دعا «أمل» لمجابهة أيّ عدوان صهيوني على لبنان برّي: لحكومة قوية دون شروط مسبقة تضمّ كفاءات وتملك برنامجاً إصلاحياً
دعا رئيس مجلس النواب نبيه برّي إلى الإسراع في تشكيل حكومة قوية من دون شروط مسبقة تضمّ كفاءات وتملك برنامجاً إصلاحياً، مؤكداً أن الخطر على لبنان هذه المرة ليس من الخارج بل من الداخل «فالاستقرار الأمني بدأ يهتزّ ونحن نسمع الحوادث المتنقلة بين المناطق وليس آخرها في كفتون وخلدة». ودعا كل «المكونات السياسية في لبنان، في المعارضة والموالاة والجادين والصادقين في الحراك، إلى الحوار تحت سقف المؤسسات حول مفهوم الدولة المدنية وصياغة قانون انتخابي خارج القيد الطائفي وإنشاء مجلس للشيوخ وتعزيز استقلالية القضاء وتطويره».
مواقف برّي جاءت في الكلمة التي ألقاها أمس إحياءً للذكرى الثانية والأربعين لجريمة اخفاء السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين في عين التينة، بحضور عائلة الإمام الصدر السيدة رباب الصدر شرف الدين وكريمته مليحة الصدر ورائد شرف الدين وأعضاء هيئة الرئاسة في حركة أمل.
لأخذ تحقيق المرفأ مجراه
وتطرق برّي إلى انفجار مرفأ بيروت فأكد «إنصافاً لبيروت، أن جرح العاصمة هو جرح لبنان والإنسانية» داعياً «قطعاً للطريق أمام كل من يبحث عن مآتم كي يشبع فيها لطماً مزيفاً تحقيقاً لإستثمار سياسي رخيص على الدماء الغالية التي أُزهقت»، إلى أن «يأخذ التحقيق في ملابسات هذا الزلزال مجراه من دون إبطاء ومن دون تسرع، وليستعن القضاء اللبناني بمن يريد فنياً وتقنياً تحت سقف حفظ سيادة لبنان وعدم إستباحة سلطاته، ولتكن هذه الجريمة على فداحتها إمتحاناً للقضاء اللبناني وفرصة له لإثبات جدارته وتحقيق استقلاليته وتنقيته من التدخلات السياسية وغير السياسية وذلك من خلال تمكينه وتمكنه من الوصول إلى الحقيقة وإقرار العدالة والإقتصاص من المجرمين ومن كل من يثبت تورطه كائناً من كان وفي أي موقع كان، مهملاً أو فاسداً أو متسبباً أو معتدياً».
الإستقرار الأمني يهتز
ونبّه إلى أن لبنان «لم يعد يمتلك فائضاً من الإستقرار السياسي ولا الإقتصادي ولا المالي ولا فائضاً من ثقة المواطن ومن ثقة الخارج أيضاً بالدولة وسلطاتها وأدوارها»، وقال «الأخطر أن الوطن للأسف لم يعد يمتلك فائضاً من الإستقرار الأمني الذي بدأ يهتز ونحن نسمع ونرى الحوادث المتنقلة من منطقة إلى أخرى، حوادث مشبوهة في أمكنتها وتوقيتها ومفتعليها وليس آخرها ما حصل في بلدة كفتون الكورة وفي خلدة، والتي تهدف إلى أمرّ وأدهى، وما كلام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن حرب أو فتنة داخلية هو كلام عبثي».
وحذّر من «الإستمرار في هذا الأداء والسلوك السياسيين اللامسؤول، فهو يمثل أرضية خصبة لإعادة استيلاد الفوضى وإيقاظ الشياطين النائمة من الخلايا الإرهابية والتي تتحين الفرصة للإنقضاض على الإستقرار في لبنان والعبث بالوحدة وبالسلم الأهلي»، منبهاً إلى أن «الخوف والقلق على لبنان هذه المرة ليس من الخارج بل من الداخل».
وقال «إذا كان الفساد والإهمال والإستهتار أسباباً مباشرة لكل هذه الأزمات التي نعاني منها وسبباً لإنفجار كاد أن يزيل العاصمة عن الوجود. فإن الإستخفاف والحقد والأنانية والكيدية السياسية وانعدام المسؤولية الوطنية والإنكار، كلها قد تكون مسببات تضع لبنان على حافة خطر وجودي. وهو خطر يمكن تفاديه إذا ما أحسن الجميع التقاط اللحظة الدولية والإقليمية والمحلية المتاحة حالياً والتي توفّر لها الكثير من الدول الصديقة والعديد من الدول العربية الشقيقة، المناخات الملائمة لتقديم كل مساعدة للبنان واللبنانيين وإنقاذهم من هذه المحنة شريطة ان تكون النوايا صادقة وأن نحب لبنان، وأن نقدّر أهمية هذا الوطن في الموقع والدور بالمقدار نفسه الذي ينظر إليه العالم».
النظام الطائفي علّة العلل
ودعا «كل المخلصين سياسيين وقادة أحزاب وتيارات وحركات سياسية وقادة رأي وفكر وقيادات روحية وإعلام، أن تعالوا الى كلمة سواء ننصت فيها إلى صوت الضمير ونسمع ما يريده اللبنانيون، ونحفظ لبنان، ونجنبه خطر الزوال».
ورأى أن «أخطر ما كشفته كارثة المرفأ عدا عناصر الدولة الفاشلة، هو سقوط هيكل النظام السياسي والإقتصادي بالكامل ولا بد من تغيير في هذا النظام الطائفي فهو علة العلل. هو الفساد. هو الحرمان. بل كان السبب والمسبّب لعدم تطبيق أكثر من 54 قانوناً بل ولمخالفات دستورية لا تعدّ ولا تحصى. هو اللاعدالة بل هو اللاإنتماء للبنان الواحد الموحد ولا بد للخلاص منه. وليكن وبأسرع وقت».
ودعا إلى «وقف الحملات الإعلامية والتراشق الكلامي بين مختلف الأطراف والقوى والشخصيات السياسية وتهذيب الخطاب السياسي والإعلامي» و «من دون شروط مسبقة الإسراع في تشكيل حكومة قوية جامعة للكفاءات تمتلك برنامجاً إنقاذياً إصلاحياً محدّد بفترة زمنية ورؤية واضحة حول كيفية إعادة إعمار ما تهدم من بيروت، وبالتوازي المباشرة بالإصلاحات الضرورية على المستويات كافة بدءاً من الكهرباء إلى المالية العامة ومكافحة الهدر والفساد واستعادة الأموال المنهوبة والمهربة». كما دعا إلى «الإصلاح في طبيعة النظام السياسي وفقاً لما ورد في اتفاق الطائف والدستور خصوصاص في بنوده الإصلاحية».
وجدّد «بإسم كتلة التنمية والتحرير وبإسم حركة أمل، الدعوة الصادقة لكل الأطراف السياسية في البرلمان وخارجه في المعارضة والموالاة، والجادين والصادقين في الحراك إلى ملاقاتنا في منتصف الطريق وتحت سقف المؤسسات التي يجب أن تُحترم أدوارها من الجميع الى الحوار حول العناوين التالية: لبنان نحو الدولة المدنية، صياغة قانون إنتخابي خارج القيد الطائفي على قاعدة لبنان دائرة إنتخابية واحدة أو المحافظات الكبرى والإقتراع في أماكن السكن، إنشاء مجلس للشيوخ تمثل فيه كافة الطوائف وتنحصر صلاحياته بالقضايا المصيري وإقرار ضمان إجتماعي وصحي للجميع وصياغة نظام ضرائبي موحد تكون فيه الضرائب تصاعدية».
وحدة المقاومة والوطن تحمي لبنان
وجدّد دعوته «أبناء أفواج المقاومة اللبنانية– أمل، إلى أن يبقوا على أتم الجاهزية والاستعداد من موقعهم كمبتدأ للمقاومة وخبرها لمجابهة أي اعتداء صهيوني على لبنان إلى جانب حزب الله». كما دعا إلى «العمل لمنع الإنزلاق إلى المكان الذي يريد العدو أخذ الوطن اليه»، مؤكداً أن «الوحدة بين أبناء المقاومة الواحدة والوطن الواحد يحمى بها لبنان وتدرأ فتنة هي أشد من القتل».
وأكد الرئيس برّي أن «كل ما يحصل في المنطقة والإقليم من سد النهضة إلى مأرب إلى الجولان إلى حصار إيران، هدفه أسرلة فلسطين وتهويد القدس وتمرير صفقة القرن وضم منطقة أغوار الأردن».
وفي قضية الإمام الصدر ورفيقيه، شدّد على أن هذه القضية «لن تموت ولن تنتهي إلاّ بعودتهم وكشف كل الملابسات المحيطة بهذه الجريمة.