وقفتان احتجاجيّتان بالحسكة والقامشلي رفضاً للاحتلال الأميركي التركيّ وتنديداً بالاعتداء على حاجز الجيش في تل الذهب
غارات مكثفة للطيران الحربيّ السوريّ تدمّر مواقع لـ«القاعدة» و«داعش» شمال إدلب
شهدت أجواء ريف إدلب الشمالية والشمالية الغربية، صباح أمس، تحليقاً مكثفاً للطيران الحربي، وذلك بعد رصد مواقع معادية استراتيجية لمسلحي تنظيمي «حراس الدين» و»أنصار التوحيد» عبر طائرات الاستطلاع الروسيّة.
وأفيد، بأن الطيران الحربي نفذ أكثر من 9 غارات جوية على التوالي باتجاه مواقع استراتيجية للمجموعات المسلحة في ريف إدلب الشمال الغربي وتحديداً على محور بلدة الشيخ بحر.
وأوضح مصدر ميداني رفيع المستوى، أنه بحسب المعلومات الواردة والتأكد عبر طائرات الاستطلاع الروسية، تم اكتشاف وجود مقر تابع لمسلحي تنظيمي «حراس الدين» و»أنصار التوحيد» بالقرب من بلدة الشيخ بحر يُستخدم كغرفة عمليات وتنسيق، بالإضافة إلى وجود معدات لوجستية وأجهزة اتصال داخل هذا المقر، الأمر الذي استدعى تعاملاً سريعاً من قبل الطيران الحربي عبر سلسلة من الغارات باتجاه الموقع المذكور.
وأكد المصدر أن «الغارات الجوية أدت إلى تدمير الهدف بشكل كامل، حيث عمدت المجموعات المسلحة إلى اتخاذ إحدى التلال القريبة من بلدة الشيخ بحر كمقر عمليات لها للاختباء من الغارات الجوية، مضيفاً أنه بحسب عمليات الرصد تم القضاء على عدد من القياديين الذين كانوا داخل المقرّ وتدمير كامل للمعدات اللوجستية التي كانت داخله».
وأشار المصدر، إلى أن «المجموعات المسلحة كانت تخطط لتنفيذ هجمات باتجاه مواقع الجيش السوري في جنوب إدلب وسهل الغاب، حيث تم إفشال المخطط عبر هذه الغارات الاستباقيّة التي نفذها الطيران الحربي».
يتكون تنظيم «حراس الدين» من مقاتلين متشددين أعلنوا عام 2016 إنشاء تنظيمهم الخاص محافظين على ولائهم لزعيم «القاعدة» في أفغانستان أيمن الظواهري، ويقود التنظيم مجلس شورى يغلب عليه المقاتلون الأردنيون ممن قاتلوا في أفغانستان والعراق والبوسنة والقوقاز.
فيما تنظيم «أنصار التوحيد» هو الاسم الجديد لتنظيم «جند الأقصى» الداعشي الذي كان ينشط في ريف حماة الشرقي قبل دحره من المنطقة على أيدي الجيش السوري، وكان يقوده الإرهابي الشهير (أبو عبد العزيز القطري).
وقام تنظيم «حراس الدين» نهاية عام 2018 بدمج مقاتلين من «أنصار التوحيد» في مناطق سيطرته شمال حماة وجنوب إدلب، وأمّن للمنحدرين منهم من جنسيات خليجية وعربية وشمال أفريقية مناطق استيطان خاصة بهم، فيما تم دمج داعشيين آخرين من «أنصار التوحيد» ممن يتحدرون من آسيا الوسطى، على الجبهات التي يسيطر عليها «الحزب الإسلامي التركستاني» و»جماعة الألبان» في ريفي إدلب الجنوب الغربي واللاذقية الشمال الشرقي، المتاخمين للحدود التركية.
إلى ذلك، نفذ أبناء محافظة الحسكة وقفتين احتجاجيتين أمام القصر العدلي في مدينة الحسكة والمركز الثقافي في القامشلي استنكاراً للعدوان الأميركي على حاجز للجيش السوري في تل الذهب في ريف مدينة القامشلي.
وندد المشاركون في الوقفتين بالعدوان الأميركي الذي استهدف حاجزاً للجيش السوري في تل الذهب في ريف القامشلي ودعوا إلى مقاومة الاحتلال الأميركي والالتفاف حول الجيش وتفعيل دور المقاومة الشعبية لطرد المحتل الذي ينتهك السيادة السورية ويسرق الثروات.
وردّد المشاركون شعارات تطالب بخروج قوات الاحتلال الأميركي والتركي من الأراضي السورية وقاموا بإحراق العلم الأميركي تعبيراً عن رفضهم أي وجود أميركي غير شرعي ودعوا إلى عدم السكوت عن انتهاكات قوات الاحتلال ودعم المقاومة الشعبية التي بدأت تظهر معالمها في عموم المحافظات الشرقية مشددين على أن العدوان على حاجز الجيش السوري أمس هو عدوان على كل أبناء سورية وجريمة موصوفة.
ولفت رئيس مجلس وجهاء وشيوخ القبائل السورية الشيخ ميزر المسلط إلى أن العدوان الأميركي على حاجز الجيش «انتهاك واضح وعدوان موصوف بحق الشعب السوري وتمادٍ واضح على المدافعين عن الأرض والعرض ونحن اليوم نقول للمحتل الأميركي.. لن يطول بقاؤك على هذه الأرض وستهزم طال الزمن أو قصر وسيطهر الجيش الأراضي السورية من رجسكم ورجس إرهابكم».
من جانبه اعتبر الشيخ عبد الوهاب العيسى شيخ عشيرة بكارة الجبل العدوان «انتهاكاً واضحاً وجريمة موصوفة تُضاف إلى جرائم المحتل الأميركيّ من سرقة النفط وحرق المحاصيل الزراعية ومحاولة تجويع الشعب السوري من خلال فرض ما يسمّى قانون (قيصر) ونشر قواعده غير الشرعية ومحاولة زعزعة الأمن والاستقرار وبث الفتن واللعب على وتر العشائرية ونحن هنا لنقول لهم: لن يدوم وجودكم على هذه الأرض لأنها مقدّسة وسيتم تطهيرها على يد بواسل الجيش السوري والمقاومة الشعبية».
وشدّد المطران مار موريس عمسيح مطران الجزيرة والفرات للسريان الأرثوذكس بالحسكة على أن الاعتداء على حاجز الجيش السوري هو «عدوان وغدر وهذا ليس غريباً عن المحتل وتصرّفاته ولن تمرّ هذه الانتهاكات ولن يدوم وجود الاحتلال الأميركي وسيتم دحر كل القوات الأجنبية التي دخلت الأراضي السورية بشكل غير شرعي وفي مقدمتها الاحتلالان الأميركي والتركي».
وأكد محمد الضيف أحد المشاركين في الوقفة أن الممارسات العنصرية الأميركية لم تكن «إلا دليلاً قطعياً على الكراهية التي يتعلمها الجندي الأميركي ويطبقها بقوة السلاح».
آسيا الأحمد قالت من جهتها: إنها كأم سورية تطالب برحيل هذه «القوات غير الشرعية والغاشمة التي يشكل وجودها خطورة على أبنائنا» ودعت جميع السوريين لـ «التكاتف وطرد المحتل».
وأشار رشاد عليوي إلى أن الاحتلال الاميركي «لن يستمر طويلاً وسيطرد من الأراضي السورية بفضل الهمة العالية لبواسل الجيش السوري والمقاومة الشعبية التي اتضحت معالمها في أرياف محافظة الحسكة ولن يستطيع إرهابنا ولن نخاف عدوانه واغتيالاته بحق أبناء العشائر العربية ورموزها».
وخلال الوقفة الاحتجاجية أصدر مجلس شيوخ ووجهاء القبائل السورية بياناً دعوا فيه أبناء الجزيرة السورية إلى «تلبية النداء والالتحاق بساحات المقاومة. فالصمت لم يعد له معنى في قاموس الكرامة حيث يدنس المحتل الأميركي الأرض ويسرق الخيرات ويعتقل الأبرياء ويغتال أهلنا بحجة محاربة الإرهاب الذي صنعوه وأطلقوا وحوشه المدربة على أيديهم لتعيث فساداً ودماراً».
وأوضح البيان أن «العدوان على حاجز الجيش غدر وتمادٍ على جنودنا وبواسلنا الذين نعتز ونفتخر بهم وسيكون الرد من خلال المقاومة الشعبية وسنريهم كيف تكون غضبة العربي وسنحول أرض الجزيرة السورية إلى بركان عربي ثائر يجرفهم إلى مزبلة التاريخ ولا سيما أن المحتل لا يعرف سوى لغة القوة».
وقامت طائرات لقوات الاحتلال الأميركي أول أمس بالاعتداء على حاجز للجيش السوري جنوب شرق القامشلي ما أدى إلى استشهاد جندي وإصابة اثنين آخرين بجروح.
إلى ذلك، استشهد مدني وأصيب آخرون بجروح جراء إطلاق مسلحي ميليشيا «قسد» المدعومة من قوات الاحتلال الأميركي النار مباشرة على أهالي قرية الزر بريف دير الزور الشرقي.
وذكرت مصادر أهلية لـ سانا أن أهالي قرية الزر بريف دير الزور الشرقي اشتبكوا مع مسلحين من ميليشيا «قسد» المرتبطة بالاحتلال الأميركي والتي استقدمت تعزيزات عسكرية إلى القرية وأقدمت على إطلاق النار بشكل مباشر على الأهالي ما تسبب باستشهاد مدني وإصابة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة إضافة إلى إحراق إحدى السيارات.
وتمعن ميليشيا «قسد» في التنكيل بالأهالي والتضييق عليهم والاعتداء بالرصاص الحي الذي تسبب باستشهاد وجرح العشرات منهم إضافة إلى عمليات الاختطاف لكثير من أبناء القرى بريف دير الزور وارتهان هذه الميليشيا بالكامل لأوامر قوات الاحتلال الأميركي.
وفي السياق، قتل ثلاثة إرهابيين من مرتزقة قوات الاحتلال التركي وأصيب آخرون بانفجار سيارة مفخّخة في قرية العدوانية المحتلة بريف رأس العين شمال غرب الحسكة.
ونقلاً عن مصادر محلية أفادت أن سيارة مفخخة انفجرت مستهدفة إحدى نقاط مرتزقة قوات الاحتلال التركي من التنظيمات الإرهابية في قرية العدوانية غرب مدينة رأس العين ما أسفر عن مقتل 3 إرهابيين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
وأشارت المصادر إلى أن عدداً من عربات قوات الاحتلال التركي هرعت إلى مكان الانفجار وباشرت بنقل القتلى والمصابين إلى داخل الأراضي التركية.
وقتل في الخامس عشر من الشهر الحالي أحد متزعمي المجموعات الإرهابية المدعومة من قوات الاحتلال التركي جراء انفجار عبوة ناسفة في مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي.
وتنتشر في المناطق التي توجد فيها مجموعات إرهابية مدعومة من النظام التركي مظاهر الفوضى والانفلات الأمني نتيجة الصراعات والاقتتال فيما بين تلك المجموعات الإرهابية لاقتسام النفوذ والتحكم بمصير المدنيين.