عكر ونجار ونعمة تفقدوا مرفأ بيروت.. ووفد فرنسيّ عرض المساعدة لتجاوز الاضرار.. ونقابة موظفي المرفأ تعترض على وجود وزير الأشغال
تفقدت نائبة رئيس الحكومة وزيرة الدفاع في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر ووزيرا الاشغال العامة والنقل والاقتصاد في حكومة تصريف الاعمال ميشال نجار وراوول نعمة، مرفأ بيروت، يرافقهم رئيس مجلس ادارة مدير عام مرفأ بيروت بالتكليف باسم القيسي، مدير العلاقات العامة توفيق لطيف، المستشار بيار بعقليني ووفد من برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.
جال الجميع في أرجاء الأرصفة واطلعوا على جهوزية المرفأ واستعداداته لاستقبال البواخر المحملة بالمواد الغذائية المقدمة من برنامج الاغذية العالمي، ومدى القدرة على استيعاب هذه المواد وفق الطرق والمواصفات العلمية، وإمكانية تزويد عنابر جديدة سريعة التركيب لاستقبال المواد الغذائية المرسلة من البرنامج.
ثم قال نجار: «نحن هنا لتفحص الارصفة التي نستطيع العمل عليها مجدداً لحل مشكلة الغذاء. وعلينا العمل بصورة طارئة وسريعة لمساعدة أبناء الوطن وإطلاق العمل بمرفأ بيروت الذي نؤكد على أهميته ودوره الأساسي والريادي في إطلاق عجلة الاقتصاد اللبناني».
وأشار نعمة من جهته الى أن «هناك 12 رافعة تعمل من أصل 16 في مرفأ بيروت، والمرفأ يعمل الآن كي تفرغ البواخر حمولتها ويأتي التجار لأخذ بضاعتهم من المرفأ».
أما عكر فنوّهت بـ»الجهود التي تقوم بها إدارة المرفأ بالتعاون مع قيادة الجيش من أجل تنظيف المساحات الموجودة بجانب الأحواض، وتأمين المخازن والحاويات لتخزين كميات القمح والحبوب التي ستصل تباعاً».
الى ذلك اعترضت نقابة موظفي وعمال مرفأ بيروت على وجود نجار في جولة في المرفأ لعدم تجاوبه مع دعوتها منذ اسبوع للاجتماع مع الموظفين والعمال فور حصول الانفجار الكبير.
وتحدّث أمين سر النقابة خليل زعيتر، فقال «نحن ما زلنا ندفن شهداءنا ونلم الجثث من الأرض ودماؤنا لا تزال على الأرض وهو يجول لتوزيع إرث مرفأ بيروت، نحن ابناء كل المناطق ونعرف جيداً ان كل هذه المناطق يحق لها ان يكون لديها مرافئ تعمل، ولكن في المصيبة التي نمر بها ليس الوقت المناسب لذلك».
وقال زعيتر: «ليس وقتها يا معالي الوزير، أتيت على اشلاء الشهداء لتقطف جهدا قام به موظفو وعمال مرفأ بيروت طيلة اسبوع ليل نهار لإعادة تشغيل المرفأ، وانت تطلق التعمية على قدرة هذا المرفأ ومكانته العالمية».
وختم زعيتر: «ان مرفأ بيروت عاد للعمل وأفضل مما كان وسيرجع بكل قدراته ونقول إن مرفأ بيروت يصدر ايمان كل اللبنانيين بوطننا الى كل العالم وهو همزة الوصل بين الدول العربية والأوروبية».
ووصف رئيس الاتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الاسمر «ان ما حصل اسمه الرقص على اشلاء القبور وكان من المفترض ان ينزل مجلس الوزراء مجتمعاً الى مرفأ بيروت قبل ان تستقيل الحكومة ويعقد اجتماعه في مرفأ بيروت ولا ينتظر الوزراء للاستقالة والاستفاقة من سباتهم العميق للنزول الى هذا المرفق لإقامة مهرجانات اعلامية».
وقال الاسمر: «للأسف إن المسؤولين في لبنان لا يعرفون الرصيف من الحوض ولا ماذا يوجد في الاهراء. كل همهم الظهور الإعلامي، وأؤكد أن ما حصل من تطور مهم فإن المرفأ يستعيد قدراته بفترة وجيزة فهو إنجاز وطني كبير للعمال والموظفين».
الى ذلك تابع الرئيس المدير العام لادارة واستثمار مرفأ بيروت باسم القيسي، لليوم الثالث على التوالي، الترتيبات والتحضيرات الجارية في أقسام ودوائر ومصالح ادارة المرفأ تمهيدا لانطلاق حركة الاستيراد والتصدير عبر هذا المرفق الاقتصادي الحيوي.
وقد رأس القيسي اجتماعات عدة، اطلع خلالها على سير العمل وأعطى التوجيهات اللازمة لتأمين تجهيزات مكتبية لجمارك المرفأ لتمكينها من القيام بمهامها في أسرع وقت ممكن. ورأس القيسي اجتماعاً للجنة الادارة في حضور وفد من شركة CMA- CGM الفرنسية، وتم التداول في حاجات مرفأ بيروت الملحة في الفترة الراهنة، وكذلك حاجاته بعد الحادث الأليم الذي حصل.
وعرض الوفد نية الحكومة الفرنسية وشركة CMA -CGM ورغبتهما في مساعدة مرفأ بيروت، وقد تم تبادل وجهات النظر لتحقيق تجاوز الأضرار الحاصلة في المرفأ على مرحلتين، للمدى المنظور والبعيد. كما التقى القيسي رئيس مجلس ادارة شركة BCTC مشغلة محطة المستوعبات، وبحث معه في تفعيل عمل المحطة في المرحلة الراهنة.
وليس بعيداً عقد وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال عباس مرتضى اجتماعاً للتباحث في تداعيات كارثة انفجار مرفأ بيروت وتأثيرها على المنتجات الغذائية والزراعية المتواجدة في أحواض المرفأ. وضم الاجتماع كلاً من المدير العام للزراعة لويس لحود، رئيس مجلس ادارة مصلحة الابحاث الزراعية ميشال افرام، المدير العام لوزارة الاقتصاد محمد ابو حيدر، الامين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية معين حمزة ومختصين من وزارة الزراعة والمختبرات. وقرّر المجتمعون تشكيل لجنة من المعنيين مهمتها إعداد تقرير سريع حول هذا الموضوع، لاتخاذ اللازم واجراء الفحوصات المخبرية اللازمة لضمان جودة و سلامة المنتجات وضمان خلوها من أي مواد ضارة لصحة المواطنين».
ونوّهت نقابة الوكلاء البحريين في لبنان ببيان، بـ»كافة الجهود المبذولة والمساهمات وأعمال التنسيق المتصلة بإعادة العمل في مرفأ بيروت في وقت قياسي بعد الانفجار الضخم في مرفأ بيروت»، لافتة الى أنها «تتابع التقدم السريع واللافت الذي تمكنت من خلاله محطة الحاويات من إعادة التشغيل واستقبال وتفريغ السفن اعتبارا من مساء الإثنين وتسليم بضائع الحاويات اعتباراً من اليوم التالي، وصولا الى أعمال الخبرة الفنية والصيانة المتواصلة للرافعات والشاحنات المرفئية المختلفة».
وأشارت الى أنه «لا بد من توجيه التحية لسرعة ادارة واستثمار مرفأ بيروت في وضع أربعة أرصفة قيد العمل (رقم 11، 12، 13، 14) لسفن البضائع العامة والحديد والأخشاب والدكمة والسيارات برسم الاستلام المباشر وتنظيف الباحة رقم 3 لتسهيل أعمال كشف البضائع مع إدارة الجمارك، وصولاً الى إعادة قبان جسري أو أكثر الى الخدمة لتيسير توزين شاحنات البضائع. ومن المعلوم في هذا الإطار، أن السفن المجهزة برافعات ذاتية ستتمكن من استخدامها لتفريغ وشحن البضائع وسيستعان بإمكانيات وخبرة متعهدي الروافع والأوناش المتحركة والأليات لتأمين أعمال كافة السفن غير المجهزة بروافع ذاتية».