في لبنان لا توجد طائفة افضل من طائفة.. والرهان على الخارج رهان على سراب
} عمر عبد القادر غندور*
دعا الرئيس الفرنسي خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان، اللبنانيين إلى إصلاح في ما بينهم، وتشكيل حكومة جامعة وقال: “إذا لم تساعدوا أنفسكم فلن يساعدكم أحد”.
وأمام اللبنانيين اليوم فرصة لوقف تدهور بلدهم بالقدر المتاح، ولا يجوز تضييع الفرصة.
إلا انّ الغريب أن يستمرّ البعض في أوهامهم وينتظرون نجدة من هنا ومساعدة من هناك، ولا تبلغ مداركهم أنهم في زمن ليس لهم فيه أكبر من حجمهم، وان جميع مكونات الشعب اللبناني تتساوى في حجمها وأهميتها وتأثيرها، ولا تمايز لمكوّن على آخر إلا بقدر ما يعطيه لبلده.
أما تصنيف الطوائف وتوزيعها على مراتب أولى وثانية وثالثة فهذا قول عُجاب، لأن جميع الطوائف والمكونات بما فيها الأقليات تتساوى جميعاً دون تمييز او استثناء، ومن يقول غير هذا فهو متخلف وجاهل ولا نقول أكثر من ذلك.
أمام اللبنانيين اليوم، وفي ذروة الزيارات التي يقوم بها الغرب والشرق إلى لبنان، هي انّ وطننا يتميّز في موقعه ورسالته وتنوّعه، ولعله هو الجبين الساطع على باب القارة الأكبر في العالم وانه درّة البحر الأبيض المتوسط برغم ما شهده بلدنا من حروب أكثرها عبثي وجاهلي وقلة عقل…
على اللبنانيين الذين ينبغي ان يكونوا قد بلغوا سنّ الرشد، وأن يثبتوا أهليتهم لحكم أنفسهم وقيام الدولة المدنية اللاطائفية وطناً لمقيميهم ومغتربيهم ولأحفادهم، ولا ينبغي لأيّ مكون ان يكون أكبر من الوطن، ولا بدّ من دولة ينبغي لها توفير أسباب القوة حتى تتمكن من الدفاع عن حياضها وحماية أرضها وسمائها وبحرها وثرواتها.
اللبنانيون اليوم أمام فرصة حقيقية لا ينبغي إضاعتها. الّا انّ الساعات الماضية التي شهدت انعقاد الجلسة البرلمانية وما رافقها من محاولات لنسفها عبر استقالة عدد من النواب، يتبيّن ومع الأسف الشديد أننا لم نبلغ بعد سنّ الرشد، لا بسبب تقديم الاستقالات، وهذا حق لأي نائب، بل لأنّ الغاية من هذه الاستقالات إسقاط شرعية المجلس النيابي ولا لشيء آخر، وأغرب ما طلع به أحد النواب المستقيلين، الذي يبدو أنه ندم على تقديم استقالته، أمام كاميرا تلفزيونية قائلاً انّ المؤامرة التي حصلت كانت قبول الاستقالات الثمانية.
انّ مثل هذه المراهقات السلوكية تُنبئ بمسلّمة واحدة لا ثانية لها، انّ كثيرين لم يتعظوا مما يتعرّض له لبنان من ويلات وآخرها تفجير مرفأ بيروت وما زلنا ننتشل الضحايا ونجرف ردم المنازل المهدمة، وما زالوا يراهنون على التدخل الخارجي ويتوهّمون أنهم ضحايا يجب إنقاذهم، ولا يراهنون على تفاهمهم مع أبناء بلدهم للنهوض به وإيصاله الى برّ الأمان.
*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي