«الاتفاق الثلاثي» يؤدي لأكبر عملية هدم نفّذها الاحتلال من سلوان في القدس إلى الزعيم
المشاريع الاستيطانيّة المتواصلة تدحض تبريرات الإمارات
روّج الإعلام الإماراتيّ أن اتفاق التطبيع الذي وقعت عليه الإمارات مع دولة الاحتلال الصهيوني برعاية أميركية قد حقق انتصاراً طالما بحث عنه الفلسطينيون.
حاول هذا الإعلام أن يدّعي «أن هذا الاتفاق أسال دموع المصلين عند دخول بوابات المسجد الأقصى»، لكن من خلال بحث قصير يتضح بأن الفيديو قديم ويعود إلى الحادي والثلاثين من شهر أيار/ مايو الماضي، عند فتح المسجد لأول مرة بعد إغلاقه عدة أشهر، بسبب جائحة «كورونا».
بقي تواصل بعض الدول مع الكيان الصهيوني وإقامة علاقات معها طي الكتمان، ولا يمكن الإفصاح عنه من دون دفع الثمن الذي يمكن أن يصل حد الاغتيال، لكن الإمارات حتى تخرج نفسها من فعلتها ادعت أن اتفاقها كان السبب وراء وقف مخطط ضم أراضي فلسطينية في الضفة، ولكنه قد تجمّد بسبب خلافات صهيونية داخلية من جهة، ومع الإدارة الأميركية من جهة أخرى، إضافة إلى الجهود التي بذلتها القيادة الفلسطينية، والتي جندت المجتمع الدولي للوقوف ضد هذا المخطط.
فمنذ الإعلان الإماراتي عن التطبيع، لم يتوقف الكيان الصهيوني عن مشاريعه الاستيطانية، إضافة إلى الاستيلاء على الأراضي وهدم البيوت الفلسطينية، خاصة في المناطق التي تقع ضمن مخطط الضم في الضفة الغربية، ما يدحض تبريرات الامارات التي حاولت تسويقها، في مسعى إلى تخفيف وطأة هذه الكارثة التي كشفت خبايا وعورات المصالح الشخصية.
آخر ذلك، كان إعلان وزير الطاقة الصهيوني «يوفال شتاينتس» قبل يومين عن طرح 3 عطاءات لربط المستوطنات في الضفة بشبكة من الغاز الطبيعي، في إجراء يهدف بالأساس لبناء بنية تحتيّة تأتي ضمن عملية الضمّ التي تعتبر هدفاً استراتيجياً صهيونياً لن تكون فيه الإمارات سبباً بإلغائه.
تمخض الاتفاق الثلاثي في أكبر عملية هدم حصلت أول أمس الثلاثاء، حيث نفذ جيش الاحتلال عمليات هدم ضخمة تمتد من سلوان في القدس إلى الزعيم، حتى وادي السيق شرق رام الله، وصولاً إلى عين العوجا قرب مدينة أريحا، وفصايل شمال المدينة.
يقول رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف: «منذ الاتفاق الإماراتي الصهيوني الأميركي لم يتوقف الاحتلال عن مشاريعها الاستيطانية، حيث أعلنت بُعيد الاتفاق عن شبكة طرق وأنفاق تخدم الكتل الاستيطانيّة الجاثمة على أراضي الضفة الغربية بهدف تقطيع الأراضي الفلسطينية وإحياء التواصل الإقليمي بين المستوطنات».
ويوضح: «شرع الاحتلال بربط المستوطنات الواقعة في غلاف مدينة نابلس بالكتلة الاستيطانية الكبرى آريئيل وسط الضفة الغربية، حيث سيتم العمل على شق طريق التفافي بمحاذاة بلدة حوارة، إضافة إلى طريق التفافي العروب الذي سيربط بين غلاف المستوطنات الخارجي بالخليل مع كتلة غوش عتصيون، وأيضاً سيتم إنشاء نفق جديد غرب بيت جالا يصل حتى قلب القدس الغربية، كما أن هناك مخاطر كبيرة جداً في تنفيذ منطقة جبارة الصناعية التي من شأنها قطع محافظة طولكرم عن محافظة قلقيلية وفصلها عن ريفها الجنوبي.».
ويضيف: «الاتفاق رفع وتيرة المشاريع الاستيطانية حيث أصبح هناك مخطط صهيونيّ على الطاولة حول البدء ببناء منطقة مستوطنات «E1” حيث سيشمل ذلك حسب عساف بناء شبكة أنفاق وطرق تربط كتلة بنيامين الاستيطانية شرق رام الله مع مطار قلنديا أسفل كفر عقب ومخيم قلنديا كذلك ربطها بمنطقة مستوطنة “معالي أدميم”.
“لا يوجد شيء في اتفاقنا مع الإمارات تعهد حول وقف الضم”، هذا ما صرح به رئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو رداً على المزاعم الإماراتية حول وقف عملية الضم في إطار الاتفاق الثلاثي، حيث عاد وأكد نتنياهو بأن فرض السيادة مسألة وقت، ومتعلق بموافقة الإدارة الأميركية.
وينهي عساف بالقول: “كان يمكن للإمارات أن يكون لها شأن لو بقيت في صف الدول الرافضة للتطبيع مع دولة الاحتلال، لكنها عندما وقعت في أوحال التطبيع لن تستطيع أن تكون بالتأكيد مؤثرة على الإطلاق في خدمة القضية الفلسطينية، واسترداد الحقوق الفلسطينية”.