حركة نشطة في مرفأ بيروت لاستعادة عافيته واليوم عمل عادي
بيزلي يطّلع على جهوزيّة مرفأ طرابلس وبدء تفريغ حمولة باخرتي القمح في ميناء صيدا
بدأ مرفأ بيروت يستعيد أنفاسه للانطلاق مجدداً، فحضر صباح أمس الرئيس المدير العام المكلف باسم القيسي الى مكتبه في مبنى ادارة المرفأ واجتمع الى المدراء ورؤساء المصالح وأعطى التعليمات اللازمة لتسهيل عمل كل الأجهزة والإدارات الرسمية المتواجدة في المرفأ لتسهيل عملية خروج ودخول السلع والبضائع من حرم المرفأ وإليه .
وقد شهد داخل حرم المرفأ حركة تنظيف للطرق فضلاً عن تأمين مكاتب بديلة للاجهزة الامنية والجمارك لتتمكن هذه الادارات من القيام بعملها في اسرع وقت ممكن، وقد يكون اليوم عملاً عادياً في المرفأ.
وأكد القيسي «ان مرفأ بيروت يستعيد عافيته تدريجياً بإرادة عماله وموظفيه واشراف الادارة التي لن ترتاح قبل ان يعود المرفأ الى المكانة التي امتاز بها ليلعب دوره المحوري في منطقة شرق حوض المتوسط».
وأشار الى ان «الجهوزية عالية والتنسيق والتعاون مع الأجهزة الأمنية في المرفأ مكننا من الانطلاق بالسرعة اللازمة والعمل يتحسن تدريجياً».
وأعلن رئيس تجمّع متعهّدي التفريغ والشحن جوزف عواد «جهوزية المتعهّدين للبدء بعملهم على الرغم من الخسائر التي تعرّضوا لها».
وأعلن رئيس غرفة الملاحة الدولية إيلي زخور عن باخرتين تصلان صباح اليوم إلى مرفأ بيروت لتفريغ حمولتهما من المستوعبات .
وقال زخور: كما توقعنا، استأنفت شركة BCTC مساء أول أمس تشغيل باخرتين محمّلتين بالحاويات في محطة الحاويات، الأولى تابعة لشركة CMACGM الفرنسية والثانية لشركة Arkas التركية.
ويأتي هذا الإنجاز بعدما تمكنت إدارتا شركة BCTC ومرفأ بيروت من تأمين صيانة تجهيزات المحطة لا سيما 5 رافعات جسرية( Gantry Cranes) على رصيف محطة الحاويات، من الرافعات الـ15 حتى تاريخه.
واستقبل رئيس الاتحاد العمالي العام رئيس نقابة موظفي وعمال مرفأ بيروت بشارة الأسمر وفداً من نقابة مالكي الشاحنات العمومية في مرفأ بيروت، وبحث معهم في التسهيلات التي يحتاجونها والإجراءات اللوجستيّة التي يمكن تأمينها لاستئناف عملهم في نقل السلع والبضائع من مرفأ بيروت وإليه.
وبنتيجة الاجتماع تم الاتفاق على ما يلي:
– ضرورة التأكد من حجم الأضرار التي أصابت الشاحنات والآليات والتي يتعدّى عددها المئتي شاحنة وآلية.
– الكشف على القبان وتنظيف باحاته وتأمين الكهرباء له.
– تنظيف الحوضين الثالث والرابع للتمكن من استقبال البواخر.
– تسهيل إجراءات دخول وخروج الشاحنات من المرفأ وإليه.
– الإصرار على تسريع استكمال الإجراءات كي يتمكن مرفأ بيروت من بلوغ الذروة خلال ايام معدودة تمهيداً للبدء بادخال البواخر التي تنقل البضائع المختلفة».
الى ذلك، تفقد المدير التنفيذي لبرنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة دايفيد بيزلي مرفأ طرابلس، حيث كان في استقباله الوزيران في حكومة تصريف الأعمال الاشغال العامة والنقل ميشال نجار والاقتصاد والتجارة راوول نعمة، رئيس تيار الكرامة النائب فيصل كرامي، مدير المرفأ الدكتور أحمد تامر، رئيس غرفة الصناعة والتجارة توفيق دبوسي، ونقيب عمال المرفأ احمد السعيد.
جال الجميع في أرجاء المرفأ واطلعوا على جهوزيته واستعداده لاستقبال البواخر المحملة بالمواد الغذائية المقدمة من برنامج الاغذية العالمي، ومدى قدرة العنابر على استيعاب هذه المواد وفق الطرق والمواصفات العلمية، وإمكان تزويد عنابر جديدة سريعة التركيب لاستقبال المواد الغذائية المرسلة من البرنامج.
وقال الوزير نجار سنطلب أن يوضع ثلث الإمكانات التي كان من المقرر وضعها في مرفأ بيروت، الى جانب إنشاء الاهراءات والتخزين، ان تنقل الى مرفأ طرابلس، ونصر على ان طرابلس يمكن ان تكون المرفأ الاقتصادي الأول في لبنان وهي من اهم المرافئ في الشرق المتوسط، فهذا المرفأ يلعب دوراً مهماً واستراتيجياً في التجارة وفي عملية الترانزيت بين لبنان وسورية والعراق والدول العربية، كما يمكنه ان يلعب دوراً أساسياً ومهماً في انماء المنطقة».
وختم: «هناك عنصران أساسيان للخروج من الأزمة، اولها ان يعود ويتذكر لبنان أن ميزتنا التنافسية تكمن بشعبنا، العنصر البشري المهم لاقتصادنا، ويجب ان نعتمد على انفسنا، ثانياً علينا ان نقبل المساعدات من الأصدقاء والدول لمساعدتنا ليعود الاقتصاد اللبناني لما كان عليه من حيث الازدهار والرخاء والعيش الواحد».
قال بيزلي: «انا هنا لأتفحص أضرار المرفأ وارى ما هي الاحتياجات وأتأكد من ان الشعب اللبناني يحصل على ما يحتاجه من الغذاء. السؤال هنا، ما مدى حجم الأضرار وما هي المدة التي يحتاجها المرفأ للعودة الى العمل مجدداً، وكيف سنحل مشكلة الغذاء لمساعدة الشعب اللبناني؟».
اضاف: «نحن هنا في مرفأ طرابلس لنطلع على حجم استيعابه للمواد الغذائية، لاننا سنعمل معاً للتأكد من ان الشعب اللبناني يحصل على ما يحتاجه من الغذاء في هذه المأساة، وسنعمل ما بوسعنا في هذا الظرف لمساعدة الناس، فكثيرون قد ماتوا وكثيرون قد فقدوا وظائفهم. الناس تحتاج للمساعدة لذلك نحن هنا، وسنعمل ما بوسعنا لمساعدة الناس في لبنان في هذه اللحظة المأساوية. والمجيء الى هذا المرفأ امر في غاية الاهمية، لأنه لا يمكن إطعام الناس من دون مرافئ ويجب العمل بصورة طارئة وسريعة لمساعدة الشعب اللبناني».
وقال الوزير نعمة: «أريد ان اطمئن اللبنانيين انه لا يوجد نقص بالقمح والحبوب، نحن نسعى الا يكون هناك اي نقص في المستقبل، ونشكر ويلفورت بروغرام على تقديمهم 130 الف طن، وان قارنا بين الاهراءات الذي دمرت كان قدرة استيعابها 125 الف طن وبالتالي تأمين 130 الف طن خلال 3 شهور يعتبر إنجازاً كبيراً، وفي هذه الفترة سنكون قد نظفنا المساحة التي أمام الأهراء في مرفأ بيروت وتأمين مكان ارساء البواخر لتسلم القمح في ظرف أسبوعين او ثلاثة، لنبدأ بعد ذلك العمل في مرفأ بيروت، وانا سبق وقلت ان مرفأ طرابلس يستوعب ما يقارب 30 % من الحبوب والعلف للبنان لذلك يجب ان نضع 30 % من هذا الاستيعاب في مرفأ طرابلس».
واضاف: «طلبت ان يقوموا بدراسة لامكانية وضع اهراءات في طرابلس وصيدا والبقاع وذلك ليكون لدينا عدد من المخازن الاستراتيجية لمواجهة اي كارثة ممكن ان تحل بنا».
وقال النائب كرامي: «مرفأ طرابلس جاهز للقيام بواجباته تجاه لبنان، ومن الناحية الأمنية فهو تحت سيطرة الدولة اللبنانية، وسأتقدم باقتراح قانون معجل مكرر يهدف الى اقتطاع نســبة من عائدات المرافئ لإعادة بناء وإعمار مرفأ بيروت، لاننا لا نسعى للحلول مكــان مرفأ بيروت بل إن اقتصاد لبنان يتكامل مع بعضــه البعض».
ثم تحدث دبوسي فأكد أن مرفأ طرابلس يقدم الخدمات للبنان في كل الاوقات وخصوصاً في هذه الفترة الصعبة، بل يقدم الخدمات للعراق وسورية، وهو دائماً موجود ليلعب دوراً محورياً في المنطقة بالتعاون مع اللبنانيين المخلصين ومع الجهات الخارجية والدولية التي تحب لبنان وتعتبره جزءاً لا يتجزأ من التركيبة الكونية».
وختاما، كانت كلمة لمدير مرفأ طرابلس الذي أعلن «ان مرفأ طرابلس جاهز لاستقبال اكبر البواخر في العالم، واستيعاب كل ما يلزم من القمح والحبوب والمواد التي يحتاجها اللبنانيون».
الى ذلك ، بوشر أمس بتفريغ اول باخرتين تجارتين تحملان 11500 طن من القمح بعد دخولهما حرم ميناء صيدا الجديد قبل ايام ورسوها على رصيفه، وشوهدت الشاحنات وهي تخرج من الميناء محمّلة بالقمح الذي كان ينقل الى مستودعات خاصة بأحد التجار الذي استوردها، كما اصطفت شاحنات عدة بجانب كورنيش صيدا البحري الجنوبي مقابل المرفأ تنتظر دورها لتتقدم باتجاه رصيف الميناء لنقل القمح.
وأكد القيمون في مرفأ صيدا ان «لا خوف من انقطاع القمح او فقدانه لان هناك بواخر اخرى في طريقها الى المرفأ».