روحانيّ يعلن إمكانيّة التفاوض مع واشنطن حال عودتها للاتفاق النوويّ الحالي والوكالة الدوليّة للطاقة الذريّة تؤكد أنّ إيران شريكة بناءة ولن تتأثر بالضغوط
أعلن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أمس، أن بلاده قد تخوض مفاوضات مع الولايات المتحدة حول صفقة نووية جديدة في حال عودة الإدارة الأميركية للاتفاق الحالي الذي انسحبت منه.
وقال روحاني، في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون الإيراني: «سياسة الضغوط القصوى التي تنتهجها واشنطن ضد إيران فشلت بنسبة 100% حيث كان الهدف منها جر إيران إلى طاولة المفاوضات وهي في حالة ضعف».
وأضاف الرئيس الإيراني: «كانت واشنطن ترمي إلى إجبارنا على المفاوضات عبر تقوية الدولار وإضعاف الريال الإيراني، لكنها أدركت أن هذا الأمر غير ممكن… أميركا أرادت خلق أزمة في إيران وأن يحتجّ الإيرانيون في الشوارع، لكن سياستها مُنيت بهزيمة ساحقة».
وشدّد: «إذا كانت إدارة ترامب تريد اتفاقاً معنا فإنه يتعيّن عليهم والحال هكذا العودة إلى الاتفاق (المبرم سابقاً)، ولا يمكن توقيع اتفاق عبر ممارسة الضغوط».
وأعلن الرئيس الأميركي، يوم 8 أيار 2018، انسحاب بلاده من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران، التي يصفها بأكبر داعم دولي للإرهاب متهما إياها بالسعي للحصول على الأسلحة النووية.
ودعا ترامب كلاً من روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، باقي المشاركين في الاتفاق، للانسحاب منه وبدء العمل على صفقة جديدة، بينما تصرّ هذه الدول على ضرورة الحفاظ على الاتفاق الحالي.
وأعلنت إيران، رداً على اغتيال الولايات المتحدة لقائد «فيلق القدس» للحرس الثوري الإيراني، اللواء قاسم سليماني، يوم 3 كانون الثاني 2020، وقف الالتزام بالاتفاق حول برنامجها النووي.
في سياق منفصل، أعلنت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أمس، أنها أجرت محادثات «بناءة» مع مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل ماريانو غروسي الذي يزور طهران وسط توتر بسبب محاولة الولايات المتحدة إعادة فرض عقوبات على الجمهورية الاسلامية.
وأكد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي أنه «لم يتم إجراء أي تغيير في نهج الوكالة وإيران شريكة بناءة، ونأمل أن نراقب فعاليات السعودية إيضاً».
وخلال إجراء محادثات مع المسؤولين الايرانيين في طهران، قال غروسي «نحن نضمن عدم وجود أي تدخل في الوكالة وهناك ضغوط علينا لا نسمح لها بالتأثير علينا».
من جهته، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي عن «بدء فصل جديد من التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
وأردف، «اتفقنا على مواصلة الوكالة عملها باستقلالية وأن تواصل إيران عملها في إطار تعهداتها».
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع غروسي، أعرب صالحي عن أمله بأن تحمل زيارة غروسي إلى طهران نتائج جيدة، مضيفاً أن زيارته لطهران ستسهم في تعزيز التعاون المشترك بين إيران والوكالة الدولية.
ووصف محادثاته مع غروسي بأنها كانت بناءة جداً، حيث ستقوم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعملها بشكل تقني ومستقل كما أن نشاط إيران سيكون وفقا لتعهداتها.
وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أن العمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية «يقوم على مبدأ الشفافية».
وفي كلمة له على هامش حفل الافتتاح الرسمي لمكتب الخدمات القنصلية، قال ظريف إن زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، إلى طهران ليس لها علاقة بـ«آلية الزناد»، مشيراً إلى أن «هذه الزيارة هي استمرار لمحادثاتنا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية».
يشار إلى أن غروسي وصل إلى طهران مساء الاثنين، لإجراء محادثات مع المسؤولين الإيرانيين.
وكان في استقبال غروسي حين وصوله إلى مطار الإمام الخميني الدولي بطهران، المتحدّث باسم منظمة الطاقة الذرية الايرانية بهروز كمالوندي.
وتعد هذه أول زيارة يقوم بها غروسي إلى طهران بصفة مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتعاونت إيران بصورة وثيقة وبناءة مع الوكالة الذرية بعد توقيع الاتفاق النووي في مجال تنفيذ التزاماتها مع الوكالة، التي أكدت ذلك من خلال 17 تقريراً رسمياً أصدرته لغاية الآن بهذا الصدد.
إلا أنه في المرحلة الجديدة لإدارة الوكالة تغير أسلوبها تجاه إيران بالابتعاد عن التوجهات القانونية والتقنية نحو السياسية.