الوطن

عشائر الرقة تطالب بوحدة شرق الفرات لطرد الاحتلالين الأميركيّ والتركيّ، وحلب تحتضن الملتقى الثالث للقبائل والعشائر السوريّة

دمشق: الحل الداخليّ سياسيّ وبيد السوريّين وحدَهم من دون أيّ تدخل خارجيّ

أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، أن «دولاً دائمة العضوية في مجلس الأمن عملت على تقويض العملية السياسية»، مشدداً على ضرورة أن «تبقى سورية من دون تدخل خارجي».

وقال الجعفري، في كلمة عبر الفيديو خلال جلسة لمجلس الأمن حول الوضع في سورية: «منذ أن اعتمد مجلس الأمن ما تسمّى العملية السياسية أساساً لحل الأزمة في بلادي تداعى البعض من الأعضاء دائمي العضوية في هذا المجلس بالذات إلى تقويض هذا النهج يوماً بعد يوم وشهراً بعد شهر وسنة بعد سنة إلى درجة تحوّل فيها بعض أعضاء هذا المجلس للأسف لاستخدامه عملياً لدعم الحرب الإرهابية على سورية وتبرير احتلال أراضيها والاستثمار في الإرهاب»، وذلك حسب وكالة الأنباء السورية «سانا».

وأكد أن «الحل هو سياسي بيد السوريين وحدهم من دون أي تدخل خارجي، حل يضع السوريون مقاساته بأنفسهم لحماية وطنهم من الضباع التي تروم به سوءاً وليس على مقاسات الإدارة الأميركية وأردوغان اللذين يحتلان أجزاء عزيزة من الأرض السورية».

وأضاف المندوب السوري: «تجدّد سورية مطالبتها الأمين العام ومجلس الأمن بالتحرك العاجل استجابة للشكوى المقدّمة بتاريخ 31-5-2020 وإدانة أعمال العدوان والاحتلال والتدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية السوريّة وكذلك الآثار الكارثيّة للإجراءات القسرية الأحاديّة التي تفرضها الإدارة الأميركيّة والاتحاد الأوروبي، ونؤكد أن هذه الإجراءات تمثل جريمة قتل متعمّد لشعوب الدول التي تطالها».

كما أكد الجعفري أن سورية تؤكد مجدداً أن «وجود القوات العسكرية التركية على الأراضي السورية هو عدوان واحتلال وانتهاك جسيم لمبادئ القانون الدولي وأحكام ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ العلاقات الودية وحسن الجوار بين الدول».

أقامت العشائر العربية في محافظة الرقة السورية «الملتقى الوطني السوري» لأبناء ووجهاء محافظة الرقة في الريف الشرقيّ المحرر من العصابات الإرهابية رداً على ممارسات «عصابات ما يسمّى قسد الانفصالية المدعومة من أميركا».

وأشار المجتمعون في الملتقى بالبيان الوطني الذي صدر باسم أبناء الشعب السوري الشرفاء لتعرّض سورية لحرب إرهابية غير مسبوقة تستهدف شعبها، وجيشها، ومؤسساتها، ومواردها الوطنية تقودها وتوجهها قوى خارجية بمساعدة بعض القوى الداخلية تسعى للقضاء على العيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد.

أكد محمد العبود، أحد وجهاء عشيرة السبخة (البوشعبان) العربية في ريف محافظة الرقة السورية المحرر، أن هناك بعض الممثلين عن بعض العشائر العربية في محافظات الحسكة والرقة ودير الزور يعملون ويصرّحون في صف تنظيم «قسد» الموالي للجيش الأميركي، وإن مثل هذه التصريحات هي خيانة للمصالح الوطنية العربية الحقيقية وللسلطة الشرعية في الجمهورية السورية.

وتابع العبود في تصريح بأن هذه التصريحات تعتبر «خيانة» لأنها تأتي في الوقت الذي تدافع فيه العشائر العربية في محافظة دير الزور «العكيدات» و»البكارة» بقوة وصلابة عن حقهم في أن يكونوا هم سادة أرضهم ويعملون جاهدين لطرد المحتلين الأميركيين وأعوانهم من بلادنا بقوة السلاح والإرادة.

وأضاف العبود أن استمرار تنظيم «قسد» في قمع سكان منطقة الجزيرة السورية والفرات بناءً على أوامر أسيادهم الأميركيين، الذين لا يهتمون بشيء إلا بالحفاظ على قدرتهم لسرقة نفطنا وغازنا وخيراتنا، حيث واصل الأكراد وبنشاط أكبر، تجنيدهم القسري علينا بأخذ أطفالنا وشبابنا بالقوة لتدريبهم في معسكراتهم، وقد أوهموهم أن الأكراد والتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب وحده القادر على «ضمان السلام» في المنطقة.

وأوضح العبود، حيث يتمّ تدريبهم على قمع الانتفاضة الشعبية العربية في منطقة شرق الفرات، وعلى حراسة المنشآت النفطية، حيث يتم تجنيد شبابنا وتحريضهم وخداعهم لينقلبوا على شعبهم، بحجة محاربة إرهابيي «داعش»، لكن لا أحد يخبر هؤلاء الشباب بالحقيقة أنهم أنفسهم الغاصبون لأرضنا قد خلقوا وزودوا الإرهابيين بالسلاح والمال والعتاد لتدمير بلادنا، أن هدفهم الحقيقي هو الحصول على مواردنا الطبيعية الوطنية.

مؤكدأ يجب عليناالسوريين والعربأن نتذكر ذلك ونحارب أي شكل من أشكال العدوان على جمهوريتنا العربية السورية، يجب أن تتحد القبائل العربية في جميع أنحاء سورية وأن تقف معًا ضد الغزاة، وعلى عرب محافظتي الحسكة والرقة الوقوف وقفة تاريخيّة ضد «قسد» غير الشرعية الغاصبة، لقد حان الوقت لنتذكّر من هو المالك الحقيقي لأرضنا والعمل على إعادة الأمن والسلام لها.

وأشار العبود إلى أنه لن نتمكن من إحلال السلام والنظام واستعادة مواردنا الطبيعية إلا حين تصبح المنطقة تحت سيطرة أبنائها. فقط الحكومة الشرعية في سورية، المنتخبة من قبل الشعب، هي القادرة على ضمان حياة كريمة لمواطنيها وضمان تنمية الاقتصاد والطب والتعليم والخدمات الاجتماعية وتشكيل الهيئات الإدارية. مصير بلادنا في أيدينا، مصلحتنا الكبرى تكمن في إنشاء سورية قوية ومزدهرة لنا ولأطفالنا، على عرب محافظتي الحسكة والرقة ألا يخونوا شعوبهم، وعليهم أن ينتفضوا على ظلم الغاصبين.

يُشار إلى أن المجتمعون في «الملتقى الوطني السوري» في الرقة أكدوا حرص أبناء سورية على وحدة الشعب، وتمسكهم بسيادة بلدهم وصيانته من كل عدوان مشدّدين على وحدة التراب السوري ووقوفهم إلى جانب انتقاضة الشرفاء في دير الزور ورفضهم لأي تدخل خارجي أو أي تدخل في الشأن السوري ودعمهم للجيش السوري وقوى الأمن الداخلي والقوى الرديفة وسعيهم الدائم لحل الأزمة سياسياً عبر الحوار.

وكانت مدينة حلب احتضنت الخميس، الملتقى الثالث للقبائل والعشائر السورية، بحضور ممثلين عن أكثر من 55 قبيلة وعشيرة عربية والذي حمل في دورته الحالية شعار «دعماً لانتفاضة العشائر ونصرةً لأبنائها في الجزيرة السورية ضد الاحتلالين الأميركي والتركي وعملائهما».

وركز الملتقى العشائري السوري، بالمجمل حول المحاور الرئيسية التي اختتم بها الملتقى السابق، والمتمثلة بدعم الجيش السوري والوقوف خلفه، والدعوة إلى الوحدة الوطنية والتماسك بين أبناء الشعب السوري، فيما تمحورت أبرز نقاط الملتقى التي أوضحها البيان الصادر عنه، حول مسألة رفض الوجود الأميركي في الجزيرة السورية، ودعم الحراك الشعبي الذي تشهده مناطق الجزيرة السورية الواقعة تحت سيطرة القوات الأميركية و»قسد» شرق الفرات.

وتضمن بيان الملتقى الذي أقيم في فندق «شهباء حلب» وسط إجراءات احترازية مشددة للوقاية من فيروس كورونا، نبذ الوجود الأجنبي غير المشروع في سورية بشكل عام سواء التركي أو الأميركي، ورفض العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد من قبل الولايات المتحدة، واستنكار محاولات بث الفتنة والشقاق بين القبائل العربية، من قبل «التحالف الدولي»، كما وجه ممثلو العشائر والقبائل مناشدة للرئيس السوري بشار الأسد لتشكيل مجلس للعشائر يكون رديفاً شعبياً تحت راية الجيش السوري.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى