المطلوب تحقيق جدّي بدءاً بالرؤوس الكبيرة
خالد الداعوق*
لا شيء يعوّض الأرواح والآلام والجراح التي لا تزال نازفة نتيجة الانفجار المروع في مرفأ بيروت. كلّ الماديات لا تقدّم ولا تؤخر في حضرة الفاجعة الدامية التي ألمّت بالعائلات البيروتية، وكلّ العائلات بيروتية سواء كانوا من أبناء بيروت أو من المقيمين أو العاملين فيها.
هنا لا مجال للنقاش، فالألم كبير وكبير جداً. ولكن مع الأسف الشديد لا نجد أنّ التعاطي الرسمي مع هذه الكارثة هو على المستوى المطلوب، خاصة لجهة البطء في التحقيق، علماً أنّ هناك على الأقلّ ما هو واضح ومعروف لناحية المسؤولين عن السماح بدخول الباخرة المحمّلة بـ 2750 طن من نيترات الأمونيوم إلى مرفأ بيروت في العام 2013 ثمّ تفريغ حمولتها في العام 2014 وتخزينها في العنبر رقم 12 طيلة ستة أعوام.
هذا الجانب لا يحتاج إلى تحقيق واستجوابات وما إلى ذلك من إجراءات روتينية. المسؤولون معروفون على اختلاف مستوياتهم، احسموا هذا الأمر سريعاً وبعد ذلك خذوا الوقت الكافي في الجوانب الأخرى التي تحتاج إلى تحقيقات موسّعة داخل لبنان وخارجه، لا سيما في ما يتعلق بخط سير الباخرة والمحطات التي انطلقت منها أو رست فيها قبل وصولها إلى مرفأ بيروت، وسبب مجيئها إلى بيروت، ثم بعد ذلك التحقيق في السبب الذي أدّى إلى انفجار نيترات الأمونيوم المخزنة في العنبر رقم 12 والذي أدّى إلى هذه الكارثة الكبيرة التي تفوق بأضعاف مضاعفة قدرة لبنان على التحمّل.
لدينا إذن حلقة من حلقات التحقيق لا لبس فيها ولا التباس، والمطلوب على الفور استدعاء كلّ من كانت له علاقة بهذا الأمر سواء كان رئيساً أو وزيراً أو قاضياً أو موظفاً كبيراً أو صغيراً، والأفضل البدء من الكبار هذه المرة، على الأقلّ هذه المرة، وإظهار الجدية في ملاحقة القضية، وجعل الناس يلمسون هذه الجدية خاصة أولئك الذين لهم علاقة مباشرة بما حصل…
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*أمين عام منبر الوحدة الوطنية