الوطن

«قسد» تختطف عدداً من أهالي الشدادي بريف الحسكة الجنوبي، وترسل تعزيزات عسكريّة إلى الحدود الإدارية مع دير الزور

بعد النفط السوريّ... الميليشيات الموالية للاحتلال الأميركي تتحضّر للسطو على أملاك المغتربين

أكد المحلل السياسي السوري عبد الرحمن طارق السيد بأن الاحتجاجات الشعبية ضد الاحتلال الأميركي والميليشيات الموالية له قديمة، وتعود إلى أيام وصول هذه القوات إلى المناطق في الجزيرة السورية ونهر الفرات بقوة السلاح ودعم طائرات ما يُسمّى «التحالف الأميركي».

وأشار السيد إلى أن ما يُسمّى (قانون أملاك الغائبين) الذي قام مسلحو ميليشيات «قسد» بإصداره مؤخراً، هو سرقة موصوفة للأملاك الخاصة للمغتربين السوريين الذين هجروا مناطقهم جراء الاحتلال والاضطرابات الأمنية على مدى سنوات الحرب، واستكمال لسرقة ثروات الشعب السوري من النفط إلى السطو على المنشآت والمؤسسات والشركات السورية في منطقة الجزيرة السورية.

وتابع السيد، بأن الكثير من القرى والبلدات والمدن التي هي من نسيج المجتمع السوري وليست العربية فقط، خرجت بمظاهرات ضد مسلحي تنظيم «قسد» في السنوات الماضية، إلا أن قوات الاحتلال الأميركي ردت عليها بقصف هذه القرى بالطائرات، وتأتي هذه الاحتجاجات نتيجة حالة الاختناق الذي يعاني منه الناس من ممارسات الطرفين.

وبيّن السيد أن استمرار هذه الاحتجاجات الشعبية العشائرية تتطلب أولاً عدم السماح لبعض من يدّعون أنهم «شيوخ للعشائر» ويعملون بما يسمّى المصالحة لصالح مسلحي تنظيم «قسد»، وهم أصلاً معينون من قبل التنظيم ويتقاضون رواتب منه بالدولار، وذلك للإظهار أمام الأميركي بأنه هناك سكاناً موالون لهم كما أن هناك سكاناً مناهضون لاحتلالهم، ويقومون بإخراجهم بمظاهرات معاكسة وتصويرها وإظهارها للإعلام العالمي بأن هناك عرباً معهم.

وتابع السيد: «تكرر هذا المشهد مؤخراً بعد خروج الاحتجاجات الشعبية الكبيرة لأبناء قبيلتي العكيدات والبكارة في ريف دير الزور الشرقي، حيث عمل مسلحو تنظيم «قسد» على عقد اجتماع مع عدد من هؤلاء (الشيوخ) الذين لا يمثلون إلا أنفسهم، وهم أصلاً عملاء للاحتلال الأميركي والتنظيم الموالي له، مطالبين بتهدئة الأوضاع وعدم الانجرار الى الفتنة وما إلى ذلك من ترهات».

وأشار السيد إلى ضرورة فتح جبهات عديدة للاحتجاجات السلميّة للمطالبة برحيل المحتل الأميركي وأعوانه في الجزيرة السورية وفي شرقي دير الزور وغربها وفي جميع مناطق الفرات، لأن عندما تكون الاحتجاجات عامة وفي جميع المناطق ستصل الرسالة إلى المجتمع الدولي بأننا ضد الاحتلال الأميركي وأعوانه الذين عاثوا فساداً وسرقة في المنطقة.

وأوضح المحلل السياسي في الحسكة عبد الرحمن السيد بأن تنظيم « قسد» وضمن ممارساته ضد السكان في شرق الفرات من فرض «التجنيد الإجباري» إلى سرقة النفط وفرض مناهج مؤدلجة ومغايرة للمنهاج الحكومي السوري ومنع الفلاحين من تسويق منتجاتهم من الحبوب للدولة السورية خرج علينا التنظيم بما يسمّى «قانون أملاك الغائبين» وهي سرقة موصوفة لأملاك وعقارات السوريين المغتربين في الخارج من مكوّنات الجزيرة السورية.

ودعا السيد في ختام حديثه جميع المنظمات الدولية والأهلية والدينية في العالم، للتدخل لوقف تجاوزات تنظيم « قسد» والاحتلال الأميركي، كما دعا المغتربين السوريين الذين ينتشرون في دول العالم ومنها أوروبا لرفع دعاوى قضائية دولية ضد ممارسات التنظيم والاحتلال الأميركي.

إلى ذلك، واصلت ميليشيا «قسد» المرتبطة بالاحتلال الأميركي اعتداءاتها على الأهالي في ريف الحسكة وأقدمت على اختطاف عدد من الشبان في مدينة الشدادي لزجّهم قسراً للخدمة في صفوفها بريفي الحسكة ودير الزور.

وذكرت مصادر أهلية من ريف الحسكة الجنوبي أن ميليشيا «قسد» اختطفت عدداً من الشباب في مدينة الشدادي والقرى المجاورة لها لاقتيادهم إلى معسكرات التدريب الخاصة بما يسمّى «واجب الدفاع الذاتي» لزجّهم في صفوف تلك الميليشيات قسراً.

وكانت ميليشيا «قسد» اختطفت أول أمس 9 مدنيّين من بلدة سويدان جزيرة بريف دير الزور الجنوبي الشرقي واقتادتهم إلى جهة مجهولة.

ولفتت المصادر إلى أن مجموعات «قسد» تسعى إلى إرسال مزيد من التعزيزات العسكرية إلى الحدود الإدارية بين ريفي الحسكة الجنوبي ودير الزور الشمالي للضغط على المدنيين واعتقال بعض أبناء العشائر العربيّة الذين خرجوا بمظاهرات احتجاجاً على ممارساتها الإجرامية والقمعية.

وتشهد مناطق في ريفي دير الزور والحسكة مظاهرات شعبية للمطالبة بطرد الاحتلال الأميركي وميليشيا «قسد» التي أمعنت في التنكيل بالأهالي وسرقة ممتلكاتهم وحصار عدد من القرى والبلدات واعتقال عشرات الشبان واستهدافها وجهاء وشيوخ العشائر وسرقة ثروات منطقة الجزيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى