صدر حديثاً عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية كتاب «الفلسطينيون في سورية: ذكريات نكبة مجتمعات ممزقة»؛ تأليف أناهيد الحردان وترجمة محمد الأسعد.
بعد إنشاء دولة «إسرائيل» على أرض فلسطين في سنة 1948، وتشريد ما يقارب 800 ألف فلسطيني من سكانها، لجأ منهم مئة ألف طُردوا من مدنهم وقراهم إلى سورية. وتشق تجربة هؤلاء الذين اندمجوا بمرور الوقت في المجتمع السوري، وبتباينها تبايناً صارخاً مع محنة اللاجئين الفلسطينيين في الدول العربية الأُخرى، طرقاً متعددة لفهم نكبة 1948 في ذاكرتهم الشعبيّة.
وتتابع وتدرس أناهيد الحردان، بإجرائها مقابلات ميدانية مع أفراد أجيال المجتمع الفلسطيني الثلاثة في سورية، الأول والثاني والثالث، تطور مفهوم النكبة، المؤشر المركزي الدال على ماضي وحاضر اللاجئين الفلسطينيين، في خطابات الفكر العربي، وسياسة سورية تجاه الفلسطينيين، وفي إحياء المجتمع الفلسطيني للذكرى. ويلقي بحث أناهيد المدقِّق الضوء على أهمية النكبة ودلالتها الراسخة بين الجماعات الفلسطينية التي ساهمت هذه النكبة في ولادتها، ويتحدّى في الوقت نفسه الفكرة الشائعة على الصعيدين الوطني والقومي بأن ذكريات النكبة ثابتة وعامة لا تتغيّر في أوساط الفلسطينيين.
وتتقصّى دراستها معنى النكبة المتغير نقدياً أيضاً في ضوء الحرب في سورية في القرن الحادي والعشرين.
المؤلفة أناهيد الحردان أستاذة علم اجتماع مساعدة في الجامعة الأميركية في بيروت. تقاسم كتابها هذا، مع كتاب آخر، الفوز بجائزة الكتاب الأكاديميّ، وهي إحدى جوائز جمعية جوائز كتاب فلسطين في لندن (2016).
يقع الكتاب في 351 صفحة، وثمنه 18 دولاراً أميركياً أو ما يعادلها.