان الذي نزل فوراً الى الشارع في محاولة لتقديم يد العون لمن يحتاجها، وهو رفض ذكر اسمه، قال لنا: «بعد الانفجار بدقائق قصدت المناطق المحيطة به ومهما أخبرتك عن هول ما رأيته لن يكون كلامي كافياً، في الجميزة كان هناك رجل مسنّ يبحث يفتش عن شيء فقده اقتربت منه وسألته إن كان يحتاج للمساعدة وكيف يمكنني أن أخدمه وأجابني بالنفي، لكني بقيت مصرّاً على سؤالي فأتاني ردّه موجعاً حين قال لي حرفياً «شو بدك تلملم معي أشلاء اختي؟». هنا لم املك إلا الصمت فلا شيء يُقال في حضرة الموت.
عند مدخل مستشفى الروم يُخبرنا الحارس كيف كان المشهد: «الناس غرقت بالدماء، هذا الشارع لم يعد يتسع للجرحى والأشلاء والمستشفى نال نصيبه من الخراب هو الآن غير صالح لاستقبال المرضى والحالات الطارئة، ما حصل هو نكبة بكل ما للكلمة من معنى، قوة العصف نالت مني ولم أعد أستطيع تحريك يدي كي أساعد في إسعاف الناس، من المُحال أن ننسى الكارثة التي اصابت بيروت والدمار الذي ترونه يؤكد أنها محفورة في الذاكرة الى ابعد مدى».
خوري: المشهد كارثي
وقصدت «البناء» خيمة جمعية كشاف النهضة، التي كانت تعج بالطلبة والشباب، وكانت لنا دردشة مع يارا خوري التي قالت: المشهد افظع من أي توصيف ممكن، وتقول: «اللحظة الاولى تدفع كل فرد الى التفكير بكيفية النجاة رغم صعوبة الأمر، انا كنت في عملي في منطقة فردان التي نالت نصيبها من الضرر، وبعد استيعابنا ما حصل نزلنا فوراً الى الشارع بهدف المساعدة ضمن امكانياتنا. رأيت جرحى على الطرقات ووصلنا خبر استشهاد رفقاء جراء الانفجار، وجربنا ان نتبرع بالدم ولكن كان هناك فائض لدى الصليب الأحمر لكنهم أخذوا أسماءنا وفئات دمنا في حال ارادوا المزيد».
وأضافت: «بدأنا بتجميع المساعدات من خبز وملابس وانقسمنا الى مجموعات في المناطق لمساعدة الناس في التنظيف ورفع الركام والزجاج، الطلبة كلهم من مختلفة المديريّات والمنفذيات نزلوا على الارض لتقديم المساعدة».
وختمت: «هذا الحدث كبير جداً وتم تصنيفه كثالث انفجار في التاريخ، ولكن من جهتي لا اؤمن بالمثاليات لجهة التعاطي بين الناس لاحقاً خاصة أن الانقسام السياسي واقع نعيشه منذ عقود، يمكنني فقط القول إن الناس المنكوبة تقبلت كل من قدم لها يد المساعدة من دون أن تسأل عن الخلفية السياسية او الحزبية لمن يساعد».
الخنسا: وجع الناس أكبر من أي توظيف سياسيّ وطائفيّ
وفي الخيمة الكبيرة التي نصبها اتحاد النهضة الشبابي وتحوّلت خلية نحل، ومركزاً تنطلق منه الشابات والشباب للمساعدة في أعمال التظيف والمساعدة، التقت «البناء» حسن الخنسا أحد مسؤولي الاتحاد الذي قال: «ما حصل هو نكبة حقيقية، للوهلة الاولى تملكت منا الصدمة ولكن لاحقاً تواصلنا مع كل الوحدات الحزبية لنعرف كيف نتصرف على الأرض، حيث أننا أمام كارثة تتطلب تضافر كل الجهود، في البداية نزلت الى الجميزة والكرنتينا وكافة الأماكن المتضررة بشكل فردي ومن الصعب وصف المشهد في ما يتصل بالأشلاء والدمار والدماء وبالطبع العمل الفردي لا يكفي لذلك كان لا بد من تنظيم الأمور بحيث يكون نزولنا على الارض في اطار العمل الطالبي والشبابي في الحزب لتقديم المساعدة للناس المتضررين، ونحن نعتبر أنها مسؤولية كبيرة جداً وما نقوم به هو اقل من الواجب تجاه شعبنا ووطننا، والناس حين تكون على سجيتها لن يتمكن أي طرف من التأثير على عفويتها وأخذها الى زواريب طائفية ضيقة».
وأضاف: «هذه الكارثة ستكون آثارها سلبية على المنطقة بالكامل وخاصة من الناحية الاقتصادية، نحن اليوم أمام استحقاقات كبيرة ومَن لا يقرأ الواقع بشكل جيد فلديه مشكلة، برأيي قد يكون الحادث مفتعلاً لتدمير مرفأ بيروت الذي يشكل متنفساً للشام خاصة في ظل مشاريع الاعمار في سورية وإذا فكرنا قليلاً سندرك أن تركيا مستفيدة كما العدو الصهيونيّ من تدمير مرفأ بيروت، اليوم الاحتمالات مفتوحة على كل الفرضيات وسواء كان التفجير مفتعل او جراء إهمال الجهات المسؤولة عن المرفأ، وما أوصلنا الى هنا هو الطغمة الحاكمة والفاسدة والقانون الفرنسي الذي أورثنا كياناً طائفياً».
وختم: «الأداء الإعلامي في جانب منه كان مهنياً ولكن للأسف هناك أداء مناقض اعتمد اصحابه التجييش المذهبي والتحريض والتصويب على المقاومة، وكان حرياً بهؤلاء الذي يسمّون أنفسهم «إعلاميين» أن يضيئوا على وجع الناس بعيداً عن التوظيف السياسي المقيت».
سنو: كل ما يلزم لنكون مع الناس
وفي الخيم التي نصبتها مؤسسة الرعاية الصحية والاجتماعية لتقديم الإسعافات والأدوية، كان لنا لقاء مع أمل سنو التي حدثتنا عن دور المؤسسة وما تقوم به، وقالت: منذ لحظة وقوع الانفجار وانكشاف حقيقة ما خلفه من ضحايا وجرحى، تحركت فروع المؤسسة في بيروت وفي المناطق، وقررت أن تكون موجودة إلى جانب الناس وهذا دأبها، وقد سارعت إلى المساهمة بحملات التبرع بالدم لا سيما في طرابلس بالتنسيق مع الصليب الأحمر، وأيضاً كان لنا حملات تبرع بالدم في مستشفيات بيروت، كما أن سيارات الاسعاف التابعة للمؤسسة تحركت منذ اللحظة الاولى لنقل الجرحى واغاثتهم وتقديم الاسعافات الاولية».
وأضافت:» نعمل على تنظيف البيوت المتضررة ولكن للاسف هناك منازل يصعُب دخولها لأنها آيلة للسقوط وأغلبها في منطقة الجميزة والكرنتينا، نحن ننسق مع جمعيات مختلفة لتقديم المساعدات اللازمة للمتضررين ضمن إمكانياتنا وبكل ما نستطيع تأمينه للناس».
حردان: واجبنا أن نكون بين الناس
جمعية نور للرعاية الصحية والاجتماعية حضرت في المناطق المتضررة جراء الانفجار الكارثي، وقالت رئيسة الجمعية مارلين حردان في اتصال مع «البناء»: «ما أصاب بيروت نكبة كبيرة، وواجبنا أن نكون إلى جانب الناس في هذا الظرف العصيب وتقديم كل ما يلزم من مساعدة».
وأضافت: «جمعية نور جالت على البيوت في منطقة الكرنتينا برفقة فريق طبي يرأسه البروفسور بيار حداد، وجرت معاينة العديد من المواطنين لا سيما الجرحى والمصابين، وشارك في الحملة رئيس الفريق الطبي لمؤسسة الرعاية الصحية والاجتماعية د. بيار عساف ومجموعة من كشافة النهضة واتحاد شباب النهضة.
واشارت إلى أن جمعية نور مستمرة بالدور الذي تقوم به وتقديم كل ما يلزم من مساعدات طبية وأدوية إلى متابعة أوضاع المصابين، وهذا أقل ما يمكن أن نفعله من موقعنا وضمن الامكانيات المتوفرة».
قمر: نكبة بيروت طالت كل مواطن
وخلال الجولة التقت «البناء» عميد التربية في الحزب السوري القومي الاجتماعي رامي قمر الذي كان مع عدد من المسؤولين يواكب عمل المؤسسات الرديفة، حيث قال لنا: «النكبة التي أصابت بيروت طالت كل فرد منّا، وليس مقبولاً أن يعمد البعض على استثمار هذه الكارثة للتصويب على المقاومة. المطلوب ان تكون هناك لحمة وطنية في مواجهة هذا الحدث الكارثي، لذلك على جميع الاطراف التكاتف والعمل على مساعدة الناس لإعادة بناء ما تهدم، ونحن من موقعنا نرفض أي استثمار مشبوه في السياسة وأي اتهامات مسبقة وندعو الجميع لانتظار نتائج التحقيق».
وأضاف: «إن من يطرح تدويل هذه الكارثة نضع عليه الكثير من علامات الاستفهام، وجل ما نتمناه أن يقلع البعض عن رهاناته الخاسرة، وأن يتوقف عن الرقص على دماء الضحايا والجرحى».
وشدّد قمر على أهمية التضامن الشعبي كضرورة للخروج من هذه المحنة مع الاشارة إلى أن كل ما مررنا به منذ نحو عام هو سلسلة مترابطة لا تنفصل عمّا يحصل اليوم».
وتابع: «هناك مَن استثمر الكارثة لتأجيج الخطاب المذهبي وفرز بعض المناطق وكأن هذه الكارثة طالت منطقة دون سواها، مع العلم أن بيروت هي عاصمة لبنان وتمثل كل منطقة فيه والشهداء من كل المناطق، إن أي سوء يطال العاصمة ينسحب على الجنوب والبقاع والجبل والشمال ومن المرفوض التعاطي مع الحدث بإطار طائفي أو مذهبي».
وختم: «هناك فرق ومؤسسات رديفة للحزب السوري القومي الاجتماعي، تعمل ليل نهار للمساعدة على قاعدة التكافل والتضامن الاجتماعيين ونحن مستمرون في هذا العمل، ونطالب الجميع بأن يضع حساباته جانباً ويغلب المصلحة الوطنية في تضميد جراحات شعبنا ومواساة ذوي الضحايا».
عميد العمل بطرس سعادة: حزبنا ومؤسساتنا الرديفة إلى جانب الناس
عميد العمل والشؤون الاجتماعية في الحزب السوري القومي الاجتماعي بطرس سعادة أكد وقوف الحزب والمؤسسات الرديفة إلى جانب الناس، وقال: «نحن ومنذ اللحظات الأولى التي تلت الانفجار الكارثيّ وانطلاقاً من واجبنا تجاه أهلنا كنّا بين الناس ونظّمنا مع الجمعيات الرديفة حملات متكاملة بدءأ بالتنظيف ورفع الركام والترميم وتقديم ما أمكن من مساعدات إلى معاينة الجرحى من قبل فريق طبي وتقديم الأدوية».
وأضاف: «بناء على معرفتنا بالأوضاع الصعبة التي يمرّ بها الناس جراء هذا الحدث الكارثي كان لا بد من مدّ يد المساعدة في مختلف المجالات، بحيث عمدت المؤسسات الرديفة الى توزيع الأدوية والثياب للأطفال، وستكون هناك أيضاً حملات لتوزيع المواد الغذائية، مع الاستمرار بالرعاية الصحية لكل من يحتاجها، وهذا كله ضمن امكانياتنا وقدراتنا الذاتية بالطبع».
وقال: «تفاعل الناس الإيجابي يحثّنا على تقديم المزيد، فهذه هي قيمنا ومن موقعنا علينا أن نضيء شمعة في هذه الظلمة وكلنا ثقة أن الأمل موجود مهما عصفت بالبلد الكوارث والنكبات».
وختم مشيراً إلى أن المؤسسات الرديفة التي تساهم في مساعدة المواطنين، تضم مؤسسة الرعاية الصحية والاجتماعية، ومؤسسة رعاية اسر الشهداء، إضافة الى جمعية نور للرعاية الصحية والاجتماعية، وكذلك هناك مؤسسات شبابية، اتحاد شباب النهضة وكشافة النهضة.