«ياسمين وجوري» معرضٌ جماعيٌ لمجموعة خطوة… لوحاتٌ تجسّد الحبّ والصخب والغضب
} لورا محمود
كأنهم يقدّمون تحيّة لدمشق الحاضرة بتفاصيلها الدقيقة في لوحات تحدّثت عن أهم معالم دمشق فعبّروا عن حبّهم لها بشفافية وصدق ووثقوا تاريخ أهم مدن العالم بما تحمله من إرث حضاري وأماكن زاخمة بالقِادم لتبقى هذه اللوحات بمثابة الذاكرة الحية لمدينة دمشق عبر الزمن بكلّ ما تحمله هذه المدينة من حبّ وصخب وغضبٍ أحياناً. فكانت الألوان هائمة بروح الأمكنة لتخلق حالة من التفاعل المتبادل بين الفنان والمكان الذي عشقه فرسمه بلوحته. هذا كان موضوع معرض مجموعة خطوة الرابع والذي حمل عنوان «ياسمين وجوري» بإشراف الفنان التشكيلي أسامة دياب الذي أقيم في صالة المعارض في المركز الثقافي العربي بابو رمانة والذي يستمر حتى نهاية شهر آب الحالي.
«البناء» التقت مديرة المركز الثقافي رباب الأحمد التي قالت: بداية أهنئ صديقي الفنان التشكيلي أسامة دياب على المعرض وعلى التحسّن بمستوى طلابه المشاركين بالمعرض وهم من مجموعة «خطوة». وهذا المعرض الرابع لهذه المجموعة وقد لفت نظري كفنانة تشكيلية التنوّع بأسلوب الفنانين المشاركين. ففي المعارض السابقة كان هناك تأثر لدى الطلاب بأسلوب أستاذهم الفنان دياب لكن في هذا المعرض والذي يشارك فيه عشرون فناناً وفنانة هناك تنوع بالمدارس الفنية وبتقنية بناء اللوحة وقد تحدثت اللوحات عن موضوع واحد لكن ضمن الموضوع الواحد هناك لقطات عدة والتقاط لتاريخ وتراث دمشق من زوايا عدة. فكانت عين كل فنان مختلفة عن الآخر. وهناك فنانون مشاركون هم ضيوف شرف وفنانون لهم تجربتهم المهمة في الفن التشكيلي ويتبعون لمدارس فنية مختلفة كالفنان أسامة دياب المشارك بلوحة في المعرض الى جانب كونه أستاذاً ومشرفاً على الفنانين المشاركين.
ونوّهت الأحمد أنه ضمن الظروف الصحيّة التي نمرّ بها أخذنا كل الاحتياطات اللازمة من التعقيم إلى الالتزام بوضع الكمامة، حيث يمنع أي شخص من دخول المركز من دون كمامة. وهذا حفاظاً على سلامة المشاركين والحضور، فالحياة مستمرة والحركة الثقافية في سورية مستمرة، ولو انها ليست بالزخم والكثافة المطلوبة لكن هناك نخبوية ونوعية بالفعاليات التي نقدّمها ولو كان عدد الفعاليات أقل من السابق، لكن هذا من منطلق الحفاظ على سلامة الجميع واستمرارية للمشهد الثقافي والتشكيلي ونرجو أن تنحصر هذه الجائحة ويعود النشاط الثقافي الذي يعتمد على الحضور الجماهيريّ لذا كان من أكثر القطاعات التي تضررت بسبب جائحة كورونا هو القطاع الثقافي المهم جداً لذا نحن بحاجة لثقافة صحية وهي التي تدخل ضمن الثقافة العامة وبرنامجنا الثقافي في المركز مستمرّ وبالنسبة للمعارض اختصرنا المعارض من اربعة معارض في الشهر الى معرضين نرجو في الشهر المقبل أن تكون الاوضاع افضل لتكون هناك فعاليات اكثر.
بدوره الفنان التشكيلي المشرف على المعرض والفنانين المشاركين أسامة دياب تحدث لـ»البناء» قائلاً: الفنانون المشاركون في المعرض اليوم وفي المعارض السابقة في حالة تطوّر دائم يوماً بعد يوم. ونحن أصبحنا في كل معرض نحدد المواضيع التي نريد أن نقدمها ففي السابق كنا نرى لوحات كل فنان ونختار منها أما في هذا المعرض فقرّرنا ان يكون موضوع اللوحات عن ملامح مدينة دمشق وكل ما له علاقة بالتراث والفلكلور الدمشقي والأوابد الدمشقيّة وأبواب دمشق السبعة والحارات والبيوت الدمشقية القديمة واشهر البيوت الدمشقية التي سكنتها شخصيات معروفة كبيت الشاعر نزار قباني، إضافة الى لوحات يتجسّد فيها الجامع الأموي وجبل قاسيون إضافة الى لوحات المولوية والياسمين الشامي وقد اختار كل فنان موضوعاً من هذه المواضيع.
وأضاف دياب أردنا من هذا المعرض أن نؤكد أن هذه هي دمشق بملامحها الجميلة ووجهها الأجمل من قبل فنانين موهوبين منهم ربات منزل يرسمون بالفطرة ولسن اكاديميات ومنهم فنانون اكاديميون لكن الذي يجمعهم هو الإصرار على تقديم لوحات جميلة رغم الظروف التي نمر بها وقد تفاوتت اعمار المشاركين بين الأعمار الصغيرة جداً والكبيرة جداً. وهذا التنوع بالتجارب والأعمار مهم فنحن بحثنا عن مواهب ربما كانت ضائعة وأتينا بها وثقلنا موهبتها وأخرجنا أجمل ماعندهم فهم بحاجة لمن يمسك بأيديهم ويدلهم على الطريق.
ولفت دياب بالرغم من الظروف الصحية والاقتصادية التي نعيشها في سورية الا ان الحضور اليوم كان لافتا والوجود الإعلامي ايضا مهم وكأن هناك تظاهرة فنية فأنا كفنان تشكيلي حضرت معارض عدة لم يكن هناك هذا الثقل بالحضور كما اليوم.
والتقت «البناء» عدداً من الفنانين المشاركين في المعرض: محمد خضور مشارك للمرة الاولى في هذا المعرض ولوحاته تجسد الشام القديمة والجامع الأموي وقد استخدم الألوان الزيتية مع الالوان المعتقة واستخدام الظل والنور وقد اختار موضوع اللوحة من حبه للأماكن القديمة الموجودة في دمشق وتحدث عن اهمية توجيهات الفنان اسامة دياب وارشاداته القيمة التي ظهرت واضحة في كل لوحات المعرض.
وبدورها لجين الملحم تحدّثت عن لوحاتها التي تجسّد جبل قاسيون والتي استخدمت فيها السكين واليد والريشة لتبرز الخطوط والألوان وهذه مشاركتها الثانية بمجموعة خطوة. وهي من طالبات الفنان اسامة دياب.
اما سميرة القادري المشاركة بلوحة واحدة رسمت فيها حارات دمشق في الليل وأبرزت الإنارة الموجودة في الحارات التي تعطي روحاً للمكان في اللوحة وقد كانت حريصة ان يكون اللون بمكانه وقوة اللون تُظهر ما تريد التعبير عنه. وهذه كانت إحدى أهم النقاط التي يركزعلينا الفنان دياب عندما يشاهد ما يرسمه طلابه.