فصائل المقاومة تحذّر الاحتلال الأميركيّ بأنها ستصعّد عسكرياً وكان على رئيس الحكومة تنفيذ قرار البرلمان العراقيّ
الكاظمي: ترامب أكد لي انسحاب قوات بلاده خلال 3 سنوات
أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، امس الجمعة، أن لقاءه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان مهماً وناجحاً، لافتاً إلى أن كلا الطرفين خرجا مرتاحين من هذا اللقاء.
وقال الكاظمي في مقابلة مع قناة العراقية الإخبارية إنه «جرى خلال اللقاء الحديث عن التعاون الاقتصادي، والتعاون الأمني، وإعادة تقييم الوجود الأميركي في العراق».
وأضاف الكاظمي أنه «تم الاتفاق من خلال الحوار الاستراتيجي برئاسة وزير الخارجية ونظيره الأميركي على مجموعة مبادئ تصب جميعها في مصالح الشعب العراقي، التي تتعلق بتواجد القوات الأميركية وإعادة جدولته وإعادة انتشار القوات الأميركية خارج العراق»، مبيناً أنه «تم الاتفاق ضمن الحوار الاستراتيجي على وضع فريق فني لإيجاد آلية لهذا الانتشار خارج العراق».
ولفت الكاظمي إلى أنه «لأول مرة أرى مواقف أميركية واضحة ومتفهّمة لمطالب الحكومة العراقية»، مشيراً إلى أن «الرئيس ترامب أكد أن القوات الأميركية ستنسحب من العراق خلال الثلاث سنوات المقبلة، وهم يبحثون انتشارها خارج العراق».
وتابع أن «الرئيس الأميركي قال إن أعداد القوات الأميركية قليلة جداً، وبالفعل هي قليلة لكنّ العراق يحتاج إلى هذه القوات لتدريب وتطوير قوات الجيش والأجهزة الأمنيّة».
وقال: «حقيقة تمديد بقائي في أميركا كان بطلب من الكونغرس حتى نعقد اجتماعاً مع رئيس الكونغرس»، مبيناً أن «الجانب الأميركي جاد ببناء علاقة مع العراق تعتمد على مبدأ احترام السيادة ومساعدة العراقيين وهذا اللقاء سيوفر فرصة لشرح مطالب العراقيين أمام ممثلي الشعب الأميركي في الكونغرس ومجلس الشيوخ».
وجدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس تعهده بسحب العدد القليل المتبقي من القوات الأميركية بالعراق، لكنه قال إن واشنطن ستظل مستعدة للمساعدة إذا قامت إيران المجاورة بأي عمل عدائي، بحسب تعبيره.
وقال ترامب في أول اجتماع له برئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، إنه يتطلّع إلى اليوم الذي تخرج فيه القوات الأميركيّة من العراق، لكنه قال إن شركات أميركية تبرم بالفعل «صفقات نفطية كبيرة للغاية» هناك.
وقال الرئيس الأميركي للصحافيين «سنغادر قريباً… لدينا عدد قليل للغاية من الجنود في العراق… لكننا هناك من أجل المساعدة. ورئيس الوزراء يعلم ذلك… إذا فعلت إيران أي شيء سنكون هناك لمساعدة الشعب العراقي».
وأحجم ترامب عن وضع جدول زمنيّ للانسحاب الكامل.
يأتي أول اجتماع لترامب برئيس الوزراء العراقي في وقت يشهد تصاعداً جديداً في التوتر بين الولايات المتحدة وإيران بعد إعلان واشنطن أنها ستسعى لإعادة فرض كل العقوبات الأميركية المعلقة على إيران في الأمم المتحدة.
وأكدت الولايات المتحدة والعراق في يونيو/حزيران التزامهما بخفض عدد القوات الأميركية بالعراق في الشهور المقبلة وعدم وجود خطط أميركية للحفاظ على قواعد دائمة أو وجود عسكري دائم في العراق.
وأصبحت المهمة الرئيسية للقوات الأميركيّة المنتشرة بالعراق منذ عام 2014 هي هزيمة داعش. ويقول مسؤولون بالتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة إن بمقدور القوات العراقية الآن التغلّب على الإرهابيين بمفردها.
وصوّت البرلمان العراقي في وقت سابق من العام بالموافقة على رحيل القوات الأجنبية من العراق، وتغادر قوات أميركية وأجنبية البلاد في إطار التقليص.
وفي السياق نفسه، ذكرت فصائل المقاومة العراقية أنه، وبعد ذهاب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى أميركا، «كنا ننتظر أن يكون كما وعد، بأن يمثل العراق الأبي وشعبه الغيور لتحقيق السيادة، لا أن يُملى عليه من أحمق متفنن بسرقات الشعوب، وإراقة الدماء، ليعود بمشاريع بعضها تسويقي للإعلام والخداع، وبعضها للنهب والسرقة والاستعمار والتوسّع الجديد للهيمنة الأميركية على مقدرات العراق».
وأضافت الفصائل في بيان أنه كان على الكاظمي أن «يجعل على رأس أولوياته تنفيذ قرار الشعب العراقي الذي خرج بتظاهرات مليونية، واتخذ قراره بأن وجود الاحتلال الأميركي وخرابه ودماره، وتمويله للإرهاب، وصناعة الأزمات، وخلق الفوضى، ليعيث في اقتصاد العراق وأرضه فساداً وينهب خيراته، يجب أن ينتهي، ثم بعد ذلك قرر البرلمان والحكومة تنفيذ قرار الشعب وإخراج القوات المحتلة، التي وجودها وخروقاتها خارج اتفاق الإطار الاستراتيجي، بل هو تعدٍ سافر على سيادة وكرامة العراق».
البيان لفت إلى أنه بعد كل ما فعلته واشنطن في العراق، «نتفاجأ من أن زيارة رئيس الوزراء لم تتضمّن تنفيذ قرار إخراج القوات المحتلة الأميركية بشكل كامل، ونعدّ ذلك التفافاً على سيادة العراق وكرامة شعبه، والتفافاً على الدستور والقانون الذي يلزمه تنفيذ قرار مجلس النواب».
وأكد بيان فصائل المقاومة العراقية أن «عودة رئيس الوزراء من غير تحقيق قرار الشعب والبرلمان والحكومة، وما قطعه من وعد على نفسه معنا ومع القوى العراقية، بأن يكون رجل دولة بحجم العراق، يدافع عن سيادة بلده، وينهي الاحتلال الأميركي، فإن المقاومة العراقيّة الأبيّة التي خرجت من رحم العراق، وتنتمي إلى عشائره الأصيلة لها الحق القانوني والمشروع في حال لم يتفق على الانسحاب الكامل للمحتل، بالانتقال من مرحلة العمل المقاوم التدريجي السابق، ومنح الفرصة للحوار السياسي، إلى مرحلة التصعيد واستهداف كل المصالح الأميركية، وزلزلة الأرض تحت قواتهم المحتلة، ولن تنجو من استهداف نيراننا، مهما تحصنت وابتعدت عن مدننا».
يأتي ذلك بعدما أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال لقائه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة ملتزمة بخروج سريع لقوات التحالف الدولي من العراق خلال 3 سنوات.
وقال ترامب في كلمة الخميس: «انسحبنا بشكل كبير من العراق، وبقي عدد قليل جداً من الجنود، ولكننا هناك للمساعدة»، مضيفاً: «نتطلع إلى الانسحاب من العراق في اليوم الذي لا يكون هناك حاجة لوجودنا هناك».