لوكاشينكو يتّهم الولايات المتحدة بإدارة أعمال الشغب في بلاده ويرفض تلقي مكالمة هاتفية من رئيس المجلس الأوروبي
اتهم الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، الولايات المتحدة بـ»الوقوف وراء أعمال الشغب التي تشهدها بلاده مؤخراً عقب الانتخابات الرئاسية».
وأضاف لوكاشينكو في كلمة أمام عمال المجمع الزراعي «دزيرجينسكي»، أمس: «قيل إنهم سيفعلون ذلك. لقد تم إنشاء مركز خاص بالقرب من وارسو. نحن نراقب، ونعلم ما يفعله… عندما تبدأ الدبابات في التحرك، والطائرات تحلق، فهذا ليس من قبيل الصدفة».
وأوضح لوكاشينكو أن «بيلاروس بقيت الحلقة الأخيرة في خطط الغرب لإنشاء ممر بين البلطيق والبحر الأسود حول روسيا».
وأضاف رئيس بيلاروس: «أعدوا لنا هذه الفوضى، وفي الوقت الذي تخشى فيه روسيا أن تخسرنا، قرر الغرب سحبنا بطريقة ما إليه، مثلما نرى الآن، ضد روسيا».
بدورها أكدت موسكو في وقت سابق أن «أدلة على وجود تدخل خارجي مباشر وغير مباشر في الشؤون الداخلية لبيلاروس».
وانتقدت موسكو تصرفات الدول الغربية وتصريحاتها حول الوضع الذي تعيشه بيلاروس بعد فوز لوكاشينكو بالانتخابات الرئاسية التي جرت في التاسع من الشهر الحالي.
كما رفض لوكاشينكو، تلقي مكالمة هاتفية من رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، وفق ما أعلن مسؤول أوروبي.
ووفق معلومات نقلتها “رويترز” فإن لوكاشينكو يرفض حتى الآن، إجراء محادثة مع رئيس المجلس، ودور الوساطة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا بشأن الأحداث الداخلية في بيلاروس.
وقال مسؤول رفيع المستوى بالاتحاد الأوروبي أمس، بعد مكالمة هاتفية بين ميشال والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنه “في حين أن الرئيس الروسي منفتح على مهمة (وساطة) منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في الدولة المجاورة (بيلاروس)، فإن لوكاشينكو يعارضها”.
وبدأت الاحتجاجات الجماهيرية في بيلاروس في التاسع من آب، وذلك في أعقاب إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية، التي فاز بها رئيس الدولة الحالي، ألكسندر لوكاشينكو.
وأعلن ميشال في وقت سابق أن الاتحاد الأوروبي “سيفرض عقوبات قصيرة الأمد على المسؤولين البيلاروسيين المسؤولين عن حوادث العنف والتزوير في الانتخابات الرئاسية الأخيرة”، وفق تعبيره.
بدورها، أعلنت المعارضة في بيلاروس، أمس، عزمها مواصلة الاحتجاجات ضد حكومة الرئيس الكسندر لوكاشينكو، مشيرة إلى أنها “لا تزال في بداية الطريق”.
وقالت ماريا كوليسنيكوفا، عضو رئاسة “المجلس التنسيقي للمعارضة البيلاروسية”، في رسالة مسجلة: “نحن، البيلاروسيين، اخترنا طريق الاحتجاج السلمي والقانوني ورفضنا العنف، وهذا الطريق يستغرق وقتاً… نحتاج جميعاً إلى وقت من العمل الجاد والصبر. يجب أن نواصل التعبير عن رفضنا”.
وأضافت أن تغيير السلطة بطريقة سلميّة هو “ماراثون، والنظام غير قادر على مواجهة مقاومة طويلة الأمد”.
وقالت كوليسنيكوفا إن “المحتجين يحظون بدعم المجتمع الدولي، لكن الأهم من ذلك، هناك دعم لبعضهم البعض”.
تأتي هذه التصريحات في وقت أعلن فيه مكتب المدعي العام في بيلاروس، فتح قضية ضد المجلس التنسيقي للمعارضة، واتهمه بمحاولة الاستيلاء على السلطة والتسبب في الإضرار بالأمن القومي لبيلاروس.