مقالات وآراء

لا بديل عن الدولة

 

} عمر عبد القادر غندور*

   لا نعتقد انّ حادث بلدة كفتون الإجرامي الذي ذهب ضحيته ثلاثة شبان أبرياء من البلدة، معزول عما يجري على الساحة اللبنانية من خضات وقلق ومخاوف وتعثر في مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة، وارتدادات الأزمة الاقتصادية التي تنهش في أجساد اللبنانيين دون ان يلوح في الأفق بصيص أمل ورجاء.

   ولا نستبعد تحرك الكثيرين من الأدوات لاستثمار هذه الأوجاع والنفاذ من خلالها الى إحداث تحركات غاضبة رأس حربتها آلاف المأزومين والجياع الذين فقدوا أعمالهم وأسباب أرزاقهم، وقد رأينا كيف ترفض بعض القطاعات الاقتصادية التدابير التي فرضتها وزارتا الداخلية والصحة للحدّ من تفشي وباء كورونا المتفاقم وعلى نحو بات يهدّد الجميع وبلغت الوفيات في الساعات الماضية ١٢ وفاة، اضافة الى تداعيات جديدة بدأت تلوح في الأفق حول مستوعبات كبيرة مهترئة تنبعث منها روائح نتنة مصدرها غازات موجودة على أرض المرفأ وتشكل خطراً على السلامة العامة!

    مجموع هذه المصائب والكوارث والمطامع الإسرائيلية في أرضنا ومياهنا، كلها أعباء تئنّ منها الجبال، وكيف لا يشكو منها الرجال في الجيش وكافة الأجهزة الأمنية والمعلوماتية والاستخباراتية ممّن يتولون الشأن العام وتسيير شؤون البلاد بما تبقى بين أيديهم من إمكانات رغم ضآلتها ورغم عبث المنظومة السياسية الفاسدة التي لا تتدخل في شيء إلا وتفسده، ولكن ذلك لا ينسحب على الإدارات التنفيذية في مواقع الإدارات العامة رغم ما تضمّ من مفسدين لا يجهلهم أحد، وينبغي التمييز بين الحرامية وبين من يسهرون على الشأن العام ولو بالحدّ الأدنى، والذي نراه في تسيير شؤوننا العامة من بقية نظام، من معاملات في ما بيننا ومع الداخلين والخارجين ونظام سير في شوارعنا في الحدّ الأدنى، وكلّ ذلك بقية من دولة لن يكون لنا حياة من دونها.

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى