لن نغادر
} عماد منذر
يا راغبًا هجْرَةً لبنانُ مقلعُنا
نموتُ فيه ونحيا فهْوَ معفَلُنا
أهلي هنا دفعوا الأثمانَ باهظَةً
فيه ولِدْنا ومنه اللهُ يسْمَعُنا
سبحانَ ربِّ السَّماء الخالقِ البشرِ
أعطى لنا سمةً تسمو وتُسْعِدُنا
في كائنٍ حشرَ الأنفاسَ، في جسدٍ،
فيه نموتُ كما نحيا ويقبَلُنا
لكنَّنا دائمًا نسعى إلى الأبَدِ
لا نرضى بمصيرٍ حين يُمْرِضُنا
نحن الذين ضَربْنا هيبَةَ الوطنِ
بطائفيَّتِنا والكلُّ يَنْظُرُنا
بما لنا، وبما باقٍ، ومَنْ هجروا
باعوا كرامَتَهم والصَّوْتُ يجْلُدُنا
نحنُ الذين جَعَلْنا قيمةَ البلدِ
يدوسُها الغربُ والأموالُ تُشْغِلُنا
أمَّا الحياةُ نراها مُتْعَةَ التَّرَف
والفقرُ في كلِّ الأحيانِ يَسْبُقُنا
يا ساعدي الأيمنِ واللِه أقطَعُكَ
حتى يرى الأيسَرُ الأوجاعَ تَدْعَمُنا
إنْ مُتْنا بفراشٍ ناعمٍ نموتُ كما
ماتَ الغنيُّ، ولكنْ نحن يُتْعِبُنا
على تُرابِ بلادي النَّومُ جائزَةُ الـ
أحرارِ والفوزُ بالأنصارِ يجْمَعُنا
اِذْهَبْ (لعَمِّكَ سامٍ) إنْ سيُأْسِفُنا
بعضٌ، وبعضُ بلا ريبٍ سيُفرِحُنا
إمَّا فنحنُ كتابُ النَّصْرِ قد كُتِبَ
لنا نموتُ هنا والأكفانُ موطِنُنا
على رياحٍ يطيرُ الشَّوْقُ يا أدبي
ولا يطيرُ عليه مَنْ يُقاتِلُنا
أذا رأتْ أُمَتي بعضَ الذين رموا
بنا إلى فتنَةٍ صارتْ توبِّخُنا
فهْيَ التي بنتِ الآمالَ بالهُدُبِ
حتى غدتْ رملةُ البيضاءِ تنبُذُنا
يا أيُّها المُلتحي مثلي خُذِ الحجرَ
واضْرِبْ به غاصبًا فالحَربُ تَشْمُلُنا
إنَّ البُغاةَ كما الأورامِ تختبٍئُ
لكنَّها تجْعلُ الأعراضَ تسْحلُنا
فكم هنا بيننا منهم لمُتْعَتِهِمْ
أوْ رغبةٍ كي يروا اليهودَ تسْحَقُنا
إنْ كانَ مَسْؤولُنا يمضي لخدْمَتِهْمْ
فالكلبُ منهم بلا ملحٍ سيأكِلُنا
كم مِنَ القصائدِ أتلوها وما فهموا
أنَّ الحقيقةَ تبقى دائمًا دَمُنا
كجاموسٍ هُمُ والوَعْيُ يقْهَرُهُمْ
والجَهْلُ عندَهُمُ للخلفِ يُرجِعُنا
ومَنْ دعانا لإذعانِ المُقايضةِ
لا فرقَ بينَهُ عمَّنْ كان يَصلُبُنا