تصاعد عمليات استهداف عناصر «قسد» شرقي سورية.. والاحتلال الأميركيّ يدخل 50 آلية محملة بالعتاد العسكريّ
دمشق: مناقشة «تعديل الدستور» تنطلق في جنيف اليوم.. والابتزاز التركيّ بقطع المياه عن أهالي الحسكة مستمرّ من محطـة علوك
توجّه وفد الحكومة السورية إلى جنيف للمشاركة في الجولة الثالثة المصغرة لـ»اللجنة الدستورية» لمناقشة تعديل الدستور السوري التي تبدأ أعمالها اليوم الإثنين وتستمر حتى الجمعة المقبل.
ويتشكل الوفد الحكومي من الدكتور أحمد الكزبري (رئيساً مشاركاً للجنة)، وعدد من الأعضاء.
وخضع الوفد لفحص PCR قبل مغادرته دمشق صباح أمس، على أن يخضع لفحص آخر فور وصوله إلى جنيف وقبل التوجّه إلى مقر إقامته.
ولا يرافق وفد الحكومة السورية هذه المرة وفد إعلامي سوري، نظراً للإجراءات السويسرية الصارمة تجاه الوافدين الذين يخضعون لفترة حجر مدتها 14 يوماً، وتم استثناء الوفود المشاركة حصراً.
وتتألف اللجنة المصغّرة من 45 عضواً، 15 للوفد الحكومي، و15 لممثلي المجتمع المدني، و15 للمعارضات، ومن رئيسين هما د.أحمد كزبري عن الوفد الحكومي، وهادي البحرة عن وفد المعارضات، ويشارك في الجلسات المبعوث الأممي الخاص لسورية، غير بيدرسون، بصفة مسير أعمال اللجنة.
يذكر أن هذه الجولة هي الثالثة للجنة المصغرة المنبثقة عن لجنة مناقشة تعديل الدستور، والتي تضمّ 150 عضواً، خمسون عن كل طرف من الأطراف الثلاثة المشاركة.
وكان بيدرسون، أعلن قبل أيام أن اجتماع اللجنة الدستورية سيتم بناء على اتفاق طرفي الأزمة الحكومة والمعارضة، وهو الأول بينهما لوضع الأسس الدستورية.
وأضاف: «الأسس الدستورية ستكون بناء على احترام ميثاق الأمم المتحدة ووحدة سورية وسيادتها وسلامة أراضيها».
ولفت إلى أنه ستعقد الجولة الثالثة للجنة الدستورية السورية في جنيف في 24 أغسطس، بحضور وفدين أحدهما عن المعارضة والثاني عن الحكومة السوريين.
إلى ذلك، استمرّت معاناة الأهالي في مدينة الحسكة من نقص المياه، بعدما استخدم الاحتلال التركي ومرتزقته، ورقة الابتزاز المائي.
استخدمت المجموعات المسلحة سلاح المياه والتعطيش في الحرب السورية ضد دمشق وحلب، واليوم تستخدمه أنقرة ضد مليون سوري في الحسكة، بعدما أغلق مسلحون تدعمهم أنقرة محطة «علوك» مصدر ماء الشرب الوحيد لمدينة الحسكة وأريافها، في ما يمكن أن يرقى إلى جريمة ضد الإنسانية لابتزاز الدولة السورية وللضغط على «قسد»، وربما لتبرير احتلال أراضٍ سورية جديدة.
أكثر من مليون سوريّ يذوقون مرارة فصل جديد من العطش، وهذه المرة باستمرار قطع المياه لثلاثة أسابيع في بعض المناطق.
ورقة المياه التي باتت رهينة البازار السياسي بين قسد وأنقرة، منذ احتلال الأخيرة مدينتي رأس العين وتل أبيض خلال عملية «نبع السلام»، تستغلها تركيا لابتزاز دمشق والضغط عليها لتخديم مناطق تحتلها في عمق الأراضي السورية، بعدما استنكفت عن ذلك.
على الصعيد الميداني، تشهد مناطق سيطرة الجيش الأميركي وتنظيم «قسد»، توسعاً ملحوظاً في عمليات استهداف عناصر التنظيم وأعوانه والمتعاونين معهما في مناطق شرق الفرات.
وأفاد مراسل «سبوتنيك» في محافظة الحسكة نقلاً عن مصادر أهلية في الرقة بأن القيادي بما يسمّى «مكافحة الإرهاب» في «قسد»، وهو ينحدر من مدينة عين العرب في ريف حلب، قتل بانفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارته مع إصابة عدد آخر من العناصر بالقرب من المشفى الوطني في مدينة الطبقة في ريف الرقة.
وتابعت المصادر: كما شنّ مجهولون فجر الأحد (23 آب/ أغسطس)، هجوماً على مركز تابع لمسلحي تنظيم «الاسايش»، وهو الذراع الأمني لتنظيم «قسد»، في قرية أبو قبيع غربي محافظة الرقة ما أدّى لمقتل عنصرين منهم وإصابة آخرين بجروح بليغة.
وأضافت المصادر أن عنصراً آخر قتل في هجوم ثالث استهدف مواقع تنظيم «قسد» في حي الجزرة بالقرب من معامل البلاط في مدينة الرقة.
إلى ذلك أكدت مصادر محلية وأهلية في محافظة الرقة لـ»سبوتنيك» بأن تنظيم «قسد»، بدأ أمس، حملة اعتقال جديدة للشبان، حيث أقدم التنظيم على نشر عناصر مسلحين تابعين له مما يسمّى «الشرطة العسكرية» على عدد من الحواجز على أطراف مدينة الرقة لاعتقال الشبان بذريعة سوقهم إلى معسكرات «التجنيد الإجباري».
وفي ريف دير الزور الشرقي أكدت مصادر عشائرية لمراسل «سبوتنيك» في الحسكة مقتل مسلح من تنظيم «قسد» برصاص مجهولين في قرية العزبة، في حين قتل المدعو محمد حمد المجيد والذي يعمل بصفة مدنية مع تنظيم «قسد» برصاص مجهولين في قرية درنج شرقي دير الزور.
كما أقدمت مجموعة من المسلحين المجهولين على اقتحام أحد المنازل في بلدة البصيرة في ريف دير الزور الشرقي، وقاموا بقتل الشقيقتين أمية وأسماء هاشم الجميل بحارة العواصي في البلدة من دون معرفة الأسباب، بحسب المصادر.
وبيّنت المصادر أن قرى وبلدات ريف دير الزور تسجل بشكل يومي حالة قتل أو استهداف أو خطف لمسلحي تنظيم «قسد»، ممن يتهمهم السكان المحليون بارتكاب جرائم بحقهم.
وتسود مناطق دير الزور والحسكة والرقة الواقعة تحت سيطرة الجيش الأميركي حالة غضب ورفض شعبي مع توسع المقاومة الشعبية العشائرية ضد ممارسات تنظيم « قسد» والاحتلال الأميركي في مناطقهم.
وفي سياق متصل، أفادت وكالة «سانا» السورية الرسميّة، السبت، بأن الاحتلال الأميركي أدخل رتلاً يضم نحو 50 آلية عسكرية تحمل عتاداً عسكرياً ومواد لوجستية إلى قواعده في ريف الحسكة شمال شرق سورية.
ونقلت الوكالة عن مصادر أهلية في قرية السويدية في ريف الحسكة أن «قوات الاحتلال الأميركي أدخلت رتلاً مؤلفاً من 50 آلية عسكرية محملة بمعدات عسكرية ومواد لوجستية إلى الأراضي السورية قادمة من العراق عبر معبر الوليد غير الشرعي».
وأشارت المصادر إلى أن الرتل يضم أيضاً شاحنات وصهاريج نفط وناقلات يرافقها عدد من المدرعات.
وشدّدت «سانا» على أن الرتل نقل هذه المعدات إلى «القواعد غير الشرعية» للجيش الأميركي في المنطقة استمراراً لـ»خرق القوانين والمبادئ الدولية».
وصادق الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أواخر العام 2019 على خطة لسحب قوات بلاده المنتشرة سابقاً في سورية، إلا أنه قرّر لاحقاً نتيجة ضغط من قبل أعضاء إدارته إبقاء نحو 1000 عسكري لضمان السيطرة الأميركية على حقول النفط التي تمّ الاستيلاء عليها شمال شرق البلاد.
وتقول دمشق إن قوات الجيش الأميركي أدخلت خلال الأشهر الماضية آلاف الشاحنات المحملة بأسلحة ومعدات عسكرية ولوجستية إلى الحسكة عبر المعابر «غير الشرعيّة» لتعزيز وجودها في منطقة الجزيرة السورية و»لسرقة النفط وغيره من ثروات وخيرات البلاد بالتعاون والتواطؤ مع أدواتها من المجموعات المسلحة والإرهابيين الذين تدعمهم في تلك المناطق».