أنطون سعادة وشهداء بيروت الدماء واحدة…
طارق سامي خوري*
… وكأنّ اغتيال الزعيم أنطون سعاده كان مقدمة لاغتيال لبنان، هذا الجزء العزيز من أمتنا، الصغير بمساحته الكبير في تأثيره ودوره.
كم يحتاج لبنان اليوم إلى علمانية سعاده في زمن صعود الهويات المذهبية الضيّقة، وإلى وحدويته في زمن التقسيم بل التفتيت.
مع كلّ أزمة تعصف بالأمة ندرك أهمية سعاده وعظمة فكره وراهنيته، فالعدو المتربص بأمتنا لم يتغيّر وهو في تغوّل متزايد في سورية وأطماعه تتوسع في فلسطين وقد حوّل العراق بغزو أميركي إلى عراك مستمر بين مكوناته وحاول ابتزاز الأردن في ما يسمّى «صفقة القرن»، وها هو يدمّر لبنان لأهداف باتت معروفة وأبرزها سلبه حقه في مقاومة المحتلّ ومقارعته حتى دحره مع أذنابه وأدواته.
بيروت التي اغتيل الزعيم سعاده على شواطئها منذ عقود صارت بحراً من دماء، سماؤها دخان حقد أسود عابق برائحة الموت.
هي الدماء نفسها تنزف وتتسرّب من شقوق الوطن منذ سبعين عاماً…
فهل يعقلون…؟
*عضو مجلس النواب الأردني