لن نعلن الاستسلام للمرض وللحرب…!
} د. سلوى شعبان
أخبار وأرقام مرعبة وتحليلات وتقارير دورية تصلنا عبر الإعلام وعبر وسائل التواصل الاجتماعي لضحايا جائحة كورونا من وزارات الصحة في بلادنا وفي بلاد العالم، وعدم مقدرة الحكومات على الإحاطة بانتشاره وإيجاد الدواء الشافي له.
تهويل يستحقّ الوقوف عنده، فتزايد الأعداد مدعاة للاهتمام والحذر والحرص… مشافٍ ازدحمت بالمصابين بكورونا وبمرضى مراجعين مصابين بأمراض مستعصية وأمراض مزمنة أخرى، وضياع الوعي بطريقة التعامل مع كلتا الحالتين…
استهتار واستخفاف، والعودة والاستناد إلى عنصر المؤامرة والتهويل…
مشافينا قصة لا نهاية لها، أجهزة طبية تكاد لا تفي بالغرض مع هذا العدد المتكاثر. ومنافث الأوكسجين تلهث وتحاول تنفس الصعداء من عدم مقدرتها على إعطاء شهيق يكاد يحافظ على رمق حياة لمواطن محتاج إلى ذلك.
وبينما الانشغال بمحاولة التمسك بالحياة، والتغلب على مآسي الحصار الاقتصادي والظروف الصعبة والقلة والشحّ في موارد المعيشة… أتت الضربة التي كسرت قوة التحمّل والصبر والاستعانة… انفجار نووي بمرفأ بيروت يُعتبر الثالث في المرتبة بعد هيروشيما وناغازاكي بقوّته وتخريبه…
للوهلة الأولى جميعنا نسينا فظاعة كورونا ومرضاه وأمواته…
واتجهنا للتحليل الجيو سياسي، فاجعة ضخمة بحجم وجع وطن… انفجار أدمى قلوبنا، وزلزل المنطقة ونسف الحجر والبشر… مرفأ هو المنفذ الوحيد الباقي لسورية في هذا الحصار الاقتصادي عليها…
فرصة للعمل لعدد كبير من العمال السوريين العاملين هناك والذين أجبرتهم الظروف على تحمّل ذلك… كثر قد يسألون لماذا حصل ذلك؟ ومَن المستفيد؟ ولمن المصلحة الأساسية؟
وهم يعرفون الجواب أو يحاولون ممارسة الغباء وتجاهل ما يجري في المنطقة.
كيف ستبدو حالة المنطقة بعد هذا الانفجار. ما هي الأبواب التي ستفتح علينا؟
قوى عديدة برعاية أميركا قائدة الجوقة البغيضة تمهّد لإراحة “إسرائيل” كما هي العادة…!
هل هي وصاية دولية؟
هل يرسمون خرائط جديدة ترضي أحلامهم المشينة؟
وبدون الطرح والتحليل والاستفسار وكيل الاتهامات من محور ضدّ محور… وبدون الانتظار على شاشات التلفزة وسماع الساسة وقادة الجيوش والمقاومة… أقول إننا في حالة احتضار وموت! وطوفان سيلتهم ويغرق كلّ ما في طريقه من دون تمييز.
انظروا إلى أوطاننا الهرمة بأطفالها الذين شاخوا بعد لحظة الولادة…
انظروا إلى مدننا اليتيمة الجدران والشوارع التي دمّرتها الحروب والتي باتت مأوى للحيوانات الشاردة والضالة..
انظروا إلى العقول التي لجأت وهربت إلى دول لا تمسّها بخلية دم أو صلة قرابة، لعلها تفكر وتبدع وتنجز ما عجزت عنه في بلادها الأمّ وتحاول العيش بأمان…
لن ننسى أنّ بلادنا يحميها رجالها الشرفاء في جيوشها وفي المقاومة التي قدّمت الدماء… ولن تكون يوماً إلا جداراً من نار يحمي الأرض والعرض.
يا أمة الله والرسالات والأنبياء… الحرب المدمّرة تنتظر صفارة البدء… وأكاد أسمع صوت هدير حجارتها وهول طوفانها… وزلزلة أرضها…
اتقوا الله في أوطانكم…