أدرينالين على خشبة الحمراء… مسلكٌ من الإنسانيّة بالحماس والأداء
محمد سمير طحان
بدأت اليوم أمس، العروض الجماهيريّة للعرض المسرحيّ أدرينالين على خشبة مسرح الحمراء إخراج زهير قنوع الذي كتبه بالشراكة مع يارا جروج ومن إنتاج المسرح القوميّ في مديرية المسارح والموسيقى في وزارة الثقافة.
العرض الذي يمتدّ على حوالي ساعة من الزمن يقتحم المستقبل القريب من خلال موضوع الجريمة الإلكترونية وآثارها على العالم مع السعي لكشف خفايا الجشع والشرور لدى الإنسان الساعي للشهرة والمال بأي وسيلة متاحة.
يرتكز العرض على تقديم الشرّ بنسب متفاوتة بين شخصياته غير المنتمية لمكان محدّد والتي تولد نوعاً من الصراع للبقاء أو الفوز بالمال مع تنحية متعمّدة للخير الإنسانيّ إمعاناً في دق ناقوس الخطر المقبل عبر العالم الافتراضي الذي تزداد هيمنته على البشرية.
ومن الناحية التقنية استفاد المخرج قنوع من خبرته السينمائية والتلفزيونية في خلق فرجة مسرحية مختلفة عبر إدخال الشاشة على مجريات العرض بطريقة توظيفية من خلال إطلالات إحدى شخصيات العرض التي لعبت دورها الممثلة ديمة قندلفت وهي متزعّمة العصابة ومرة ببعد آخر من خلال الدخول إلى عالم البثّ المباشر للجريمة الإلكترونيّة التي تجري على الخشبة.
وعن العرض قال المخرج قنوع في تصريح صحافي له: العنصر السينمائي فرض نفسه على العرض بسبب موضوع الجريمة الإلكترونية الذي نقدمه من خلال عصابة تبثّ برنامجها على الهواء مباشرة وهي تمثل العالم الافتراضي ومخاطره فنحن نتعامل مع أشخاص ونعقد معهم الشراكات والاتفاقات عبر وسائل التواصل الافتراضيّة من دون أن نلتقي معهم.
وأوضح قنوع أن دوره في المسرح مرهون بوجود مقومات هذا الدور من ظرف إنتاجي مناسب وتوفر الوقت لديه للعمل مع فريق عمل متناغم، مبيناً أنه متفرّغ للعمل السينمائي والتلفزيوني.
الممثل اسماعيل ديركي الذي جسد شخصية أحد زعماء العصابة بكثير من الحرفية بعد انقطاع عن العمل في المسرح لسنوات عدة قال: النص يتضمن جرعة عالية من الحماس والعنف وهذا حتم علينا تناوله بالطريقة التي نقدمها فيه من ناحية الأداء، رغم أن العرض لا يدفع باتجاه العنف بل ينبه لضرورة الابتعاد عن الظواهر المؤدية له.
أما الممثلة الشابة سيرينا محمد فقدّمت دوراً مختلفاً عن كل مشاركاتها المسرحية السابقة، معتبرة أن هذه التجربة ممتعة ومغرية لخوضها من خلال فكرة العرض وما تشكله من ضرورة ملحّة لتقديمها في ظل ما يفقده البشر من إنسانيتهم وما يتعرّضون له من جرائم الكترونية مرتبطة بكبسة زر ربما تتحكم بمصير الفرد.
وجسّد الممثل الشاب أوس وفائي شخصيّة أحد أفراد العصابة حيث وصف هذه التجربة بالمختلفة بكل تفاصيلها عن كل تجاربه السابقة وتحكي عن الحداثة والمستقبل مع اتجاه الحياة لأن تكون افتراضية بشكل كبير.
الممثل الشاب سليمان رزق أكد أن العرض ينبّه لمخاطر العالم الإلكتروني وخاصة لجيل الشباب مع التكهن بما سيحدث مستقبلاً، مبيناً أن مشاركته في العرض تعتبر نقلة نوعية له في المسرح.
شارك في أداء أدوار المسرحية كل من الممثلين الشابين سمير شماط وسامر سفاف اللذين جسداً شخصيتين من أفراد العصابة.