«الإعلان الخيانيّ» اعتبرته القيادة الفلسطينية نسفاً للمبادرة العربية.. و«يديعوت» تكشف عن 3 وسطاء ساهموا باتفاق العار بين أبو ظبي وتل أبيب
فصائل المقاومة: التطبيع الإماراتيّ خيانة لفلسطين ومكافأة للعدو وتشريع لاحتلاله
استمرت ردود الفعل الفلسطينية والشعبية والرسمية، المستنكرة والرافضة للإعلان التطبيعي، بين الإمارات العربية المتحدة والكيان الصهيوني برعاية الولايات المتحدة الأميركية، التي كشف رئيسها دونالد ترامب، عن لقاء مرتقب بين ولي العهد الإماراتي محمد بن زايد ورئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهون بعد ثلاثة أسابيع في واشنطن للتوقيع على «اتفاق السلام التاريخي» لتطبيع العلاقات بين أبو ظبي وتل أبيب في البيت الأبيض.
وفي تصريح صحافي له بعد ساعات من إعلان الصفقة، قال ترامب إنه بعد نصف قرن من الخلاف بين الإمارات و»إسرائيل» ستطبع علاقتهما، واصفاً هذا اليوم بـ»العظيم لـ «إسرائيل» والعالم».
ولا شك فإن ردود الفعل الغاضبة التي عمت فلسطين المحتلة كشفها رفع المصلين في المسجد الأقصى أمس لصور ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيّان مع عبارة: «خائن»، تشير إلى هذه الخيانة الإماراتية باعتبارها سقوطاً أخلاقياً.
في هذا السياق، اقتحمت قوات الاحتلال باحات الأقصى وعملت على إزالة اللافتات المنددة بالتطبيع التي رفعها المصلون الفلسطينيون.
هذا، واعلنت القيادة الفلسطينية رفضها واستنكارها الشديدين للإعلان الثلاثي الأميركي، الصهيوني، الإماراتي، المفاجئ، حول تطبيع كامل للعلاقات بين دولة الاحتلال الصهيوني ودولة الإمارات العربية المتحدة، مقابل ادعاء تعليق مؤقت لمخطط ضم الأراضي الفلسطينية وبسط السيادة الصهيونية عليها، وفي ظل إصرار دولة الاحتلال على تكريس احتلال وضم أجزاء من الأراضي الفلسطينية وبالذات مدينة القدس وانتهاك حرمة المقدسات الدينية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك.
وترفض القيادة الفلسطينية ما قامت به دولة الإمارات العربية المتحدة باعتباره خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية، واعترافاً بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، وتطالبها بالتراجع الفوري عن هذا الإعلان المشين، كما ترفض مقايضة تعليق ضم غير شرعي بتطبيع إماراتي واستخدام القضية الفلسطينية غطاءً لهذا الغرض.
وأكدت القيادة أنه لا يحق لدولة الإمارات أو أية جهة أخرى، التحدث بالنيابة عن الشعب الفلسطيني، ولا تسمح لأي أحدٍ كان بالتدخل بالشأن الفلسطيني أو التقرير بالنيابة عنه في حقوقه المشروعة في وطنه.
من جهتها، استنكرت الفصائل الفلسطينية في بيان ودانت بأشد العبارات «الاتفاق التاريخيّ» بين الإمارات و»إسرائيل» الذي تمّ الإعلان عنه الخميس، واصفة إياه بأنه «الاتفاق الخياني» الذي «أظهر تطبيع العلاقات بشكل كامل بينهما، في تنكر واضح لدماء الأمة التي سالت دفاعاً عن فلسطين وخيانة لحقوق شعبنا في كل ذرة تراب في فلسطين».
وقال البيان إن «إعلان التطبيع مع الكيان من قبل نظام الإمارات هو تكريس للتعاون السري بينهما لعقود من الزمن، ويأتي أيضاً مباركة للكيان الصهيوني للاستمرار بعمليات القتل والإرهاب بحق شعبنا، والمضي في سرقة الأرض في القدس والضفة». البيان أكد أن «هذا العمل المرفوض من جموع الأمة هو مكافأة للعدو على جرائمه وتشجيعاً لأعداء الأمة على مزيد من الارهاب والقتل بحقها، وهذا التطبيع المعلن اليوم مثال على ذلك».
ورأى أن «التحجج بوقف ضم الضفة مقابل التطبيع ما هو إلا خدمة مجانية للاحتلال، وشرعنة لعدوانه على أرضنا ومقدساتنا، فخرج نتنياهو متبجحاً بأنه لن يتخلى عن قرار الضم، فاضحاً ادعاء نظام الإمارات».
بيان الفصائل الفلسطينية دعا جماهير الأمة العربية والإسلامية «لنبذ المطبّعين والتمسك بنصرة قضية الأمة المركزية فلسطين، والتوحد ضد عدو الأمة الواحد وهو الكيان الصهيوني».
الفصائل الفلسطينية وعقب إعلان الاتفاق اعتبرت أمس الخميس الاتفاق طعنة في خاصرة الأمة العربية والإسلامية.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عباس زكي، إن «الكلام الإماراتي طعنة لقرارات القمة العربية حول فلسطين»، مضيفاً أنه «لا يمكن لعربي لديه من الحمية والكرامة أن يمد طوق النجاة لنتنياهو على حساب القضية الفلسطينية».
بدوره، أكد رئيس حركة حماس إسماعيل هنية في اتصال هاتفي مع رئيس السلطة محمود عباس دعم موقف القيادة الفلسطينية في رفض الإعلان الاميركي الإماراتي الصهيوني.
واعتبرت لجان المقاومة الفلسطينية أن الاتفاق الذي أعلن عنه بين «إسرائيل» والإمارات، «يكشف حجم المؤامرة على شعبنا وقضيتنا، ونعتبره طعنة غادرة ومسمومة في ظهر الأمة وتاريخها».
وكشفت وسائل إعلام عبرية، عن ثلاثة وسطاء ساهموا في التوصل إلى اتفاق التطبيع بين الاحتلال الإسرائيلي والإمارات، والذي أعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقالت صحيفة «يديعوت أحرنوت» العبرية، في تقرير لها بعنوان: «الوسيط الإسرائيلي»، إن رجل الأعمال الإسرائيلي الملياردير حاييم صبان، «كان على اتصال بإسرائيل والإمارات العربية المتحدة».
وأكدت أن «رجل الأعمال صبان، كان من بين عناصر الوساطة بين إسرائيل والإمارات قبل الاتفاق على إقامة العلاقات»، كما نقلت الصحيفة عن صبان قوله: «لقد ساعدت فقط في تطوير ما كان يتخمّر لأكثر من عام».
وأوضح رجل الأعمال الإسرائيلي، أن «الخطوة (اتفاق التطبيع) بدأت تتبلور بعد مقال «يديعوت» لسفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة».
وقال: «عندما تنظر إلى المقال ترى مبادئ الاتفاق مع إسرائيل»، موضحاً أن «هناك خطوات أخرى في الطريق، لا أستطيع الحديث عنها في الوقت الحالي، حتى ترى أن هناك مبادئ اتفاق مع «إسرائيل»، ونحن متفائلون بإمكانية الوصول إليها».
وأضاف: «هذه هي الخطوة الأولى نحو يوم تاريخي، عندما يدشنون سفارات، نأمل أن يفتح الباب أمام الآخرين للانضمام»، معتقداً أن اتفاق التطبيع مع الإمارات «خطوة ستسمح للدول الأخرى بالاقتراب من إسرائيل».
وكشف عن فحوى حديث دار بينه وبين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال حفلة عشاء استغلها للترويج لاتفاق تطبيع مماثل مع السعودية، وقال صبان: «سألته لماذا تعملون مع «إسرائيل» تحت الرادار، أخرج ما الذي تخاف منه؟».
وقال صبان: «حالما يتم التوصل إلى مثل هذه الاتفاقية مع الإمارات، يمكن أن تقنع المزيد من الدول بالخروج»، معبراً عن أمله أن يجلب الاتفاق مع الإمارات السعودية، ولكن الأمر بحسب تقديره «قد يستغرق وقتاً أطول».
وفي تقرير آخر، كشفت «يديعوت»، أن من بين الشخصيات التي توسطت وساهمت في التوصل إلى اتفاق التطبيع مع أبو ظبي، رئيس جهاز «الموساد» يوسي كوهين، الذي «زار أبوظبي مرات عدة في الآونة الأخيرة وله علاقات وثيقة مع رؤساء الإمارات، إضافة لرجل الأعمال صبان؛ المقرب جداً من بن زايد».
وأكدت أن جاريد كوشنر، صهر وكبير مستشاري رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، كان من بين الشخصيات التي وقفت «خلف اتفاق إقامة العلاقات الرسمية مع إسرائيل».
في السياق، أعلن نتنياهو، أنه أجرى مكالمة هاتفية مع رئيس الموساد كوهين، وشكره على مساعدة الموساد في تطوير العلاقات الإسرائيلية مع دول الخليج على مدار سنوات، ما ساهم في نضوج الاتفاقية مع الإمارات.