سلاح المقاومة قوّة للبنان…
} سايد النكت
طرح «حياد» لبنان ليس جديداً، فهو إحياء لمقولة «قوة لبنان في ضعفه» التي أراد أصحابها عن سبق تخطيط، تحويل لبنان إلى محمية دولية، وأن يكون بلا هوية له ولا انتماء، وبالتالي فلا حاجة له أن يمتلك قوة عسكرية تواجه العدو!
«الحياد» يعني القبول بلبنان محمية دولية، وبسقوط مبدأ السيادة الوطنية، وكلنا يتذكر أنه قبل انطلاقة المقاومة، كان لبنان ساحة نفوذ لكلّ الأجهزة الاستخبارية الأجنبية، في استباحة غير مسبوقة لأمنه واستقراره وسيادته نتيجة تحوّله الى ساحة تصفية حسابات دولية.
«الحياد» يعني القبول بـ «الفيتو» الموضوع على تسليح الجيش اللبناني، كي لا يمتلك عناصر القوة التي تمكنه من الدفاع عن لبنان ومواجهة العدو الصهيوني وأطماعه.
تحت جنح «الحياد» ـ «قوة لبنان في ضعفه»، تمكن العدو الصهيوني من احتلال معظم الأرض اللبنانية، ووصل باحتلاله إلى العاصمة بيروت، واستعان بعملائه لارتكاب المجازر والجرائم الارهابية، وقد كاد الاحتلال يتحوّل إلى قدر لا يُردّ لولا انطلاق المقاومة ضدّ الاحتلال.
المقاومة، التي انطلقت من سوق الخان في حاصبيا ومن رصيف «الويمبي» في بيروت، قلبت كلّ المعادلات، فأطاحت بمعادلة «قوة لبنان بضعفه» وأرست ورسخت معادلة «قوة لبنان بمقاومته». وهذه القوة تجسّدت بعمليات نوعية واستشهادية، كبّدت العدو خسائر باهظة وأجبرته على الاندحار من بيروت والجبل وصيدا، وصولاً الى إنجاز التحرير في العام 2000. ومع حرب تموز 2006، رسخت المقاومة معادلة الردع في مواجهة العدو الصهيوني الغاشم وكيانه الاغتصابي، كيان قال فيه يوماً بن غوريون «إذا خسرت إسرائيل الحرب مرة خسرتها الى الأبد».
في ظلّ معادلة «قوة لبنان بضعفه» كان لبنان أرضاً وفضاء ومياهاً مستباحاً باللغطرسة الصهيونية، أما في ظلّ معادلة «قوة لبنان بمقاومته ومعادلة الجيش والشعب والمقاومة، دخل لبنان نادي الدول القوية القادرة على هزيمة الاحتلال والإرهاب.
بمعادلة القوة حرّر لبنان أرضه، وهو يحمي فضاءه ومياهه وثرواته، فلمصلحة من نزع سلاح المقاومة والتفريط بعناصر قوة لبنان؟
سلاح المقاومة قوة للبنان… وعندما يكون لبنان قوياً، يستطيع أن يضع مداميك بناء الدولة المدنية الحديثة…