موسكو ستستخدم جميع القنوات السياسيّة المتاحة لحل أزمة المياه في الحسكة.. وتكشف أن الإرهاب يزداد وسط سورية
دمشق تدين جرائم تركيا بقطع المياه عن الحسكة وريفها
دانت وزارة الخارجية السورية ما أسمته بـ «الجريمة المستمرّة التي يرتكبها النظام التركي» بقطعه مياه الشرب عما يزيد عن مليون مواطن في مدينة الحسكة وجوارها.
وجاء في بيان وزارة الخارجية: «ندين بأشدّ العبارات الجريمة المستمرة التي يرتكبها النظام التركي بقطعه مياه الشرب عما يزيد عن مليون مواطن سوري في مدينة الحسكة وجوارها».
وأضافت في البيان: «النظام التركيّ وأدواته وبمباركة من الإدارة الأميركيّة قام باستخدام المياه كسلاح حرب ضد المدنيين السوريين من نساء وأطفال وشيوخ وهذا يشكل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الإنساني الدولي واتفاقيات جنيف».
وأضاف البيان: «تحذّر سورية من استمرار هذه الكارثة وتنبّه الأطراف التي تدّعي حرصها على القانون الإنساني الدولي وعلى حياة المواطنين المدنيين من مغبة استمرار استخدام المياه كوسيلة حرب».
كما أكدت الوزارة في بيانها أن «سورية تطالب أصحاب الأصوات التي ارتفعت دون أن تهدأ بما في ذلك في منظومة الأمم المتحدة وخاصة مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية بأن تكون على مستوى المسؤولية وتثبت احترامها لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والشيء ذاته ينطبق على دول الاتحاد الأوروبي وقياداته».
ويعاني أكثر من مليون ونصف المليون مواطن في مدينة الحسكة وجوارها من قلة المياه، «جراء استمرار القوات التركيّة والجماعات المسلحة السورية الموالية لأنقرة بقطع المياه عن أكثر من مليون مدني في الحسكة»، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام محلية.
وفي السياق، قال أندريه باكلانوف، مستشار رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، «ما يحدث في الحسكة مصدر قلق كبير بالنسبة لنا لسببين: أولاً، الوضع في حدّ ذاته صعب للغاية وغير مقبول ويتعارض تماماً مع قرارات الأمم المتحدة، لا سيما قرارات الجمعية العامة لعام 2010، التي نصّت بوضوح على أنه لا يمكن استخدام المياه لأغراض سياسية، وهذا يُعتبر عملاً غير إنساني، بل وإجرامي».
وأضاف باكلانوف: «هناك اتفاقيات بين تركيا وسورية لحل كل المشاكل المتعلقة بالمياه. الآن هذا لا يُعمل به بسبب توتر الوضع العسكري والسياسي، ولكن توجد قوانين للعمليات العسكرية، وقوانين إنسانية، إلا أنها تتعرّض للانتهاك بشكل واضح وخطير…
السبب الثاني والأكثر خطورة، هو أن جميع دول الشرق الأوسط باستثناء ليبيا غير مزوّدة بالموارد المائية المستقبلية، وبالتالي بسبب المياه، يجب عمل كل شيء في القرن الحادي والعشرين لمنع الأعمال العدائية في الشرق الأوسط. ومن الضروري الآن حلّ هذه المشكلة المعقدة جداً في الحسكة لمنع انتشار الاستخدام الإجرامي للمياه في صراعات أخرى في المنطقة».
وبخصوص الدور الروسي، تابع باكلانوف: «أعتقد أن روسيا ستستخدم القنوات السياسية للتفاوض مع جميع الأطراف التي لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بهذه القضية… نحن الآن بصدد تطوير مجموعة من الإجراءات الوقائيّة، ربما سنعيد إنشاء لجنة متعدّدة الأطراف للتعامل مع مسألة موارد المياه في الشرق الأوسط من أجل منع هذا النوع من الانتهاك في المستقبل».
واعتبر باكلانوف أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية الأخرى منعت الأنشطة الإيجابية في الشرق الأوسط، بسبب التناقضات الحادة بين الأعضاء الرئيسيين في مجلس الأمن والأمم المتحدة قائلاً: «رأينا عجز كل هذه المنظمات عند النظر في الملف الكيماويّ المتعلق بسورية ووجود معلومات كاذبة بشأن الاستخدام المزعوم للأسلحة الكيميائية هناك… ثم اضطرت روسيا بعد ذلك إلى استخدام آلياتها السياسية الخاصة لحل هذه المشكلات… والمنظمات الدولية، للأسف، الآن هي في حالة سيئة وغير قادرة على تقديم المساعدة لحل هذه القضايا.
ميدانياً، أعلن المتحدّث باسم القوات الروسية العاملة في سورية، أمس، عن زيادة ملحوظة في نشاط المسلحين وسط سورية وظهور الغالبية بعد العفو من «إدارة شمال شرقي سورية» التي تسيطر عليها الولايات المتحدة.
وقال المتحدث: «يعرقل الإرهابيّون عودة الحياة الاجتماعية والاقتصادية في سورية بما يقومون به من أفعال، كما يعطلون إقامة علاقات بين القبائل العربية المحلية ودمشق، هذا وضع يعود بالفائدة على الولايات المتحدة أولاً، وسيسمح لها بتبرير وجودها في شرقي سورية».
وأضاف المتحدّث: «يعمل المسلحون على زعزعة استقرار الأوضاع في المنطقة من خلال عملية تخريب خطوط النقل والمنشآت النفطية في سورية، والهجوم على دوريات ومواقع الجيش السوري. في الـ 18 من شهر آب/ أغسطس لقي المستشار العسكري الروسي الجنرال غلادكيخ مصرعه نتيجة انفجار عبوة ناسفة في محافظة دير الزور».
وأكمل «عصابات «داعش» وسط سورية ينضم إليها مسلحون تدربوا في الأراضي التي تحتلها الولايات المتحدة في منطقة التنف والفرات السوري».
وتابع قائلاً: «شهد الشهر الماضي في منطقة تعرف بـ «الصحراء البيضاء» وسط الجمهورية العربية السورية زيادة ملحوظة في نشاط التشكيلات المسلحة المكوّنة من عناصر تنظيم «داعش» السابقين، في الوقت نفسه، معظم المسلحين ظهروا في المنطقة بعد «العفو» الذي أعلنته ما يعرف بـ «الإدارة الذاتية لشمال شرقي سورية» التي تسيطر عليها الولايات المتحدة».
وشدّد على أن «عملية «الصحراء البيضاء» بسورية ستستمر ضد فلول العصابات حتى القضاء على الجماعات المسلحة التي تسيطر عليها الولايات المتحدة».
المتحدث باسم القوات الروسية أكد أن الجيش السوري قام بعملية واسعة النطاق بمشاركة مستشارين روس ضد المسلحين وسط البلاد في الفترة من 18 إلى 24 اغسطس/ آب.
وأضاف المتحدّث: «أدّت الضربات للقوات الجوية الروسية والقوات الجوية السورية ونيران المدفعية وعمليات الاستطلاع والبحث ذات الأغراض الخاصة في «الصحراء البيضاء» إلى تصفية 327 مسلحاً وتدمير 134 ملجأ و17 نقطة مراقبة و7 مخازن عتاد و5 مخازن تحت الأرض للأسلحة والذخيرة».