نصرالله ترك عامداً التعليق على العدوان إلى الوقت المناسب
الجيش: مئات الصواريخ والقذائف الصهيونية المتفجّرة والفوسفورية على قرى جنوبية تُشعل عشرات الحرائق وتوقع أضراراً مادية جسيمة
فيما أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أنّ «الثوران الإسرائيلي»، ليل أول من أمس وإلقاء القذائف الفوسفورية وبعض الإعتداءات «هو أمر مهمّ وحسّاس لدينا»، موضحاً أنه «عامد» لن يعلّق عليه الآن وسيترك الحديث عنه إلى الوقت المناسب وفي السياق الطبيعي والآتي، أعلن الجيش اللبناني حصيلة العدوان الهمجي الغادر على القرى والبدات المستهدفة.
وأوضح الجيش في بيان، أنّ مروحيات العدو استهدفت «مراكز تابعة لجمعية «أخضر بلا حدود» البيئية داخل الأراضي اللبنانية، وذلك عبر إطلاق 3 صواريخ في خراج بلدة راميا، و8 صواريخ في خراج بلدة عيتا الشعب، بالإضافة إلى صاروخين أطلقا من داخل موقع تل الراهب على خراج البلدة نفسها».
أضاف «كما استهدفت المروحيات مركزاً للجمعية نفسها في محمية عيترون ما أدى إلى اندلاع حريق داخلها. وسبق ذلك في الليلة نفسها، اعتداءات من قبل العدو «الإسرائيلي» عبر إطلاق 117 قذيفة مضيئة، وحوالى 100 قذيفة قسم منها متفجّر والآخر فوسفوري في خراج بلدات: ميس الجبل وحولا ومارون الراس وعيترون داخل الأراضي اللبنانية».
وقد تسبّبت القنابل باندلاع حرائق في الأحراج، ووقوع أضرار مادية في أحد المنازل وفي حظيرة ماعز عائدة إلى أحد المواطنين ونفوق عدد من رؤوس الماعز. كما سُمع دوي عشرات الإنفجارات داخل مزراع شبعا المحتلة.
من جهته، أشار الناطق الرسمي باسم «يونيفيل» أندريا تيننتي،البيا في بيان إلى أنه عند حوالى الساعة الحادية عشرة من مساء أول من أمس «رصدت يونيفيل إطلاق عدد من القنابل المضيئة من عدة مواقع للجيش الإسرائيلي على طول الخط الأزرق مقابل عيترون وعيتا الشعب وميس الجبل وحولا وكفركلا وكفرشوبا في جنوب لبنان. كما رصدت رادارات يونيفيل قذائف هاون وقذائف مدفعية، معظمها دخانية، بالإضافة إلى أنشطة كثيفة للطائرات من دون طيّار فوق هذه المناطق».
أضاف «وقامت يونيفيل على الفور بتحريك قنوات الإرتباط والتنسيق التي تضطلع بها وعزّزت قواتها على طول الخط الأزرق. وفي اتصالات لاحقة، أبلغ الجيش الإسرائيلي يونيفيل أن نيران أسلحة خفيفة أطلقت من لبنان تجاه دورية تابعة للجيش الإسرائيلي في محيط منطقة المنارة. ولا يزال رئيس بعثة يونيفيل وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول على اتصال بالأطراف، يحثهم على ضبط النفس ويطلب من جميع الأطراف تجنّب أي عمل استفزازي من شأنه أن يزيد من تصعيد التوترات ويعرض وقف الأعمال العدائية للخطر».
ونقل عن ديل كول، قوله «في البداية، من المهم للغاية بالنسبة لنا أن نتقصّى كل الحقائق والظروف المحيطة بالتطورات الخطيرة التي حدثت الليلة (قبل) الماضية على طول الخط الأزرق. لقد فتحت تحقيقاً عاجلاً وأدعو الطرفين إلى التعاون الكامل مع اليونيفيل للمساعدة في تحديد الحقائق».
وأثارت الإعتداءات «الإسرائيلية» موجة استنكار لبنانية، ورأى عضو كتلة التنمية والتحرير النائب الدكتور قاسم هاشم في تصريح أن ما جرى « كشف حال الإرباك الذي يعيشه العدو الإسرائيلي، ويترك تداعياته زعزعةً للاستقرار من خلال الاعتداءات التي يكررها العدو الإسرائيلي بين الحين والآخر». وأكد أن «أي اعتداء وكيفما كان يعتبر اعتداءً سافراً وانتهاكاً للسيادة الوطنية تحتّم التعاطي معها وفق الحفاظ على السيادة الوطنية والاستقرار الوطني»، وطالب الحكومة بمتابعة إعتداء أول من أمس «ووضع المجتمع الدولي امام مسؤولياته لوضع حد للعدوانية «الإسرائيلية» التي لم تنصع يوماً للقرارات والتوجهات الدولية إنما لمعادلة الرعب والردع التي صنعتها المقاومة ووضعت حداً للأطماع والعدوانية الإسرائيلية».
واستنكر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، في بيان الاعتداءات «الإسرائيلية» على القرى الحدودية الجنوبية، معتبراً أنها «عدوان موصوف يثير الذعر في صفوف المواطنين ويشكل انتهاكاً فاضحاً للمواثيق والقوانين الدولية ويتزامن مع الخروق شبه اليومية للسيادة الوطنية، نضعه برسم الأمم المتحدة وقوات يونيفيل المطالبة بلجم العدوان الإسرائيلي المتكرّر الذي يهدّد أمن المنطقة وترتد تبعاته على الكيان الغاصب».
ورأى «أن هذه الاعتداءات تكشف عن حال الإرباك والذعر التي يعيشها الكيان الصهيوني بفعل معادلة الردع التي حققتها المقاومة في الدفاع عن لبنان، وعلى اللبنانيين أن يتمسكوا بوحدتهم الوطنية المرتكزة على تلاحم جيشهم ومقاومتهم لحفظ لبنان واستقراره، بوصفها قوة لبنان الأساسية».
بدوره، رأى «تجمّع العلماء المسلمين»، في بيان، «أن التبرير الذي قدمه العدو الصهيوني لإنتهاكاته هو تبرير واه ولا يمكن أن يقبل، وهو يجافي كل منطق، فأين هي الأماكن التي أطلق النار عليها؟. والحقيقة أنها مجرد ذريعة لممارسة الاعتداءات اليومية على أهلنا في الجنوب الصامد».
وأعلن «أن الحساب مع العدو الصهيوني أصبح كبيراً سيأتي في الوقت الذي تقرره قيادة المقاومة وبعد اختيار الأهداف المناسبة»، معتبراً «أن القرار الصادر عن المجلس الأعلى للدفاع بإدانة الإعتداء الصهيوني وتكليفه لوزير الخارجية رفع شكوى لمجلس الأمن الدولي هو أدنى المطلوب، لأننا كنا نتوقع منه إصدار أمر لقيادة الجيش بالتعامل مع أحداث مشابهة في المستقبل بالرد المباشر عليها وإسكات مصادر النيران، فلا يجوز أن تبقى مناطقنا مستباحة بهذا الشكل، فالذي يشجع العدو الصهيوني على الاستمرار فيها هو عدم الرد عليها من قبل الجيش اللبناني بالأسلوب المناسب».
وانتقد «الذين يدعون للحياد»، معتبراً أنها «دعوة في سياق تنفيذ أجندات خارجية للضغط على المقاومة لصالح المحور الصهيوأميركي».
وندّدت جبهة «العمل الإسلامي» بالاعتداء الصهيوني الهمجي السافر، محملةً «هذا العدو الغادر اللئيم مسؤولية وعواقب هذا العدوان وما نتج عنه». وأشارت إلى أن العدو الصهيوني أسقط باعتداءاته أول من أمس «بشكل فعلي وعملي وشفاف «.