نصرالله: المقاومة مسألة وجود وهي الهواء لبقائنا على قيد الحياة قرار المحكمة الدولية لا يعنينا وإذا كانت «إسرائيل» وراء انفجار المرفأ ستدفع الثمن
قوى سياسية حاولت إسقاط الدولة ووضعها على حافة حرب أهلية لحكومة قويّة ومحميّة سياسياً ولا نؤمن بوجود حياديين في لبنان من لا يستطيع تحمّل المسؤولية في الظروف الصعبة فليخرج من الحياة السياسية
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أن «هناك معادلة تحمي لبنان إسمها توازن الردع مشدّداً على أن «المقامة بالنسبة إلينا المقاومة هي مسألة وجود وهي الهواء الذي نتنفسه للبقاء على قيد الحياة». وأكد أن حزب الله لن يسكت إذا كانت «إسرائيل» وراء انفجار مرفأ بيروت. وطالب بتشكيل حكومة وحدة وطنية وإذا تعذّر ذلك حكومة تضم أوسع تمثيل سياسي. وأعلن أن القرار الذي سيصدر عن المحكمة الخاصة بلبنان «لا يعنينا».
جاء ذلك في كلمة متلفزة للسيد نصرالله مساء أمس، بمناسبة الذكرى الرابعة عشرة للانتصار في حرب تموز 2006، واستهلها بالقول «جرت العادة في الذكرى السنوية للانتصار التارخي في حرب تموز في مواجهة العدو الصهيوني أن نقيم الاحتفالات الشعبية لكن هذه السنة وحيث أن فيروس كورونا يضرب بقوة خصوصاً مع التطورات الصحية في لبنان، نحن سنكتفي بهذه الكلمة التي أوجهها إليكم في هذه الذكرى العظيمة، وفي البداية، أبارك للجميع للبنانيين والشعوب العربية والإسلامية بهذا الانتصار».
وشكر «كل الذين كان لهم دور في صنع هذه الملحمة من الصمود والانتصار، للشهداء الذين كانوا في غاية الجود، شهداء المقاومة والجيش والقوى الأمنية وفصائل المقاومة والمدنيين، وأخص بالذكر الشهيد القائد عماد مغنية والشهيد القائد مصطفى بدر الدين اللذين كانا يديران الحرب، ولا بد ان نذكر وجود الشهيد القائد قاسم سليماني الذي تواجد معنا في غرفة العمليات، والشكر لعوائل الشهداء أيضاً ولم نر منهم إلاّ الصبر والتسليم بمشيئة الله، وفي موضوع استقبال المهجرين الشكر لإخواننا وأهلنا في سورية الذين استقبلوا في الحرب عشرات الآلاف من اللبنانيين، أيضاً في الموقف السياسي نتوجه بالشكر إلى الذين ساهموا في الإدارة السياسية للحرب، من فخامة الرئيس إميل لحّود الذي تحمّل الكثير وبذل جهوداً كبيرة حتى لا تنحرف الحكومة باتجاه خطر، وأيضاً يجب ان نشكر الرئيس نبيه برّي الذي كان يدير كل المفاوضات الصعبة منذ اليوم الأول للحرب وحتى النهاية، والشكر لكل القيادات الوطنية والمرجعيات الوطنية وكل شرائح المجتمع، للجميع الذين ساندوا ولكل الدول التي وقفت إلى جانب لبنان، والشكر لكل الشعوب والأحزاب ولكل أحرار العالم».
حرب بقرار أميركي
وشدد السيد نصر الله على أن «ما جرى في تموز 2006 كان حرباً حقيقية، وهذا ما أعلنه العدو عندما نقل توصيفها من عملية إلى حرب وسمّاها حرب لبنان الثانية، كانت حرباً فرضها العدو بقرار أميركي، ولبنان على المستوى العسكري قاتل وحيداً ووقف وحيداً من الناحية العسكرية أمام الكيان الغاصب، و33 يوماً مضت والمقاومة وشعبها ولبنان يصمد ويبادر ويصنع الانتصارات إلى أن أجبرت إسرائيل على وقف عدوانها، وتراجعت عن شروطها وكانت النهاية بالقرار 1701».
ولفت إلى أنه كانت لتلك الحرب نتائج استراتيجية على أكثر من مستوى، مكتفياً بالتذكير بثلاث نتائج «أولا، إيقاف وإفشال مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي كانت تديره أميركا وهذا ما بشّرت به (وزيرة الخارجية الأميركية السابقة) كوندليزا رايس وكل الوثائق أكدت أن الحرب على لبنان كانت جزءاً من هذا المشروع وكان مخططاً أن يدخل لبنان في الهيمنة الأميركية والعودة إلى المنطقة لتصفية القضية الفلسطينية، وثم يتم تكريس خريطة جديدة للشرق الأوسط تكون فيها إسرائيل هي المحور لكل ما يجري في المنطقة، والأميركي يحاول الآن تثبيت إسرائيل الخائفة المرعوبة وتابعوا الإسرائيليين فتعرفوا انهم يعيشون مخاوف من خطر الوجود والبقاء لهذا الكيان السرطاني».
أضاف «والنتيجة الثانية: حرب تموز كشفت حقيقة الكيان ومستوى الترهّل في منظومته العسكرية والأمنية وجبهته الداخلية وقدرته على الصمود ولذلك لجأ للعالم لوقف الحرب، ونتائج الحرب تركت آثاراً عميقة حتى اليوم، 14 سنة ومازلت آثار الهزيمة حاضرة وبقوة ومازلت عندنا آثار الانتصار والثقة والأمل بالمستقبل والاستعداد للاستحقاقات المستقبلية، والنتيجة الثالثة هي أن المقاومة في حرب تموز استطاعت أن تثبّت قواعد اشتباك تحمي لبنان، وإنجاز العام 2000 هو التحرير وإنجاز العام 2006 هو الحماية، اليوم هناك معادلة تحمي لبنان اسمها توازن الردع وهي تشتد يوماً بعد يوم وهذا ما يعرفه الإسرائيلي وأسياده».
المقاومة خيارنا
وأوضح السيد نصر الله أن «المعادلة التي تحمي لبنان، لا جامعة الدولة العربية ولا القرارت الدولية، بل الذي يحمي لبنان منذ 14 سنة هي هذه المعادلة وتوازن الردع، واليوم في الحقيقة مشكلتنا في لبنان مع أميركا وإسرائيل، ومشكلتهم معنا هي قوة المقاومة ومصالح إسرائيل، والمقاومة تقف حاجزاً في وجه أطماع إسرائيل، لو قبلنا التخلي عن المقاومة وهذا العرض دائماً موجود، لو قبلنا بذلك وتخلينا عن هذا المسار سيشطبوننا عن لائحة الإرهاب، وكانوا سيقاتلون لنشارك في الحكومة ونصبح أعزّ أصدقائهم، الأميركان والأوروبيون، مشكلتهم الأساسية هي هذه، ويقول سفير الإمارات في واشنطن قاتلنا حزب الله وحماس من أجل إسرائيل وهو يبيع الكلام لأميركا وإسرائيل، وهيمنة حزب الله على الحياة السياسية كذبة اخترعوها، لو أوقفنا قتال إسرائيل سيشطبوننا عن لائحة الإرهاب حتى لو تدخلنا في الإقليم، وهم فشلوا في الحرب العسكرية ويعرفون أن أي حرب إسرائيلية مقبلة لن تستطيع أن تُضعف حزب الله ولهذا يلجأون إلى وسائل أخرى من الأفخاج والكمائن وما يجري في لبنان اليوم جزء من هذه المعركة، وأقول في ختام هذا المقطع، بالنسبة إلينا المقاومة مسألة وجود وهي الهواء الذي نتنقسه للبقاء على قيد الحياة».
ولفت السيد نصر الله، إلى أن «المقاومة بالنسبة للبنان وشعب لبنان هي شرط وجود وليست خصوصيات إضافية يمكن الاستغناء عنها، المقاومة خيارنا مهما كانت الضعوط، ومنذ أكثر من أسبوعين كان العدوان الإسرائيلي على مطار دمشق وأدى لاستشهاد عنصر لحزب الله وكان معروف لدى إسرائيل أن حزب الله سيرد ولن يسكت وذهب الإسرائيلي إلى الاجراءات على امتداد الحدود من الناقورة إلى الجولان ووقف على «إجر ونص» حتى لا يتم النيل من أي من جنوده أو يتمكن حزب الله من القيام برد فعل، كان قرارنا أن نرد، وقرار الرد الذي نريده هدفه تثبيت قواعد الاشتباك ويجب أن يكون مدروساً وجدياً، والليلة اود أن أقول ان هذا القرار مازل قائماً والمسألة مسألة وقت وعليهم أن يبقوا بالانتظار».
بعض الحكام
خُدّام عند الأميركي
وعن الإتفاق الإماراتي «الإسرائيلي»، قال السيد نصر الله أنه «لم نُفاجأ بما قام به الحكام في دولة الإمارات وهذا مسار طبيعي لهم، التطبيع موجود ووزراء إسرائيليون يزورون الإمارات وهناك اتفاقيات بمجالات التعاون، ويبدو أن الحاجة إلى إعلان اتفاق هي حاجة أميركية لصالح (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب، التطبيع موجود والإعلان عنه مسار طبيعي، وتوقيت إعلان الاتفاق دليل على أن بعض الحكام العرب خدّام عند الأميركي».
وتابع «ترامب كان يبحث عن إنجاز خارجي، الأدوات في المنطقة كانوا جاهزين لهذه الخدمة الشخصية لترامب ليستفيد فيها في الانتخابات في أضعف لحظة له، وخدمة أيضاً لنتانياهو في أضعف لحظة له ليخرج أمام شعبه ويقول هذا سلام وإنجاز تاريخي، وعلينا أن نتوقع أن يُقدم عدد من الدول العربية وسنشهد اتفاقات السلام مع إسرائيل من الآن وحتى الانتخابات الأميركية، الآن من أجل تصحيح وضع ترامب الأميركي سيقوم بحلب الأنظمة العربية سياسياً كما حلبهم مالياً، والذي يرضي أميركا يقومون به، ويوماً بعد يوم يظهر أن ما قام به الإعلام العربي عن تكبير الخطر الإيراني كله قنابل دخانية من أجل إقامة الصلح مع إسرائيل، وفي الوقت نفسه يسعون للإتصال مع إيران في السرّ ويتمنون أن يصلوا إلى وقت لهم علاقة جيدة مع إيران وإسرائيل على حد سواء، والواجب الإنساني والديني والأخلاقي والوطني والقومي يحتّم علينا أن نقف ونقول هذا عمل مدان وخيانة للإسلام والعروبة والقدس وللمقدسات، وللشعب الفلسطيني المغدور وللشعوب العربية والإسلامية ولحركات المقاومة، يجب أن نغضب في قلوبنا ولكن لا نحزن، جيد أن تسقط الاقنعة، أساساً من السنن الإلهية جبهة الحق عندما يقدر الله لها ان تقترب من الانتصار يجب أن يتم الفرز فيها وأن يخرج منها الخادعون والكاذبون، خروج هؤلاء من قضية الحق سوف يجعل حركات المقاومة وشعوبها تعرف جيداً صديقها من عدوها».
فرضيتان لتفجير المرفأ
وفي موضوع تفجير المرفأ في بيروت أوضح السيد نصر الله، أنه «ليس للحزب رواية عن التفجير والرواية الصحيحة التي يقدمها من يقوم بالتحقيق وهذه مسؤولية الدولة، ونسمع أنهم يستيعنون بخبرات أميركية وهناك من بشّرنا بالـ fbi»، لافتاً إلى أنه «نظرياً هناك فرضيتان: الأولى حادث عرضي وأن النيترات والمفرقعات اشتعلت وحصل الحريق وانفجرت المواد والقصة سببها الإهمال والفساد الإدراي، والفرضية الثانية أن يكون عملاً تخريبياً». وقال»أولاً، أن يكون أحد تعمّد أن يُحدث الحريق أو وضع عبوة صغير، من يمكن أن يكون خلف ذلك؟ لا أجد أحداً يقدر أن ينفي، وبالنسبة لنا ننتظر نتائج التحقيق، البعض يقول إننا نعلم كيف حصل الانفجار، ولكن الأمر ليس كذلك والكثير من الأحداث لا نعرف بها، ونحن معنيون بالمقاومة وأمنها المباشر ولسنا قادرين على تحمّل مسؤولية الأمن القومي الداخلي، هذه مسؤولية الدولة التي لديها أجهزة أمنية، وليس لدينا معلومات دقيقة عما جرى ونتظر التحقيق، وإذا ثبُت أنه حادث عرضي وعلى القضاء أن يعاقب المسؤولين، وإذا كان ما حصل عمل تخريبي تبقى المسؤوليات، ولكن يجب أن نفتش عمّن يقف خلف العمل التخريبي».
المقاومة لن تسكت
وتابع «إذا كانت إسرائيل علينا أن نجلس ونتحدث والتحقيق يجب أن يستمر ويعطي إجابة للشعب اللبناني كله، لأن ما حصل فاجعة طالت الجميع، وإذا اتوا بـ FBI فسيتم إنقاذ إسرائيل من التهمة، التحقيق الدولي لو قبل به لبنان ، أول وظائفه ستكون إبعاد أي مسؤولية لإسرائيل لو كان لها مسؤولية، نحن لا نثق بالتحقيق الدولي، وإذا التحقيق اللبناني أوصل لمكان أن إسرائيل لها علاقة، من يجيب الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها وكل الشعب اللبناني، هذا يكون عدواناً إسرائيلياً يستهدف لبنان بكل طوائفه، كدولة وشعب ما هو موقفكم؟، وعندما تصل النوبة أن تجيب عليها المقاومة، حزب الله الذي لا يمكن أن يتغافل عن قتل مجاهد من مجاهديه ويصرّ على تثبيت المعادلة لا يمكن أن يسكت عن جريمة من هذا الحجم إذا كانت إسرائيل خلفها، وستدفع الثمن، وإذا كان هناك استهداف، الحساب على ما حصل وما كان يمكن أن يحصل، وحصل الإنفجار وتحدثت سابقاً بأن الأولولية للبحث عن الشهداء والمفقودين والجرحى، منذ اللحظة الأولى بدأ التوظيف السياسي، وأخطر ما حصل أنه أمام هكذا فاجعة أول عناصر التضامن هو الحفاظ على مؤسسات الدولة، شهدنا محاولة ومشروع «زمط» منه لبنان لإسقاط الدولة وليس المجلس النيابي فقط».
عون لا يسقط
بالكذب والشتائم
ولفت السيد نصر الله إلى أنه «منذ الساعات الأولى هناك قوى سياسية ووسائل إعلام استغلت آلام الناس ليس فقط ضد حزب الله بل ضد الدولة، والعنوان الأول كان العهد والرئيس ميشال عون ورأينا استغلالاً كبيراً خصوصاً في الشارع المسيحي وبدأ هؤلاء بتحميل المسؤولية للرئيس عون وشنوا حملة شعواء عليه وأنه يتحمّل المسؤولية وتجاوزوا كل حدود القانون والأدب وشهدنا الشتائم بهدف الضغط على عون للإستقالة، وفي الوقت نفسه بدأ العمل على الاتصال مع كتل من أجل تقديم استقالات جماعية، يعني عملياً إسقاط مجلس النواب، وهذه المحاولة فشلت أيضاً، الرئيس عون ليس الشخص الذي تستطيعون إسقاطه بالكذب والشتائم ونحن نعرف موقفه في حرب تموز الذي رفض تعديل موقفه عندما هُدد بقصف منزله، ومؤسسة المجلس النيابي أيضاً فشلوا في إسقاطها، والبعض يقبلون بانتخابات مبكرة ولكن لأسباب عديدة رفضوا الاستقالة من المجلس، وأنا أتهم قوى سياسية لبنانية بأنّها عملت على إسقاط الدولة ووضعها على حافة حرب أهلية».
مجموعة ظروف
أسقطت الحكومة
وقال «وفي موضوع الحكومة، من أسقط الحكومة ليسوا هؤلاء، أسقطتها مجموعة ظروف وعوامل وصعوبات، بحقيقة الأمر إنفجار بهذا الحجم أي حكومة كان صعباً عليها أن تصمد، ذهبت إلى الاستقالة» ودعا اللبنانيين «عندما نتحدث عن حكومة جديدة، إلى عدم إعطاء آذانهم لكل الموتويرين الذين ينتظرون ساعات الانتقام ويسعون لتصفية حسابات سياسية»، مشدداً على أن «أي حراك سياسي يجب أن يكون له سقف وهو منع سقوط الدولة، ومنع حصول حرب أهلية ومن لا يلتزم بهذا السقف ويهدمه اتهموه، ويجب أن نتحرك تحت سقف أن يبقى للبنان دولة، ما يبنى من أحقاد يجعل مستقبل لبنان مظلماً وخطراً ويفتح الباب لكل من يريدون تحطيم البلد».
وتوجه باسم حزب الله، بالشكر إلى رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب «الذي تحمل المسؤولية ولكل الوزراء»، منوهاً «بشجاعتهم رغم كل الظروف»، وآملاً من دياب والوزراء «إلى أن يتم تشكيل حكومة جديدة أن يتحملوا مسؤولية تصريف الاعمال وهم كذلك».
اضاف « وبالنسبة للحكومة الجديدة، يوجد نقاش بين الكتل حول الأسماء المرشحة، وكل قوة سياسية تعبّر عن رأيها، ونحن نطالب بحكومة قوية وقادرة ومحمية سياسياً، تقليدياً موقفنا هو الدعوة إلى حكومة وحدة وطنية أو ذات أوسع تمثيل حزبي، واليوم أيا يكن الرئيس الذي سيُكلّف نحن نطالبه بالسعي لتشكيل حكومة وحدة وطنية واذا تعذر ذلك حكومة تضم أوسع تمثيل سياسي».
لا حياد في لبنان
وشدد السيد نصر الله على أن «الحديث عن حكومة حيادية هو تضييع للوقت، ففي لبنان لا يوجد حياد، والجميع لهم أهواء سياسية، بالنسبة لنا لا نؤمن بوجود حياديين في لبنان حتى تشكلوا منهم حكومة حيادية، والحكومة الحيادية هي خداع لتجاوز التمثيل السياسي، وعلينا أن نذهب إلى حكومة فاعلة وجدية، والهروب من المسؤولية غير مقبول، من يريد التهرّب من المسؤولية عليه أن يخرج من الحياة السياسية، أما المصرّون على البقاء في الحياة السياسية ولا يريدون المشاركة في إصلاح ما شاركوا في تخريبه لا أعرف ما يمكن تسميته، ومنذ الأشهر الماضية خاطبنا الناس وطلبنا منهم الصبر والبصيرة، أريد أن أشكر صبركم وبصيرتكم وأقدّر الغضب الكبير في جمهورنا وطلبت من الإخوة لضبط هذه الساحة، يجب ألاّ نكون وقوداً لهؤلاء، ما تهدوا أعصابكم بل حافظوا على قهركم، قد نحتاج هذا الغضب في يوم من الأيام، قد نتحاج له لننهي كل محاولات جرّ لبنان إلى حرب أهلية».
وأكد السيد نصر الله أن قرار المحكمة الخاصة بلبنان «لا يعنينا، وإذا حُكم على أي من إخواننا بحكم ظالم نحن متمسكون ببرائتهم وإنهم إخواننا وأفرادنا وهذا موقفنا»، وقال «القرار الذي سيصدر بالنسبة لنا لم يصــدر، ليس المهم أن يصدر القرار ومضمونه المهم أن ننتبه كلبنانيين أن من سيحاول إستغلال هذا القرار لاستهداف المقــاومة، يجب أن نمنع ذلك بالصبر وهناك من قد يدفع الأمور باتجاه الاستــفزاز، أوصي جمهورنا بالصبر والبصيرة والتحــمّل لنعــبر هذه المحن».