«مشاكل وحلول» في تلفزيون لبنان يجتهد رغم الفجور الإعلامي!
} جهاد أيوب
في زحمة الثرثرات اللبنانية عبر فضاء إعلامي مأجور، ويشجع على القتل، وافتعال الجريمة بحق الوطن والجار، ومن بين كثافة المنظرين والمنافقين، والراقصين على جثث تراب البلد خاصة بعد انفجار المرفأ يطل الزميل نقولا حنا عبر برنامجه اليومي «مشاكل وحلول» إخراج باسم جابر من على شاشة يتيمة الأب والأم، شاشة تصارع كي يبقى الوطن للجميع، وتحاول أن لا تكون طرفاً، رغم حزبية وعنصرية كل شعوب هذا اللبناني، هي شاشة «تلفزيون لبنان»!.
يطلّ نقولا بتهذيبه المعهود مع كل ضيوفه رغم اختلافهم الفكري، والعقائدي، والوظائفي، والديني والحزبي، يبقي خيطاً رفيعاً وأنيقاً من الاحترام والود والتقدير، ولا يذهب إلى الرخص في الضحك الماجن، وخفة العقل، والخفة الوطنية في تحمل المسؤولية كما يفعل غيره. هو يدرك صار الوقت وصار بدها تغيير، ولكنه لا يغامر بسمعته كصاحب تجربة من الكتابة إلى الإذاعة والشاشة، هو يفقه بأن صار بدّها وقت محترم، وجهود وطنية تلمّ الشمل، لذلك برنامجه وحضوره لا يتطلبان قلة التهذيب والفهم والإدراك الوطني!
يحاول نقولا بما بين افكاره، وبحدود المكان المنطلق منه وطنياً، يحاول أن يتطرّق إلى كل المواضيع، يناقش، يحاول ويسعى إلى أن يقدّم الحلول، ولكننا في لبنان نصارخ ولا نعرف الحلول!
برنامج «مشاكل وحلول» اليوم، وفي هذه المهمة الصعبة يدرك خطورتها، وخطورة مخاطبة أناس لا يصدّقون دولتهم، ومع ذلك استطاع أن يواكب الناس في أزمتهم هذه، اختلف عن كل ما يقدّم على شاشات يقال إنها لبنانية، وفي الحقيقة تتسابق على الفجور الكلامي، وادعاء الفهم، هنا البرنامج بسيط لا يتعمد التنظير، ويقدم معلومة ومشاكل، ويحاول مجتهداً أن يحل ما أمكن!
البرنامج يحتاج إلى نفضة في الإعداد، وفي فريق الإعداد، وفي توقيت العرض مع أن توقيته بعد الانفجار أصبح لائقاً!
البرنامج يحتاج إلى مساحة أوسع من الحرية، خاصة أن مقدمه يدرك حدود مكانه والحرية، فلا خوف إذا أتيحت مساحة أوسع في طرح الأمور. فالنتيجة مضمونة لصالح البرنامج والحكمة!
فريق عمل مشاكل وحلول بما حمل يجتهد بقدر المستطاع، ويسعون إلى خدمة الناس لا التنافس في تشرذم الناس كما غيرهم في إعلام يجترّ الانتحار يومياً، يسعون إلى الشراكة في قضايا الوطن لا أن يشربك الوطن بحجة حرية الرأي لصناعة الأبطال الكرتونية البهلوانية الإعلامية !
«الإعلام الفاجر لا يصنع حرية، بل يساهم في قتل الحرية بعد أن استغلها»، وتلفزيون لبنان يفهم جيداً دوره في هذه الحرية اللبنانية إلى أن يجد الأب والأم فالخال، مهما كان حسناً ومشرقاُ في تعبه لا يحل مكان الأب والأم. و»مشاكل وحلول» يصارع كي يحترم الوطن والعقول فيه، والزميل نقولا حنا وفريقه يجتهد ويحاول أن ينجح في زمن صعب التنافس بين اللاجئين والفاجرين إعلامياً!