ماجد حلاوي.. العقيدة المتوهّجة حتى الرمق الأخير
} عباس فاخوري
الرفيق ماجد حلاوي طاقة ثقافيّة وإعلامية، نهل من فكر سعاده وتراثه وآمن بالحزب فكرة وحركة تتناولان حياة أمة بأسرها..
كان مفعماً بالحياة، وهو الذي اعتبرها كلها حياة صراع من أجل قضية آمن بها وناضل في سبيلها بنشر الوعي والفكر، وكان دائم الفرح حتى في أحلك الظروف وأشدها صعوبة.
كان دوماً يتحدث عن الأمل لقناعته بأننا «لو فررنا من النصر فما استطعنا لأنه القضاء والقدر»، وهذا ليس غريباً على من اعتنق العقيدة السورية القومية الاجتماعية واختزنها في روحه ومارسها قولاً وفعلاً، هذه العقيدة اتقدت في داخله ولم تخفت لها نار بل بقيت متوهّجة حتى الرمق الأخير..
كان صلباً في مواقفه، وهو الذي نقرأ في كتاباته تحفيزاً على الدفاع عن الحق في مواجهة مغتصبيه، ورفض للفساد والطائفية والانقسامات الاجتماعية..
لقد خلع لباس العائلة وجسّد في سلوكه ومناقبيته إنسان المجتمع عن قناعة وايمان، وآمن بالتغيير المجتمعي عن طريق العقل، وآمن أيضاً بأن القوة هي القوة الفصل في إثبات الحق القومي أو إنكاره..
رحل الرفيق ماجد، لكن ذكراه باقية، فهو المناضل القومي والمثقف المتمسك بقناعاته وهو الصحافي والكاتب الذي أصدر العديد من المؤلفات أبرزها كتاب «الأكذوبة التاريخية» الذي يلقي الأضواء على أكذوبة «الهلوكوست» او ما يُعرف بمحرقة اليهود، وهو الكتاب الذي ترك أثراً كبيراً بين أبناء شعبنا وكان مرجعاً للكثير من الباحثين والصحافيين..
منذ أسابيع ودعنا الرفيق ماجد حلاوي، صاحب السيرة العطرة، الذي اورثنا الأمل بحياة أفضل لأبناء أمتنا الجريحة، حياة ركائزها الحق والخير والجمال، حياة مقاومة وعزة وكرامة وعنفوان، لأننا أبناء الحياة ونؤمن بأنها وقفة عزّ..