تظاهرات في بغداد تنديداً بالأوضاع المعيشيّة والاغتيالات.. وقوات التحالف الدولي تغادر قاعدة التاجي وتسلّمها إلى الجيش العراقيّ
الكاظمي يتعهّد من البصرة بالاقتصاص من القتلة
تعهّد رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، بالقصاص من قتلة الناشطين العراقيّين خلال لقاء عائلة الناشطة المدنية الطبيبة ريهام يعقوب، التي اغتيلت في محافظة البصرة.
ونقل المكتب الإعلاميّ لمكتب رئيس الوزراء العراقي قوله «أقسم بدم الشهيدة أن المجرمين لن يفلتوا من العقاب مهما طال الزمن، وإن دماء الشهيدة والشهيد هشام الهاشمي، والشهيد تحسين أسامة لن تذهب هدراً»ً.
وأضاف الكاظمي خلال اللقاء «إن كلمات الشهيدة ريهام قد أدخلت الرعب على قلوب المجرمين الجبانة، وإن أعمالها المجتمعيّة الخيريّة قد أرجفتهم، وجعلتهم يركبون العار، فأي دناءة أشد من هذه البشاعة، لكن فألهم الخائب قد انقلب مندحراً، وتحولت الشهيدة الشابة في ربيع عمرها الى أيقونة للبصرة».
وغرّد رئيس الوزراء العراقي عبر موقع «تويتر» عقب الاغتيال، قائلا «أقلنا قائد شرطة البصرة وعدداً من مدراء الأمن بسبب عمليات الاغتيال الأخيرة، وسنقوم بكل ما يلزم لتضطلع القوى الأمنية بواجباتها».
وتابع الكاظمي «التواطؤ مع القتلة أو الخضوع لتهديداتهم مرفوض وسنقوم بكل ما يلزم لتقوم أجهزة وزارة الداخلية والأمن بمهمة حماية أمن المجتمع من تهديدات الخارجين على القانون».
يشار إلى أن ريهام يعقوب هي إحدى الناشطات في الاحتجاجات العراقية، ونظمت فعاليات نسوية رياضية، كما تدير مركزاً رياضياً في المحافظة العراقية.
إلى ذلك، أغلق متظاهرون أوتوستراد محمد قاسم في العاصمة بغداد، واقتحم محتجّون البوابة الأولى لوزارة المالية.
وأيضاً نظمت أسر ضحايا تظاهرات ذي قار في جنوب العراق، وقفة احتجاجية للمطالبة بالقصاص من المسؤولين عن إراقة دماء أبنائهم. الوقفة الاحتجاجية كانت أمام محكمة استئناف ذي قار الاتحادية، بعد أن سلمت اللجان التحقيقية الملف إلى القضاء.
ويندّد المتظاهرون بالأوضاع المعيشية، وبحوادث الاغتيالات التي يشهدها بعض المناطق العراقية، ولا سيّما البصرة.
هذا واقتحم متظاهرون دائرة صحة بابل مطالبين بإقالة المدير العام محمد الجعيفري، والجهات المعنية في الدائرة، وذلك بسبب ارتفاع معدلات الإصابة والوفيات بفيروس كورونا، وسوء الإدارة والفساد الإداري، وللمطالبة بمحاسبة المقصرين ووصول تعزيزات أمنيّة للسيطرة على الموقف.
وأقدم المتظاهرون الجمعة على إضرام النيران في محيط مكتب مجلس النواب في محافظة البصرة قبل أن تسيطر عليه مديرية الدفاع المدني.
هذا واقتحم مئات المحتجين مكتب مجلس النواب العراقي في محافظة البصرة، جنوبي البلاد، وأضرموا النار به، رغم محاولات القوات الأمنيّة في تفريقهم، ما أسفر عن احتراقه بالكامل، تنديداً بعمليات الاغتيال المتفاقمة التي طالت أبرز الناشطين المشاركين في الاحتجاجات الشعبية المطالبة بفرض العمل والخدمات.
ميدانياً، أعلن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، أمس، مغادرة قاعدة التاجي شمالي العاصمة العراقية بغداد، لافتًا إلى أنه سلم مواقع تدريبية بقيمة 347 مليون دولار للقوات العراقية.
وقال بيان للتحالف الدولي، «قامت قوة المهام المشتركة – عملیة العزم الصلب بتسلیم الموقع الذي تشغله قوات التحالف في معسكر التاجي في العراق إلى قوات الأمن العراقیة في مراسم أقیمت في 23 آب/ أغسطس 2020».
وأضاف البيان «لقد تمّ تسلیم الموقع المخصص لقوات التحالف إلى الجانب العراقي بفضل النجاحات التي حققتها قوات الأمن العراقیة في الحملة المستمرة لهزیمة داعش».
وتابع: «قام التحالف بتسلیم ما یعادل مبلغ 347 ملیون دولار من معدات وأصول ومرافق في معسكر التاجي إلى حكومة العراق. كانت هذه أعلى قیمة مادیة بالدولار لأي من القواعد التي تمّ تسلیمها».
وكان رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أكد الجمعة الماضي، أن لقاءه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان مهماً وناجحاً، لافتاً إلى أن كلا الطرفين خرجا مرتاحين من هذا اللقاء.
ولفت الكاظمي إلى أنه «لأول مرة يرى مواقف أميركية واضحة ومتفهمة لمطالب الحكومة العراقية»، مشيراً إلى أن «الرئيس ترامب أكد أن القوات الأميركية ستنسحب من العراق خلال الثلاث سنوات المقبلة، وهم يبحثون انتشارها خارج العراق».
وجدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخميس الماضي تعهده بسحب العدد القليل المتبقي من القوات الأميركية بالعراق، لكنه قال إن واشنطن ستظل مستعدة للمساعدة إذا قامت إيران المجاورة بأي عمل عدائي.
وقال ترامب في أول اجتماع له برئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، إنه يتطلع إلى اليوم الذي تخرج فيه القوات الأميركية من العراق، لكنه قال إن شركات أميركية تبرم بالفعل «صفقات نفطية كبيرة للغاية» هناك، وقال للصحافيين «سنغادر قريباً… لدينا عدد قليل للغاية من الجنود في العراق… لكننا هناك من أجل المساعدة. ورئيس الوزراء يعلم ذلك… إذا فعلت إيران أي شيء سنكون هناك لمساعدة الشعب العراقي».