وهلق لوين…؟
تعتبر مرحلة التعليم الجامعي من أكثر المراحل التي يمرّ بها الطالب أهمية نظراً لأهليتها في سوق العمل وانتظامها مع القطاع الاقتصادي والخدماتي والصحي. لذلك ستطرح «البناء» زاوية توجيهية تسهّل على طلاب الثانوية العامّة اختيار الإختصاص المناسب وفقاً لاحتياجاتهم وهواجسهم ومتطلبات سوق العمل.
وبما أنّ الظروف الحالية آلت إلى التوجّه نحو الإنتاج الذاتي من خلال القطاع الزراعي ونظراً لأهميته في ضمان أساسيات الغذاء، الاكتفاء الذاتي، الاستيراد والتصدير وكلّ ما يتبعه من نتائج جيدة على الوضع الاقتصادي والإنتاجي.
على ضوء ذلك، من واجبنا القومي والتربوي تدارك أهمية اختصاص الهندسة الزراعية وما يتصل به من مجالات لا بدّ من توجيه عام نحو الزراعة وتشجيع الطلاب على التخصص فيه، ينشأ عنه مهندسون زراعيون قادرون على استيعاب احتياجات الدولة، ووضع آلية مختصة في هذا المجال، باعتباره ركناً أساسياً في القطاع الاقتصادي.
التوجّه نحو اختصاص الهندسة الزراعية يعدّ الأساس لبرنامج مستدام يكفل استمرارية الإنتاج وتحسين آلية العمل الزراعي، ويسدّ الثغرات القائمة في المناطق والأراضي التي تحتاج إلى إعادة تأهيل واستثمار على أمد بعيد المدى، يتبعه خطة بيئية مستدامة للتشجير والمياه وبناء المحميات الطبيعية، وفقاً لدراسات يكفل عملها هؤلاء الطلاب الواعدون.
وما أحوج المزارع اليوم إلى مختصّ يقوم بتزويده بالإرشادات اللازمة وتطوير طرق جديدة في الزراعة. لكن هل الدولة ستعي أهمية هذا القطاع وتدعمه بالشكل المطلوب؟ وهل سنتلمّس جدية في إنشاء مراكز للأبحاث العلمية الزراعية؟
لذلك من الضروري أن تتشارك البلديات والمجتمع الأهلي والمؤسسات التربوية ومؤسسات التنشئة الاجتماعية في تأهيل الطلاب وإرشادهم نحو اختصاص الهندسة الزراعية في ظلّ التكاسل والإغفال عن القطاعات الإنتاجية المهمة.
«كرمال هيك عزيزي، أرضك انكشها، افلحها وازرعها»!